لا أدرى بأى عقل أو منطق يدافع الرئيس الأمريكى ترامب عن مجرم الحرب الصهيونى نتنياهو ويطالب النيابة الإسرائيلية بتخفيف الضغط عنه وعدم استكمال محاكمته؟
المفترض أن ترامب رئيس دولة ديمقراطية تحترم القانون وهو نفسه كان يحاكم وشاهده العالم كله وهو محتجز فى المحكمة ويدافع عن نفسه ولولا فوزه فى الانتخابات الأمريكية لكان الآن وراء القضبان.
نتنياهو يحاكم الآن بتهمة الفساد وجنى مكاسب من وراء وظيفته بحكم سلطاته بدون وجه حق.. لكن لو اسرائيل دولة ديمقراطية فعلا- كما تدعي- لقدمت أجهزة الادعاء بها مذكرة محاكمة عاجلة لمجرمى الحرب الصهاينة وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو.. ومحاكمة نتنياهو وعصابته الإجرامية داخل إسرائيل لن تتم بالتأكيد على ما ارتكبوه من جرائم ضد الانسانية وقتلهم لأكثر من 70 ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير مقومات الحياة لأكثر من مليونين ونصف المليون من البشر، وحرمانهم من الطعام والشراب والدواء وكلها جرائم أدانته بها محكمة العدل الدولية.. لكن تلك المحاكمة الصهيونية ستكون حتما على ما ارتكبت تلك العصابة المجرمة من جرائم ضد الكيان الصهيونى نفسه، وما ألحقت به من خسائر بشرية واقتصادية، وما جلبوه من سمعة سيئة للشعب اليهودى الذى يقتل ويدمر ويخرب بدم بارد، ولا يلتزم بأى معيار من معايير الحروب وأخلاقياتها.
لقد جلب المجرم الصهيونى لبلاده دمارا وخرابا لم تشهده من قبل عن طريق الصواريخ الإيرانية التى جاءت ردا على جرائمه ضد إيران وعاش الصهاينة اياما سوداء فى الملاجىء واضطر أكثر من مليونين منهم إلى مغادرة إسرائيل للنجاة من القتل .. كما أوهم نتنياهو العالم بأنه انتصر على حماس وطهر غزة منها.. ثم ظهرت أكاذيبه للعالم كله فحماس موجودة على الأرض، وكل يوم تقتل وتصيب عددا من جنوده وتدمر المزيد من معداته، وهو ما يؤكد أن هذا المجرم جر بلاده إلى مستنقع حروب لو استمرت لقضت على الكيان الصهيونى المجرم.
>>>>
لقد فشلت آلة الحرب الصهيونية الغشيمة فى التخلص من حماس واستمرت فى قتل الأبرياء العزل فى غزة والضفة الغربية.. والأكثر ألما وحسرة على كل الصهاينة أنها ألحقت بهم أضرارا وخسائر بشرية واقتصادية وعسكرية هى الأكبر منذ حرب أكتوبر المجيدة التى نالت فيها العسكرية الصهيونية هزيمة حقيقية على يد أبطال مصر رغم الدعم الذى قدم لهم من أمريكا والعديد من الدول الأوروبية.
نعم.. لحق بالفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية خسائر فادحة ألحقت بشعوب العالم الحر الحسرة والألم وليس على العرب والمسلمين وحدهم.. لكن خسائر العدو الصهيونى كانت بالنسبة له هى الأبشع.. ووفقا لآخر الإحصائيات المعلنة من الجيش الصهيونى (وهى إحصاءات مشكوك فى مصداقيتها حيث لا تكشف حجم الخسائر الحقيقية) قتل نحو 1004 من الضباط والجنود منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر 2023، وهو الرقم الأعلى منذ حرب 6 أكتوبر 73.. أما التقارير الاقتصادية فقد رصدت خسائر للكيان الصهيونى تتجاوز الـ200 مليار دولار خلال فترة العدوان على غزة.
بينما تكشف إحصاءات أخرى غير رسمية أن قتلى الجيش الصهيونى منذ بدء عملية طوفان الأقصى يزيد على 3600 ضابط وجندى ومدنى، وهو رقم مفزع للكيان الصهيونى كله، فقد كانوا صيدا ثمينا لعناصر المقاومة حتى فى أحلك الظروف التى مر بها الشعب الفلسطينى وتكثيف الحملات العسكرية عليه برا وبحرا وجوا كان للجيش الصهيونى ضحايا وقد شاهدنا وشاهد معنا العالم كله كيف كان يتم اصطيادهم والانقضاض عليهم من بين الأنقاض فى مشاهد بطولية يعجز أى شعب عن القيام بها فى ظل مواجهة هذه الترسانة العسكرية الصهيونية المدعومة من أمريكا وأوروبا.
>>>>
هذه هى «إسرائيل نتنياهو» على حقيقتها .. كيان مجرم يحترف قتل المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء.. وهل هناك أبشع من استهداف مقهى بدائى على شاطىء وقتل كل من فيه من الأطفال والشباب الذين تجمعوا فيه لينسوا ويلات الحرب والدمار فى بلادهم ولو لمجرد دقائق؟!
يجب أن يدرك الشعب اليهودى حجم الجرم الذى ارتكبته العصابة الاجرامية التى تحكمه.. وحجم الجرم الذى ألحقته به الإدارة الأمريكية بإعطائها الضوء الأخضر للحكومة الصهيونية المجرمة فى تل أبيب.. فما حدث فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وإيران على يد أحقر جيش فى التاريخ سوف يدفع الشعب الصهيونى كله ثمنه إن عاجلا أو آجلا، وكلنا ثقة بأن يوم القصاص من إسرائيل قادم لا محالة لأن عدالة الله فى أرضه تقتضى ذلك.