عظمة «30 يونيو» فى قدرتها على تحقيق أهدافها، وتستطيع أن ترصد ذلك فى حجم التغيير الذى شهدته الدولة المصرية، وإعادة إحيائها من جديد وانتهاء الكثير من المشاكل والأزمات المتراكمة من عقود وأيضا حجم الإنجازات، والقدرة التى شهدتها ومازالت جميع القطاعات فى الدولة، وترصد ذلك فى تنامى قوة مصر وصعودها، وحجم الفرص التى باتت تملكها كما أن قدرتها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى استعادة مكانتها ودورها وثقلها الإقليمى والدولى.
ثحدثنا فى الحلقة السابقة من هذا المقال أن ثورة 30 يونيو وضعت هدفين إستراتيجيين يمثلان ضرورة قصوى مرتبطة بوجود ومستقبل الدولة، الأول تناولناه وهو مرتبط بحماية الأمن القومى بمفهومه الشامل واستلزم ذلك إجراءات جرت برؤية واضحة الخطوات والأهداف أبرزها القضاء على الفوضى والإرهاب واستعادة هيبة الدولة وبناء دولة القانون والمؤسسات ومن ثم الوصول إلى القرار التاريخى والإستراتيجى المرتبط بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده وتمكينه من امتلاك أحدث منظومات التسليح والقتال التى تستطيع ردع أى تهديد قريب أو بعيد كذلك لحماية المشروع الوطنى لتحقيق التقدم خاصة أن مصر دولة مستهدفة لا يراد لها أن تقوى وتصعد، وفى ظنى أن رؤية الرئيس السيسى فى الاتجاه إلى بناء القوة والقدرة الفائقة التى تستند على الحكمة والدفاع عن الوطن أهم انجاز تحقق لأنه حمى الدولة وأمنها القومى ومقدرات المصريين واتاح لهم الأمن والأمان والاستقرار.
والثانى هو اطلاق أكبر عملية اصلاح وبناء وتنمية فى تاريخ مصر، وقلت إن القيادة اختارت عن قناعة وابحاث ورؤية أن تخوض المعركتين فى توقيت متزامن، البقاء والبناء ولم يكن لدى مصر رفاهية الوقت أو وضع جدول للأولويات، فقد كانت البلاد والعباد فى حالة يرثى لها، ولأنه قائد استثنائى أمتلك الإرادة الصلبة، قرر أن يعمل فى كافة الاتجاهات والقطاعات فى توقيت واحد، نجاح كبير على صعيد الهدف الأول فى حماية الأمن القومى وحدود الدولة ومقدراتها، وأمنها واستقرارها واستعادة قوة وهيبة الدولة.
أما الثالث فهو إعادة بناء الدولة بحيث تتخلص من الأزمات والمشاكل والمعاناة المتراكمة على مدار العقود الماضية، كذلك تداعيات الفوضى التى جرت فى يناير 2011 والتى زادت من معاناة الدولة، وهبوط اقتصادها، ثم تداعيات الفشل الذريع لنظام الإخوان والذى تعامل مع إدارة الدولة مثل إدارة سوبر ماركت، وبدت ملامح الفشل والعجز الإخوانى فى مواجهة أو وضع حلول للمشاكل والأزمات ومعاناة الناس فى برنامج الـ100 الذى لم يحقق محمد مرسى أى بند من بنوده وأدرك الشعب أنه أمام جماعة تزيد معاناتهم، إذن الأوضاع فى مصر كانت أشبه من الانتقال من حفرة إلى هوة، لذلك فإن القول إن الرئيس السيسى تسلم شبه دولة أو خرابة، أو كهنة، قل ما تشاء فحجم الأزمات والمشاكل والتحديات الذى كان يواجــه مصــر قبــل الرئيس السيسى لا يمكن وصفه، خاصة فى هذا التوقيت بعد أن تجاوزنا هذه الأزمات والتحديات وتحولت إلى منح ونجاحات وإنجازات لكن مهم أن نتعرض لذلك لتدرك ما حققه المصريون خلال 12 سنة شهدت حالة استثنائية من التحدى والإرادة والصبر والعمل وهو ما طلبه الرئيس السيسى من شعبه فى خطاب الترشح.. لكن ماذا عن أبرز النقاط المهمة ومحاور أكبر عملية للبناء والتنمية التى اطلقها الرئيس السيسى قبل 12 عامًا.
