رغم خروج الأهلى من مونديال الأندية من الدور الأول إلا أن مباراة الوداع أمام بورتو البرتغالى والتى تعادلا بنتيجة ٤/٤ ستظل فى ذاكرة التاريخ لما شاهدناه من روعة فى كل شيء بداية من شكل الملعب الأكثر من رائع وما يمتلكه من إمكانات وتجهيزات كبيرة مع التصوير الرائع والإخراج المتميز مع التنظيم الجيد.
يضاف إلى هذا كله الجماهير الحاشدة التى ملأت كل المدرجات بزيها الأحمر المميز بجانب جماهير المتافس بزيه الازرق وما كان يصدر منهما من صيحات التشجيع مع كل حركة من الفريقين مما زاد من جمال اللقاء الذى تميز بالندية والقوة والإثارة والتحدى لدرجة لا توصف ولولا سوء الحظ لفاز المارد الأحمر وبفارق هدفين على الأقل ولكن هذه هى كرة القدم والتى دائما ما تأتى بالمفاجئات غير المتوقعة.
لذا لا يجب أن ننظر إلى سلبيات الخروج فقط وانما يجب ألا نغفل الإيجابيات منها ظهور الأهلى بأفضل شكل ممكن يليق بسمعة مصرنا الحبيبة وسمعة الكرة المصرية وفى مقدمتها المنتخب الأول.
وجاء هذا من تناسق خطة اللعب من وجهة نظرى اتقان اللاعبين لدورهم وكيف كانوا يمتلكون الملعب أغلب المباراة فكانت المبادرة والتفوق والتقدم لهم وهذا ما كنا نفتقده فى جميع فرقنا أمام المنتخبات الأوروبية حيث كانت تعتمد فى اللعب على دفاع المنطقة والمرتدات فتفقد المباراة جمالها وحماستها وهذا ما غيره تماماً المارد الأحمر وأعاد للكرة المصرية ثقلها.
ولا ننسى أن الأهلى لم يخرج خالى الوفاض من البطولة فقد حصل على 9 ملايين و500 ألف دولار أمريكى (حوالى نصف مليار جنيه)، نظير المشاركة يُضاف لها مليونا دولار عن تعادلين حققهما فى البطولة.
كما استفاد الأحمر من أغلى صفقات «الميركاتو الصيفي»، ممثلة فى لاعبه التونسى الجديد محمد على بن رمضان، الذى سجل هدفاً، وكان نجماً فى المباريات الثلاث، وأصبح حديث الجماهير التى تراه صفقة رابحة وكذلك أحمد مصطفى زيزو نجم الوسط، الذى استقدمه من غريمه الزمالك بعد ضجة استمرت شهوراً، وما تزال مستمرة.
هذا إلى جانب تقديمه للمهاجم الفلسطينى المميز وسام أبو على صاحب «الهاتريك» فى مرمى بورتو البرتغالى لجماهير الكرة العالمية، وهو اللاعب الوحيد الذى نال جائزة رجل المباراة فى جميع مباريات الدور الأول
ولكن لا ننسى أيضا خسارته بعد المشاركة فى أول نسخة مجمعة بمشاركة 32 فريقاً، إهدار فرصة التأهل للدور ثمن النهائي، رغم سهولة مجموعته مقارنة بمجموعات أخري، مثل مجموعة الهلال السعودي، ومجموعة الترجى التونسي، ومجموعة العين الإماراتى والوداد المغربي، ولم يحقق أى انتصار فى الدور الأول.
هذا إلى جانب إخفاق المدير الفنى الإسبانى خوسيه ريبيرو، فى تقديم أوراق اعتماده للجماهير بسبب سوء حالة المنظومة الدفاعية وإهدار الفرص السهلة، وتغييراته التى أثارت جدلاً، وعدم قناعاته بلاعبين استبعدهم من حسابات التشكيلة.
يضاف إلى ذلك القلق على مستقبل حراسة المرمى بعدما استقبلت شـــباك محمــــد الشـــناوى 6 أهداف فى مباراتين، بواقع هدفين من بالميراس، وأربعة من بورتو.
فى النهاية كل هذا شيء طبيعى فى عالم كرة القدم ولكن يجب أن يتعلم الأهلى من الأخطاء التى تسببت فى خروجه ليعيد ترتيب أوراقه وكذلك جميع الفرق لأن الوصول للعالمية ليس صعباً أو مستحيلاً ولكن المحافظة على المكانة يحتاج لبذل قصارى الجهد لكى تصبح مصر فى مقدمة الدول عربياً، افريقيا، وعالميا.