تأثر الملايين بالحادث الأخير الذى وقع على الطريق الإقليمى بالمنوفية، والذى راح ضحيته 19 فتاة فى عمر الزهور معظمهن من قرية كفر السنابسة بمنوف.
هذا الحادث المأساوى المفجع الأخير، سبقه حوادث كثيرة على هذا الطريق، فقد هز مشاعرنا جميعاً.. تعاطفاً مع أولياء أمور الضحايا بهذه القرية الطيب أهلها وحبهم للعمل بحكم معرفتى بهم وبعدد كبير من أهلها.. وعادة العمل لدى أبناء قرى المنوفية ليس جديدا أو غريبا، فهو موجود منذ الستينيات، لكن الأعمال هى التى اختلفت.. فقد كان أبناء القرى فى الستينيات يعملون فى جنى القطن أو المشاركة فى جمع «اللطع» التى تصيب محصول القطن، ليس داخل المحافظة لكن خارجها بحثاً عن الرزق فى محافظات الدقهلية وكفر الشيخ، وكانت تسمى برحلة الصيف وتستمر قرابة الشهرين، يعود الطالب أو الفتاة بمبلغ يساعد أسرته على بداية العام الدراسى الجديد من حصيلة ما جمعوه.. ومع تغير الحال وتقلص مساحات زراعة القطن، بدأ أبناء المنوفية يعملون فى أشياء أخرى كجمع العنب أو البطاطس والفراولة والطماطم وغيرها.. وأيضا لمساندة أهلهم ومساعدتهم.. أو إذا كانت فتاة تسهم بما تعمل به فى الإعداد لزواجها.. وهذا جهد مشرف لفتيات فى طفولتهن البريئة بتفكير ناضج، خاصة أن قراهم ليس بها وحدات إنتاجية يعملون من خلالها وقت اجازة الصيف.
الحادث الذى جعل هذه القرية تتشح بالأحزان والسواد، ليس آخر الحوادث.. وأقول هذا بحكم أننى استخدم هذا الطريق فى الشهر على الأقل ٧ مرات أو تزيد، وكلها فى مناسبات عمل أو تأدية واجب اجتماعي.. ولا أذيع سراً، أننى وعبر هذه الجريدة العظيمة كتبت أكثر من مرة حول هذا الطريق تحديداً وعيوب تصميمه.. وأذكر هنا أن أحد المتخصصين ووزير سابق قال لى فى أول مرة استخدمنا هذا الطريق للوصول إلى عاصمة المنوفية شبين الكوم: هذا الطريق يستلزم صيانة كبيرة، والمقاولون لن يخرجوا منه لأن به بعض السلبيات التى لم تعالج مع الإنشاء، وانتهى كلام المسئول.. وذكرته يومها بما كتبته «الجمهورية» من تفاصيل حول مخارج الطريق سواء فى العزب أو النزلات التى لم تراع حاجة قرى كثيرة بها كثافة سكانية، وكتبت «الجمهورية» يوم زيارة الوزير الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل إلى الباجور وتفقده كوبرى الباجور.. وألمحت للوزير الفريق كامل بعض المخالفات الجسيمة على الطريق، وهو نفسه وللأمانة ألمح لذلك حول الطريق نفسه والطرق الداخلية بالباجور والتعدى عليه من مؤسسة تعليمية زحفت على الشارع الرئيسى فى تعد صارخ.. وطالب وقتها بإزالة التعديات، ولم تتم..
لن أتحدث عن الطرق المهمة التى أنشئت فى مصر ووضعت مصر على خريطة عالمية فى تقييم الطرق.. لكن ما أود لفت الانتباه إليه أن حادث أبناء السنابسة شهداء الطريق الإقليمي، يؤكد أهمية أن يكون على الطريق نقاط إسعاف متقاربة على الجانبين كل 10 كيلو بالتناوب كما أشار أحد أبناء الباجور فى صفحته على التواصل الاجتماعي، وأن يراعى إنشاء نزلات جديدة لخدمة المستخدمين على الطريق، خاصة نزلة العطف التى تخدم 10 قرى هي: مشيرف والجزيرة الشرقية والغربية بلد الكاتب محمود السعدني، وميت عفيف التى راح من أهلها ضحايا بسبب الطريق عدداً من القتلى فى حوادث مماثلة هذا العام لأسر كاملة بأطفالها.. الحوادث على الطريق تستدعى وضع ضوابط للسرعة مع المراقبة بالكاميرات والتحذير للسائقين بذلك سرعة إعداد وستكون عامل سلامة لاستخدام الطريق بدلاً من السلالم التقليدية التى وضعت لخدمة القري.. هذا الطريق يخدم الحركة التجارية من مناطق زراعات الخضراوات بكل أنواعها إلى سوق العبور ويربط بين محافظات كثيرة، فهو الواصل بين الصحراوى قبالة وادى النطرون والزراعى قبالة بنها ومروراً بطريق بنها- شبرا الحر.. وأيضا إلى القليوبية والعبور والشرقية والمنصورة والغربية.. وقد كتبت أكثر من مرة حول أهمية السلامة على الطريق ومحطات صيانة السيارات ونقل السيارات التى تصاب بأعطال مفاجئة وخفيفة وهذا موجود فى العالم كله إسعاف السيارات وبأسعار مناسبة تراعى من يستخدمون الطريق الذى بات هو الأكثر تفضيلاً لأبناء المديريات التى ذكرتها ويحضرنى هنا ما كتبه الأستاذ أحمد الجمال والأستاذ حمدى رزق حول الحادث وله ذكريات كثيرة على ترعتها وتحت صفصاف أرضها.
أسر شهداء الطريق والمحافظ
لقاء محافظ المنوفية مع أسر شهداء الطريق الأقليمى أبناء كفر السنابسة وحواره معهم بعد أن كان قد قدَّم لهم واجب العزاء يعكس اهتمامه بأسر الضحايا وتلبية احتياجاتهم.. وجاء تسليم اللواء إبراهيم أبوليمون سيارة ميكروباص للسائق تسهم فى إعانة أسرته لأنها مصدر رزقه الوحيد.. شكرا للمحافظ لمواساته أسر القرية.