أولاً: القضاء على الأزمات والمشاكل التى تسببت فى معاناة عميقة لدى المصريين مثل طوابير ممتدة يسقط فيها شهداء احياناً مثل طوابير الخبز والبنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز، والقضاء على ظواهر مسيئة وأخرى مؤلمة، مثل القضاء على العشوائيات وهى ملحمة إنسانية وطنية بنقل سكان العشوائيات إلى مناطق حضارية لائقة وتسليم وحدات سكنية مجانية للأهالى مجهزة بكل الاحتياجات لحياة آدمية كريمة، وبتكلفة زادت على 85 مليار جنيه ثم القضاء على فيروس «سى» ، حتى باتت مصر خالية من هذا الفيروس اللعين فى تجربة يحتذى به عالميًا والقضاء على قوائم الانتظار واطلاق مبادرات رئاسية فى مجال الصحة وكل ذلك يندرج تحت مبدأ بناء الإنسان، والتى تطورت ووصلت إلى مرحلة الحياة الكريمة، وهى مبادرة رئاسية اطلقت أكبر واضخم مشروع تنموى إنسانى، وهو تطوير وتنمية قرى ونجوع الريف، بما يوفر الحياة الكريمةلأكثر من 60 مليون مواطن، وأيضا توسيع مظلة الحماية الاجتماعية، وبرنامج تكافل وكرامة، وارتفاع كبير لمخصصات الصحة والتعليم فى موازنة الدولة.
ثانيًا: تطوير غير مسبوق للبنية التحتية المصرية وبشكل عصرى إيمانًا بأن تحقيق التقدم وخلق الفرص وجذب الاستثمارات وبناء الاقتصاد القومى القادر لا يتحقق إلا من خلال بنية تحتية عصرية، لذلك بات لدى مصر شبكة طرق عصرية، ومدن جديدة ذكية ايقونتها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدتين وخلق مجتمعات عمرانية وصناعية وتجارية وزراعية شاملة، تحقق الفرص الكثيرة وتلبى احتياجات التطور فى الزيادة السكانية وتزيد مساحة العمران فى مصر.
ثالثًا: التنمية الشاملة التى اطلقها الرئيس السيسى تضمنت كافة القطاعات فى توقيت واحد وأيضا فى كافة ربوع البلاد وتحقيقًا للعدالة الجغرافية، لذلك ترى العمل على قدم وساق فى جميع محافظات ومدن مصر.
رابعًا: ارتكزت أكبر عملية بناء وتنمية لتحقيق التقدم على أساس الإصلاح الشامل والذى انطلق واعتمد على المصارحة والشفافية والصدق مع المصريين وأنه لابديل عن الإصلاح الشامل وهو الأمر الذى لم يجرؤ أى رئيس سابق على اقتحام هذا الملف والذى تسبب فى تعطيل مسيرة مصر وتراكم المشاكل والأزمات، لكن علاقة الرئيس السيسى بالمصريين كونها شديدة الخصوصية، تستند على الثقة والصدق تحمل الشعب تداعيات الإصلاح والذى حقق ثمارًا ونتائج عظيمة، وسط تحديات صعبة سواء كورونا أو الحرب الروسية ــ الأوكرانية أو كل المتغيرات الجيوسياسية وتداعياتها.
خامسًا: ارتكزت تجربة مصر الملهمة للبناء والتنمية على الأفكار الخلاقة، أو كما نسميها أفكار خارج الصندوق، لذلك تغلبت مصر على قضية محدودية الموارد، أو التمويل للمشروعات العملاقة ولعل تجربة المدن الجديدة، تجسيد حقيقى لهذه الأفكار، فموازنة الدولة لم تتحمل جنيهًا واحدًا، بل اضافت موارد هذه المدن عشرات المليارات إليها، وهى مدن تمثل مستقبل مصر، أيضا قرار إنشاء قناة السويس الجديدة وعمليات التطوير المستمرة للقناة واختصار زمن العبور وإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والاستثمار الرائع فى استغلال الموقع الجغرافى الإستراتيجى المتميز لمصر لذلك ما تحقق فى مجال تطوير الموانىء المصرية يواكب التطورات الهائلة فى مجال التجارة العالمية.
وللحديث بقية..
