قالت مصادر لـ«القاهرة الإخبارية»: إن مصر و قطر تواصلان جهودهما لإنهاء المفاوضات والتوصل إلي الاتفاق.
أكدت المصادر أن مصر تكثف اتصالاتها وتحركاتها مع جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.
واشارت إلى أن رد حـ.ـماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل للتهدئة لمدة ستين يوما فور إقرارها.
وكشفت المصادر أن مصر تتواصل مع مختلف الأطراف خلال الساعات المقبلة للوصول إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف.
برغم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن قرب الوصول لاتفاق بوقف إطلاق النار فى غزة ، وإبداء سلطات الاحتلال قبولا مبدئيا لهذا الاتفاق ،إلا أن مرارة الأوضاع فى غزة لا تبشربأى هدنة حقيقيةولا برغبة اسرائيلية فى السلام فالتصريحات الأمريكية والإسرائيلية بهذا الشأن، لا تعد سوى دعوة مزيفة للسلام.
سلمت حركة حماس مساء أمس الوسطاء ردّها على المقترح الأمريكى لوقف إطلاق النار.
وقال مسئول فلسطينى مطلع على جهود الوساطة إن رد حماس إيجابى وسيساعد فى التوصل لاتفاق، مع مطالبات تتعلق ببعض المسائل خاصة المساعدات، والانسحاب.
وقال مصدر مطلع على موقف حماس إن الحركة تطالب بضمانات واضحة بأن مفاوضات لإنهاء الحرب ستجرى خلال وقف إطلاق النار الذى سيسرى لمدة 60 يوما، وأنه فى حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية تلك الفترة، فسيجرى تمديد وقف إطلاق النار حتى يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق.
ويتضمن المقترح الجديد، الذى أعده المبعوث الأمريكى الخاص ستيف ويتكوف بالتعاون مع وسطاء من مصر وقطر، عدة بنود من بينها، تبادل 10 محتجزين أحياء مقابل عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وينص المقترح أيضًا على «نقل المساعدات إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، وسيتم ذلك وفقًا للاتفاق المبرم بشأن مساعدة السكان المدنيين، والذى سيتم الالتزام به طوال مدة الاتفاق».
كما يتضمن المقترح التزامًا بوصول المساعدات بكميات كبيرة وحسب الحاجة، وفقًا لاتفاق 19 يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، وسيتم توزيع المساعدات عبر القنوات المتفق عليها، بما فى ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وستتوقف جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وخلال فترة الهدنة، سيتوقف أيضًا النشاط الجوى (العسكرى والاستخباراتي) فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، أو 12 ساعة يوميًا فى أيام إطلاق سراح المحتجزين.
يُتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى شخصيًا عن هذا الاتفاق، والذى يُعد ضامنًا له. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلًا عن مصدر إسرائيلي: «هناك توجه لأن يعلن نتنياهو وترامب الصفقة خلال لقائهما الاثنين المقبل».
فى تطوّر لافت واستمرارا للجهود الدبلوماسية المبذولة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سلمت حركة حماس ردها الإيجابى على المقترح الأمريكى لوقف إطلاق النار فى غزة.
ويتزامن رد حماس، مع التصعيد الإسرائيلى لحربها على القطاع خلال الأيام الأخيرة، حيث شنت قواتها موجة مكثفة من الغارات الجوية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًا، من بينهم العديد من النساء والأطفال.
ومازالت حصيلة الشهداء فى ارتفاع مستمر حيث سقط أمس ما لايقل عن 50 شهيدا فى قصف اسرائيلى لعدة مناطق بالقطاع.
ومن بين المناطق المستهدفة للقصف الإسرائيلى خيام النازحين فى المواصى الذى كان فيها معظم الشهداء من الأطفال والنساء، بينما استشهد 15 فلسطينيًا على الأقل وأصيب آخرون من عائلة واحدة ، فى قصف الاحتلال خيمة تؤوى نازحين للعائلة قرب أبراج طيبة غرب مدينة خان يونس.
فى الوقت نفسه، سقط عدد من الشهداء بعد أن تأثروا بنيران قوات الاحتلال أثناء توجههم إلى مركز مساعدات شمال مدينة رفح الفلسطينية بجنوب غزة.
