القضية الفلسطينية لب الصراع فى المنطقة
كل يوم تخرج تصريحات من الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب بأن إبرام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة سيكون قريبا أو بعد أيام وهكذا دون أن يكون هناك جدية وإرادة للضغط على اسرائيل من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، وفى ظل كل ما نشهده من ممارسات وانتهاكات ومذابح وإبادة جماعية ومجاعة وتدمير البنية التحتية ومازالت اسرائيل مستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 فى جرائمها دون توقف، بل والأدهى أن الولايات المتحدة وكأنها لا يمكنها الضغط على اسرائيل من أجل وقف هذه الحرب على غزة وقتل الأبرياء الفلسطينيين من الشيوخ والنساء والاطفال، وهو ما يؤكد أن الولايات المتحدة لا تريد إنهاء هذه الحرب، كل يوم يؤكد أنها غير جادة فى الضغط على اسرائيل لوقف إطلاق النار والحرب فى غزة، بل إن القتل يزداد يوميا دون توقف، فما يحدث الآن ما هو إلا ظلم تاريخى لفلسطين والعالم كله مسئول عنه.
نسمع من الولايات المتحدة وإسرائيل كلمات مثل بعد «الحرب» وكأنها أوشكت على النهاية وأننا سوف نذهب لمرحلة جديدة وهو ما يؤكد أنها خداع وكذب لأن هذا الحديث يظل مستمرا دون أى نتائج بل إن النتيجة مزيد من حصد ارواح الفلسطينيين بأبشع صور القتل، وطالما أن الولايات المتحدة تسعى لوقف إطلاق النار فى غزة كما تتحدث فلماذا كل هذا الوقت؟ ولماذا لا تضغط على إسرائيل وهى ترى المأساة التى يعانيها الفلسطينيون يوميا من قتل وتدمير وكأنها تقف موقف المتفرج وليس بيدها أى شئ لتفعله وكأنها لا تستخدم حق النقض «الفيتو» من أجل وقف وتعطيل أى قرار يتخذ فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ورفعه لمجلس الأمن، فهل هذا أمر مقبول أن دولة واحدة تتحكم فى زمام الأمور ويكون مصير الشعوب مرهوناً بـ«الفيتو» من عدمه، وبالتالى فهل العالم أصبح مغيباً ام ليس بيده شىء أم هناك تخوف؟ فلماذا السكوت إلى أن أصبح هذا العالم والمجتمع الدولى ضعيفاً وعاجزاً عن فعل أى شىء؟ لقد أعطيتم الفرصة لأن تكونوا هكذا وسوف تظلون على حالكم طالما تعرفون الحقيقة وتسكتون عنها، فيجب أن يكون لكم موقف، والا تكون مجرد بيانات وإدانات واستنكارات فهو فى النهاية يؤكد انكم غير جادين فى مواقفكم التى تعلنون عنها.
هناك ضرورة لاضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة الغربية، وخطورة الأوضاع فى الضفة الغربية فى ظل استمرار الاقتحامات العسكرية والاعتقالات والتوسع فى إنشاء المستوطنات غير القانونية، وبالتالى فإن هناك اهمية كبيرة لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فما يتطلع إليه الشعب الفلسطينى ان يعيش حياة كريمة على أرضه.
القضية الفلسطينية لب الصراع فى المنطقة، فإذا لم تحل سيكون هناك عدم استقرار فى المنطقة،فاسرائيل تتحمل المسئولية كاملة عما آلت إليه الأوضاع باعتبارها قوة الاحتلال، وهناك اهمية بالغة لتطبيق معايير موحدة والالتزام بقواعد القانون الدولى والقانون الدولى الانسانى، فلا حل دائماً فى هذه المنطقة الا بحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه الكاملة والمشروعة وإقامة دولته على كامل ترابه الوطنى وعاصمتها القدس الشرقية.
إسرائيل تخرق الاتفاقات وهو ما فعلته فى اتفاق وقف إطــــلاق النــار الاخيــر 19 يناير الماضى وقامت باستئناف الحرب على غزة، وبالتالى فقد أصبح على العالم أجمع المسئولية كاملة من اجل سرعة التوصل لوقف إطلاق النار ليكون مستداما والتفاوض لإطلاق سراح الرهائن والأسرى وبدون ذلك لن يتحقق الامن والاستقرار لاسرائيل.