مصر تبدأ اتصالاتها .. وتستعد لتنفيذ خطة الإعمار بعد وقف إطلاق النار
حكومة نتنياهو تجتمع لمناقشة الصفقة.. تمهيدًا لإرسال وفد للوسطاء
آلة القتل الإسرائيلية تواصل سفك الدماء.. و60 شهيدًا جديدًا فى 24 ساعة
الصحة الفلسطينية تستغيث لانهيار منظومتها.. وبرنامج الغذاء: «نصف مليون يتضورون جوعًا»!
وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، أمس، بأن رد حركة المقاومة الإسلامية حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار بالقطاع، يعد «أمراً جيداً»، لكنه ذكر أنه لم يطلع عليه بعد، مرجحا إبرام الاتفاق بشأن غزة خلال أيام.
قال ترامب فى تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية «يجب أن نفعل شيئاً بشأن غزة، نحن نرسل الكثير من الأموال والمساعدات إلى هناك»، وفق قوله.
وقالت مصادر إن الوسطاء «مصر وقطر وأمريكا» لعبوا الدور المحورى فى الاتفاق.
كما أشارت المصادر إلى أن مصر بدأت فى الاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف من أجل ضمان التوصل إلى صيغة الاتفاق، وتمتلك مصر خطة متكاملة حول مستقبل غزة وإعادة إعمارها وتستعد لتنفيذها عقب الوقف الفعلى لإطلاق النار. على الجانب الاسرائيلى يجتمع مجلس الوزراء خلال ساعات لمناقشة المفاوضات بشأن صفقة غزة، وفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، وذلك بعد رد حركة حماس على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار.
وقالت هيئة البث إن حماس اقترحت تعديلات على الصفقة،الأمر الذى يمثل تحدياً كبيراً لصانعى القرار الإسرائيلي، فى حين ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أنه من المتوقع أن تدرس إسرائيل مطالب حماس بعمق وإرسال ردها من خلال إرسال وفد إلى الوسطاء.
وفى السياق ذاته، قالت صحيفة «إسرائيل هيوم»، إن الصعوبة الرئيسية فى استمرار المحادثات ستكون خريطة انسحابات القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ، حيث تطالب حماس بالانسحاب الكامل، بينما تريد إسرائيل الاحتفاظ بمحور موراج وجميع المناطق الواقعة جنوبه.
فى الاثناء تجمع لجنتان إسرائيليتان معلومات عن الرهائن الأحياء المتبقين فى قطاع غزة، لتحديد من يستحق الأولوية فى الإفراج عنه وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذى يناقش حاليا.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن لجنة تابعة لوزارة الصحة وأخرى للمخابرات العسكرية، ستوصيان فريق التفاوض بشأن من يجب إطلاق سراحه أولا من الرهائن، فى حال نجحت محاولات وقف إطلاق النار.
ووفق تقديرات إسرائيلية هناك نحو 50 رهينة فى غزة الآن، من بينهم حوالى 20 على قيد الحياة.
وينص المقترح المطروح حاليا على إطلاق سراح 8 رهائن أحياء فى اليوم الأول، ورهينتين أحياء فى اليوم الخمسين، ثم الإفراج عن الرهائن العشرة المتبقين عند التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب بشكل كامل، الذى يمكن أن يتم بحلول اليوم الستين من الهدنة.
فى السياق ذاته طالبت أسر المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس نتنياهو بضرورة الإسراع فى إتمام الاتفاق وأكدوا أنه قد حان الوقت لإتمام المهمة والتوصل إلى اتفاق شامل لإعادة المحتجزين.
على الصعيد الميدانى لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية حتى الآن حيث واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي.
واعلنت مصادر طبية استشهاد ما لا يقل عن 60 شهيداً فى مختلف مناطق القطاع، معظمهم من النازحين المتواجدين فى خيام المواصى بخان يونس جنوب القطاع، وبعضهم من طالبى المساعدات.
على نفس الصعيد اصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء لما تبقى من أحياء خان يونس السكنية لتبقى فقط منطقة المواصى دون إخلاء، فيما نسفت قوات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين شرقى مدينة غزة.
من الناحية الإنسانية مازالت الكارثة تتسع يوما بعد آخر فى ظل شح المساعدات و اغلاق المعابر ، فمن جانبها قالت وزارة الصحة فى قطاع غزة إن أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية فى المستشفيات تتفاقم بشكل غير مسبوق.
وأضافت الوزارة فى بيان لها ان الأزمة تُؤجج من حالة الاستنزاف الشديدة للمنظومة الصحية وما تبقى من مستشفيات عاملة، مشيرة إلى أن الضغط المتزايد من الاصابات الحرجة يزيد معها الحاجة لضمان استمرار عمل المولدات الكهربائية لتشغيل الأقسام الحيوية.
واتهمت الوزارة الاحتلال الإسرائيلي، بتعمد سياسة التقطير فى السماح بإدخال كميات الوقود والتى لا تتيح وقتاً اضافياً لعمل المستشفيات، مشيرةً إلى أن استمرار الحلول المؤقتة والطارئة يعنى انتظار توقف عمل الأقسام المنقذة للحياة.
وأشارت إلى أن الفرق الهندسية فى المستشفيات مستنزفة فى متابعة عمل المولدات وإجراءات الترشيد التى أصبحت دون جدوي.
وجددت الوزارة مناشدتها، العاجلة للجهات المعنية بالتدخل والضغط على الاحتلال لإدخال امدادات الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية.
بدوره اشار مدير المستشفيات الميدانية إلى أن وضع المستشفيات فى غزة كارثى بسبب نقص الوقود،كما أوضح أن الاحتلال لا يزال يمنع إدخال حليب الأطفال إلى القطاع.
ونوه المسئول انه يتم العمل الآن فى المستشفيات بالحد الأدنى من الإمكانات ويصعب التعامل مع عدد الشهداء والجرحي .
وطالبت منظمة الصحة العالمية بسرعة وقف القتل العبثى فى غزة والعمل على ايصال المساعدات.
من جانبه حذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ان أزمة الوقود تهدد قطاعات حياتية بالانهيار فى غزة، موضحا انها بحاجة إلى 275 ألف لتر من الوقود يوميا والمتوفر أقل من النصف.
واضاف المسئول ان قطاع الاتصالات مهدد بالانهيار ايضا بسبب أزمة الوقود المستمرة.
فى السياق قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الهجمات الاسرائيلية مستمرة على أشخاص يحاولون الوصول إلى الطعام فى غزة، مما يؤدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا، وبيّنت أن الخيام والمدارس التى تؤوى نازحين لا تزال عرضة للاستهداف فى جميع أنحاء القطاع.
كما حذر برنامج الأغذية العالمى من ان 500 ألف شخص يعانون من الجوع وان الناس يخاطرون بحياتهم من أجل كيس طحين. منوها الى وجود قيود فرضها الاحتلال جعل تلبية الاحتياجات فى غزة امر شبه مستحيل.
فى نفس السياق ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية ان مئات الرضع فى غزة يواجهون الموت لنقص حليب الأطفال .
على صعيد آخر أكدت وسائل إعلام بريطانية، نقلا عن مصادر فى حكومة المملكة المتحدة، أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، يضغط على رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، من أجل الاعتراف بدولة فلسطين.
وقالت إحدى تلك الوسائل، نقلًا عن عن مصادر فرنسية بريطانية «من المتوقع أن يناقش ستارمر وماكرون، الوضع فى قطاع غزة ومسألة الاعتراف بفلسطين، الأسبوع المقبل، خلال زيارة ماكرون التى تستمر 3 أيام إلى المملكة المتحدة».