30 يونيو ذكى انحياز الجيش لإرادة الشعب
فى اول يوليو عام 2013 اصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا اعلنه الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع- فى ذلك الوقت – بتفويض الجيش بحماية الثورة الشعبية التى تحققت فى الـ 30 من يونيو، بتحرك الملايين من ابناء الشعب بمختلف المحافظات لعزل الرئيس الاخوانى مرسى، وامهلت الجميع 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب واتفق المجلس العسكرى على بعض النقاط ليلقيها محمد مرسى للشعب فى خطاب يعلن فيه قبول عمل انتخابات رئاسية مبكرة ولكنه رفض .. ليتم التحفظ عليه داخل احد مقرات الجيـــش وتم عزل محمد مرسى فى 3 يوليو 2013 م وتسلم رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور السلطة يوم ٤ يوليو على ان تتم اجراءات انتخابات رئاسية مبكرة.
فى تمام الساعة التاسعة من مســـاء 3 يوليو 2013، كان الجميع ينتظر بيان القوات المسلحة، الملايين فى الشوارع تطالب بإسقاط حكم الإخوان، رافعين شعار «يسقط يسقط حكم المرشد»، لعلمهم أن القرارات التى كان يتخذها مرسى خلال حكمه كانت من مكتب الإرشاد.
عاشت مصر، وأبناؤها فى مثل هذه الساعات، قبل 12عاما لحظات من القلق والترقب، حتى نزل الملايين للشوارع، معلنين رفضهم استمرار الحكم الدينى الفاشى، ونحن نحتفل بالذكرى الثانية عشرة لـ3 يوليو، «ثورة الشعب» لابد من تسجيل بعض مما حدث فى ذلك الوقت ليكون ضمن ذاكرة الوطن، والتى نحن بحاجة الى رصدها، وتسجيلها بين الحين والأخر (الصحافة جزء من الوثائق التاريخية للبلاد) لكى لا ننسى قدرات المصريين على تغيير واقعهم بعد الكثير من الاختبارات، وازمات يتعرضون لها «فى اعتقادى ان ذلك الحدث اصبح ملهماً لمن يريد التغيير السلمى» وتشهد مصر العديد من الإنجازات والأمن والأمان فى عهد السيسى، والتفاصيل فى هذا الإطار كثيرة ومتنوعة..
ما اذهل جميع متآمرى الداخل والخارج على الدولة المصرية وشعبها يتمثل فى الانحياز الكامل للشعب بإعلان القوات المسلحة ممثلة فى وزير الدفاع آنذاك، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، انحيازها إلى مطالب الشعب المصرى، بالإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى، وإسقاط نظام الإخوان بعد عام من محاولات المساس بالهوية المصرية وتقييد الحريات والتنكيل بالمعارضين، من خلال وضع خارطة طريق جديدة لتحقيق مطالب الشعب الذى قام بثورة شعبية» أن الشعب والجيش فى رباط ليوم الدين، وأن مصر للمصريين وأنهم استطاعوا الحفاظ على هويتهم» أذهلت العالم ومازالت لان دول العالم اكتشفت قدره وقوه آلشعب المصرى على تغيير واقعة دون عنــــف أو قتـــــل وتمثلت الخارطة فى تحقيق المطالب الشعبية التى سجلت فى استمارة «تمرد»ووقع عليها اكثر من 22 مليون مواطن مصرى يطالبون بالتغيير :
وقد رأى المراقبون ان خارطة الطريق التى أعلنها الفريق السيسى وزير الدفاع آنذاك نجحت فى تحقيق مستقبل أفضل لمصر وأبنائها، وبما يحفظ لمصر هويتها الثقافية والحضارية، ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة، كما ساهمت فى الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة التى تم إنهاكها على مدار سنوات من الاحتجاجات المستمرة والفوضى، كذلك أنقذ مصر من الدخول فى مخطط الفوضى.
خارج النص:
يوم 3 يوليو هو يوم إعلان انحياز القوات المسلحة لإرادة الشعب التى ظهرت وتجسدت ملامحها فى ثورة 30 يونيو، خاصة ان القوات المسلحة استنادا إلى مسئوليتها الوطنية والتاريخية عملت على التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد، حتى جاء يوم 3 يوليو التاريخى، فأعلنت مطالب الشعب المصرى فى خارطة طريق ترسم مستقبل هذا الوطن.