على الجانب الإنسانى لا زال الاحتلال يغلق كل المعابر التى تسمح بمرور المساعدات الإنسانية وهى المتنفس الوحيد لسد احتياجات الأهالى بغزة من الغذاء والدواء والوقود وغيرها بعد أن أصبح القطاع مدمراً بالكامل.
وأعلنت بلدية غزة ، أمس،اضطرارها إلى تقليص الخدمات الأساسية، نتيجة نفاد الوقود الحاد ونقص الإمكانيات التشغيلية الأخري.
وقالت البلدية إن مدينة غزة تعانى من كارثة حقيقية متفاقمة وخطيرة بسبب أزمة النزوح وتكدس النفايات.
وناشدت البلدية المنظمات الدولية الإسراع فى توفير الوقود والاحتياجات التشغيلية العاجلة، للتخفيف من حدة الكارثة، والحد من انتشار الأمراض والتلوث فى ظل استمرار الإبادة منذ 637 يوما.
فى نفس الوقت قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين « الاونروا «إن كل شيء ينفد بالنسبة لسكان غزة الوقت والطعام والدواء والأماكن الآمنة ،مشيرة الى ان نظام توزيع المساعدات الحالى فى غزة أهان عائلات جائعة وخائفة ومصابة ومنهكة وجردها من إنسانيتها.
ونوهت الوكالة أن الجوع يتفاقم فى غزة والأهالى تدخل فى حالة إغماء فى الشوارع من شدة الجوع.
كما طالبت منظمة الصحة العالمية بحماية مستشفيات غزة، مشيرة الى ان هناك العديد من العمليات المعطلة فى مستشفيات غزة بسبب نقص الخدمات وانعدام الوقود.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن صدمته واستيائه الشديد حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى غزة رغم انتظار الهدنة ، محذرا من أن «آخر شرايين البقاء على قيد الحياة على وشك الانقطاع» جراء إغلاق إسرائيل معابر القطاع المدمر.
وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بخصوص موقف جوتيريش حيال التطورات فى غزة، مؤكدا أن الأمين العام للمنظمة الدولية يدعو لحماية المدنيين فى القطاع وتلبية احتياجاتهم.
وأكد جوتيريش أنه يشعر بالفزع والاستياء الشديد إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة، لافتا إلى أن العشرات من الفلسطينيين قتلوا أو أصيبوا الأيام الأخيرة جراء هجمات إسرائيلية عديدة على مناطق إيواء النازحين وعلى المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء.
من جانبه بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور3 رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الباكستان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن تصعيد إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، فى عدوانها على شعب فلسطين وإبادتها الجماعية من دون أى رادع أو عواقب.
ونوه منصور فى رسائله إلى مواصلة قوات الاحتلال قصف ما تبقى من مدن وبلدات ومخيمات اللاجئين فى غزة، وقتل الأطفال والنساء والرجال، واغتيال الأطباء والصحفيين والعاملين فى المجال الإنساني، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، وتجويع السكان، وتشريدهم بشكل قسرى ومتكرر.
وأشار منصور إلى مواصلة إسرائيل فيما يسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»، ومنع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من الوصول الى غزة، على الرغـــم من الإدانــــة العالميـــة لهــــذا المخطط الغير قانوني، مشيرًا إلى استشهاد أكثر من 550 فلسطينيا وإصابة أكثر من 4000 منذ بدء عمل هذه المؤسسة فى أواخر مايو الماضي.
ولفت إلى أنَّ جنود الاحتلال ومرتزقة قوات الإغاثة الإنسانية يطلقون النار عمدًا على المدنيين العزل الذين يقتربون مما يسمى «مواقع توزيع المساعدات» من أجل البحث عن الطعام، مشددًا على ضرورة الإيقاف الفورى لهذا المخطط اللاإنساني، وأنَّ يكون هناك مساءلة كاملة عن جميع هذه الجرائم، مؤكدًا أنَّ عدد الضحايا حتى الثانى من الشــهر الجـــــاري، يبلـــغ أكثــــر من 192 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
