اكتشاف المواهب مهمة ليست سهلة ..تحتاج إلى بحث عن أصحاب الفكرة وتدريب لأصحاب البصمة والنتيجة قيمة مضافة لمبدعين شباب نحتاجهم فى كل المجالات
ورغم صغر سنها حلمت ندى عبد الصمد ــ 16 سنة ــ أن تكون سببا فى اكتشاف المواهب وتشجيعهم على الظهور والانطلاق..لم لا وهى نفسها تملك المؤهلات : تحب الكتابة وتبحث عن طريقها قبل محطة الثانوية العامة الحاسمة..
وهكذا فكرت ندى أن تدشن مبادرة (نبض قلم) لتدريب الشباب على الكتابة والشعر والمونتاج والدوبلاج باعتبار مجالات اهتمامها التى تعلمتها غبر الانترنت وتشعر أنه من واجبها نقل ما تعلمته مجانا لمن يشاركها الشغف وانضم إليها الشباب كمشاركين ثم كمساهمين فى نشر الحلم…كل يضيف للآخر ما تعلمه ويساعده على اكتشاف موهبته.
حكاية المبادرة التى وصلتنا عبر بريد (يالا شباب) ترويها لنا الصديقة سارة رفيق بعد أن استمعت لندى ورفاقها فى (نبض قلم) لتنقل تجربتهم لكل الشباب
قطرة ندي
البداية مع ندى عبد الصمد وجدت نفسها بين الكتب ..تعشق الكتابة من سن 13 وحلمها كتاب يحمل اسمها يتصدر المكتبات ..لم تجد من يحتضن هذا الحلم لذلك فكرت أن تحافظ عليه وتنشره بين أصحاب المواهب ومن يناير الماضى بدأت تتحسس الطريق.. لم تهتم بعدم وجود مقر للمبادرة أو إمكانيات كبيرة للانتشار وتعاونت مع صديقتها سارة على فى تنظيم ورشتين تدريبيتين استفاد منهما نحو 200 طالب وطالبة.
وبدأ الحلم يتحقق بإصدار كتابين: «حلم فى ملف الزمن»، شاركت به فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، و»صراع الزمن»، كتاب إلكترونى عام 2024.
تسعى ندى للجمع بين دراستها وأنشطتها الإبداعية، تحلم أن تكون سيدة أعمال مؤثرة، تسهم فى تطوير ذاتها وتمكين غيرها من تحقيق أحلامهم كقطرة ندى تصنع الفرق فى حياة الزهور.
الصديق فى الطريق
ولسارة على 28 سنة ، دور محورى فى مبادرة «نبض قلم»، كمسؤولة عن تنظيم الورش والمجموعات التدريبية.
تنبه أن المبادرة لا تقتصر فقط على تعليم المهارات الفنية فى المونتاج، الدوبلاج، والكتابة، بل تولى اهتمامًا بالغًا بالصحة النفسية للمشاركين، من خلال توفير دعم نفسى عبر متخصصين فى علم النفس لمساعدتهم فى تنظيم الوقت وتحقيق التوازن بين الدراسة وتطوير المهارات.
وتؤمن بأن الهدف الأسمى للمبادرة هو تمكين الموهوبين ليصبحوا أفضل منها، وأن تترك بصمة فى حياتهم. وتتذكر أن شغفها بالكتابة يعود للطفولة، وأسهمت فى عدد من الأعمال المشتركة، منها: «شتات نفس»، «مقيدون بالواقع»، و»إيلافيين».
اكتشافات وإبداعات
نجحت المبادرة فى اكتشاف مواهب شابة يتعلمون من الدورات وينقلون ما تعلموه إلى مشتركين جدد لتتحول المبادرة إلى حلم جماعى ورسالة لهؤلاء الشباب
محمود بكر صبرى شاعر ــ خريج كلية التمريض يجمع بين الأدب والعلاج النفسى لأن «الكلمة الطيبة قد تكون حياةً لمن فقد الأمل».
يعتبر نفسه من المشتركين والمساهمين فى المبادرة على حد سواء.. إذ يحفز المواهب ويقدم لهم جلسات دعم نفسى وكشاعر تطورت موهبته معتبرا الشعر وسيلة للاحتواء، والإبداع أداة للتواصل وتحويل المعاناة إلى كلمات صادقة تلمس الموجوعين.
أصدر عدة أعمال من الخواطر والقصائد والروايات مثل حكايات من القلب ــ ما بعد الوجع ــ عشق عبر المجرات ــ حين يهمس القلب ــ حين يظهر الأمل ــ داخل الذاكرة المفقودة وغيرها من الأعمال.
نقطة تحول
محمد أبو زيد ــ 17 سنةــ ثالثة ثانوى ، يصف المبادرة بأجمل التجارب التى خاضها.
انضم إليها بدافع شغفه الكبير بالتصميم، والذى رافقه منذ الطفولة، وقدوته ابن عمه..
أصبح عضوًا أساســـــيًا فى فريق العمــل، لا يكتفى بالمشاركة فقط، يقوم بتقديم ورش فى أساسيات التصميم. ليساعد الآخرين فى اكتشاف طاقاتهم الإبداعية ويؤمن بأن «نبض قلم» مجتمع ملهم يمنح الشباب الفرصة للنمو والتعبير عن أنفسهم، ويأمل أن يواصل تقديم الدعم لكل من يمتلك حلمًا يشبه حلمه.
الثقة مفتاح الموهبة
نورهان جمعة ــ 20 سنة ــ أتاحت لها المبادرة فرصة تعلّم أساسيات الجرافيك، لتعبر بأدواته عن مشاعرها تجاه القضايا الإنسانية، وتعتز بتصميمها عن أطفال فلسطين.
واستفادت من الجلسات النفسية لتعزيز ثقتها بنفسها، وتحسين قدرتها على تنظيم الوقت والتوفيق بين دراستها وتطوير موهبتها.
منظور مختلف
أسماء فتح الله ــ 17 سنة بالصف الثالث الثانوي، بدايتها مع ورشة «الفويس أوفر» أو التعليق الصوتى التى قدمتها ندى وكانت البداية لاكتشاف صوتها من منظور مختلف تمامًا.
تقول: «من أول يوم فى الكورس حسيت إن فى حاجة بتتفتح جوايا. وتعلمت إزاى أتحكم فى نبراتى وأحس بكل كلمة بقولها، وأركز فى المشاعر اللى وراها».
وتبدى إعجابها بندى كمدربة من نفس السن لكنها تتميز بالحلم أسلوبها بسيط، مشجع، ومليء بالطاقة الإيجابية. وتعبر عن ضيقها لاضطرارها عن التوقف بسبب امتحانات الثانوية لكنها تثق فى عودة قريبة تودع معها ضغوط الامتحانات وتستعد للحياة الجامعية بصوت يملأه الأمل.