نموذج للإعلام
الذكى يوصل الرسالة بأقل الكلمات
ماسبيرو يعود.. هذه ليست جملة إنشائية، بل حقيقة نراها ونسمعها كل يوم على شاشة القناة الأولى بعد سنوات من الغياب الجزئى عن المشهد الإعلامى المؤثر، تعود القناة الأولى المصرية لتؤكد أن التلفزيون الوطنى لا يزال حاضرًا بقوة،وأن الدولة داعمة للإعلام الوطنى .
اليوم، ومع انطلاقة برامجية جديدة ومدروسة، تبدو القناة الأولى فى أفضل حالاتها.. حيث عودة البرامج الهادفة، والتغطيات الإخبارية الذكية، والمحتوى المتخصص والمتنوع، جميعها تعكس تحولاً حقيقياً نحو إعلام وطنى قوى يدعم رسالة الوطن ويعكس هوية الدولة، ويتفاعل مع الجمهور باحترام واحترافية.
ولعل التوقيت لم يكن مصادفة، فبداية الانطلاقة جاءت متزامنة مع ذكرى ثورة 30 يونيو، تلك اللحظة الفارقة فى تاريخ الوطن، التى استعادت فيها الدولة المصرية قوتها ومشروعها الوطنى.. فشهدنا أولى حلقات البرنامج الجديد «العالم غداً» والذى يقدم قراءة تحليلية واستشرافية لمستقبل المنطقة والعالم، مستضيفًا شخصيات من العيار الثقيل وخبراء فى السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية.
البرنامج الجديد لا يقدم مجرد أخبار أو تحليلات، بل يقدم رؤية.. يُعيد تعريف دور الإعــلام فى صـــياغة وعـــى اســتباقى، لا يعتمد فقط علـى التغطية، بل على الفهم والتفسير والبناء.. مع كل حلقة من «العالم غداً» يتضح أننا أمام محتوى سياسى وإخبارى يواكب لغة الإعلام العالمى ويضاهى أكبر القنوات من حيث الشكل والمضمون.
أيضاً برنامج «صباح الخير يا مصر» هو الآخر شهد نقلة كبيرة.. فلم يعد مجرد برنامج صباحى اعتيادى، بل أصبح منصة تفاعلية تحمل رسائل الدولة وتتناول قضايا المواطن بلغة واضحة ومباشرة.. فقرات السوشيال ميديا زادت من تفاعل الجمهور، والخدمات الإخبارية خلال فترة البث المباشر أصبحت أكثر عمقًا وتنوعًا، مع إدخال محتوى سياسى فى جرعة الصباح لم يكن موجودًا بهذه القوة من قبل.
واحدة من الفواصل الذكية التى تقدمها القناة الأولى مؤخرًا هى فقرة «كتاب فى دقيقة».. فكرة بسيطة ولكن فعالة: تلخيص كتب كبرى وأفكار عميقة فى دقيقة واحدة.. هو نموذج للإعلام الذكى الذى يعرف كيف يوصل الرسالة بأقل كلمات، وأكثر تأثير.
التغطيات الإخبارية المباشرة على القناة الأولى عادت لتتسم بالسرعة، والدقة، والرصانة.. صوت الدولة بات حاضرًا بقوة فى الأحداث الكبرى، بوجود مراسلين محترفين واستوديوهات تحليلية حية، تواكب اللحظة وتنقلها بكل مهنية.
شكرًا للدولة المصرية والقيادة السياسية الحريصة على كل المؤسسات الوطنية ،لكل من أعاد الروح إلى القناة الأولى هذه النقلة لم تكن لتتحقق لولا الإرادة الواضحة من قيادات الإعلام الوطنى.
كما لا يفوتنى أن أوجه الشكر إلى الأستاذة منال الدفتار المشرف العام على القناة الأولى، التى أثبتت أن الإدارة الواعية هى المفتاح الأول للنجاح، وأن روح الفريق قادرة على صناعة الفارق.
فى الختام.. عودة ماسبيرو ليست حنينًا إلى الماضى، بل تأسيس لمستقبل جديد.. القناة الأولى اليوم ليست مجرد شاشة حكومية، بل منصة وطنية تشارك المواطن يومه، وطالما وجدت لدينا مؤسسات ونوافذ اعلامية مؤثرة، مثل قنوات المتحدة المتميزة، وفى مقدمتها القاهرة الاخبارية واكسترا، مع عودة ماسيرو فان هذا يؤكد من جديدقدرة وقوة الاعلام .
ما نراه اليوم هو البداية فقط.. والمستقبل ينتظر المزيد.