فيما صعد الاحتلال من قصفة ضد المدنيين من أدى استشهاد 83 فلسطينيًا أمس ، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، إن إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أبشع عمليات الإبادة الجماعية فى التاريخ الحديث فى غزة، وأن الفلسطينيين ما زالوا يعانون معاناة لا تصدق.
وأوضحت ألبانيزيخلال الدورة التاسعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «الوضع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة كارثي. فى غزة،و لا يزال الفلسطينيون يعانون معاناة لا تصدق. إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أسوأ عمليات الإبادة الجماعية فى التاريخ الحديث.
وذكرت: «كنت أعتقد ذات مرة أن المشكلة تكمن فى الجهل، فى عدم فهم فلسطين وتاريخها. لكن لاحقا، أدركت أن وراء ذلك أيديولوجية: تقارب سياسى عميق بين العديد من الدول والنخب وإسرائيل. ولكن فى مواجهة الإبادة الجماعية، التى باتت جلية وتبث على الهواء مباشرة، فإن هذه التفسيرات لا تجدى نفعًا».
كان تقرير للأمم المتحدة أعدته ألبانيزى كشف عن أسماء أكثر من 60 شركة عالمية كبرى متورطة فى دعم المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والحرب على غزة.
التقرير الذى استند إلى أكثر من 200 مذكرة من دول ومنظمات حقوقية وأكاديميين وشركات، دعا الشركات إلى وقف الأعمال التجارية مع إسرائيل، ومساءلة الإدارات التنفيذية ماليا وقانونيا، بسبب قناعتهم بأنها مستفيدة من النزاع البنيوى فى الأراضى الفلسطينية.
وركز التقرير على عدة شركات بتفصيل أكبر تتصدرها شركة لوكهيد مارتن وليوناردو والذى تم تحميلهما مسؤولية توريد أسلحة يرجّح أنها استُخدمت فى غزة، مع تأكيد الناطق باسم لوكهيد مارتن على أن هذه الصفقات تجرى بين حكومات، وأن إدارة واشنطن هى المرجعية القانونية الأساسية.
أما شركتا كاتربيلر وهيونداى الثقيلةفيُتهمون بتوفير معدات ثقيلة ساهمت فى تدمير ممتلكات فلسطينية، فى سيناريو يُعد مدمرًا جزئيًّا للقطاع المدنى وفقًا للتقرير.
وفى قطاع التكنولوجيا، وُصفت شركات مثل ألفابت (مالكة غوغل) وأمازون ومايكروسوفتوآى بى إم، بأنها مركزية لمنظومة المراقبة الإسرائيلية التى تدعم الهجوم على المدنيين.
كانت ألفابت ردّت سابقًا بأن عقدها بقيمة 1.2 مليار دولار لخدمات الحوسبة السحابية لا يرتبط بالاستخدام العسكرى أو الاستخباراتى لإسرائيل.
ووصفت بعثة إسرائيل فى جنيف التقرير بأنه مخطئ قانونيا ويحتوى على تصريحات تشهيرية، معتبرة أنه يسيء لموقع الأمم المتحدة.
أما البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، فقد طالبت الأمين العام أنطونيو جوتيريش بإدانة ألبانيزى وإزاحتها من منصبها، معتبرة أن تقاريرها تشكل استهدافا ممنهجا عبر ما وصفته بـ»الحرب الاقتصادية»، ضد كيانات عالمية بالشراكة مع إسرائيل.
من ناحيــــة أخــري، كشــــــف تقريـــــــر بريطانى جديد أن الجيــش الإسرائيلى استخدم قنبلة تزن 500 رطل (نحو 230 كيلوجراماً) وهى سلاح قوى يولد موجة انفجارية هائلة، وينثر الشظايا على مساحة واسعة، عندما هاجم مقهى مزدحماً على شاطئ البحر فى غزة يوم الاثنين.وأوضح أن أدلة أكدت هذه الرواية، وفقاً لصحيفة «الجارديان» البريطانية.كما تابع نقلا عن خبراء فى القانون الدولى أن استخدام مثل هذه الذخيرة، رغم وجود العديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، فى المكان كان غير قانونى بشكل شبه مؤكد يشكل «جريمة حرب».
على صعيد آخر، دعا وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلى نير بركات أمس إلى تفكيك السلطة الفلسطينية، معتبرا أن السلطة ونموذج اتفاق أوسلو لا يستحقان البقاء.
أما وزير الأمن القومى الإسرائيلى بن جفير فدعاإلى احتلال قطاع غزةبأكمله، وعدم السماح بالموافقة على صفقة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.وأضاف بن جفير فى مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية «أسمع هتافات الفرح من حماس، يجب ألا نصل إلى هذا الوضع. إن لم نُسقط حماس، فسيعانى أطفالنا».
من جهته، قال وزير الطاقة الإسرائيلى إيلى كوهينلصحيفة يديعوت أحرونوت إن هناك ما سماه نضجا سياسيا وظروفا مواتية للتقدم فى صفقة تبادل الأسري، لكنه شدد على أن تحديد موعد دقيق لإتمامها لا يزال أمرا معقدا وصعب التقدير.
وفى مقابلة مع موقع واى نت الإسرائيلي، أكد كوهين أن هناك نافذة فرص تشكلت بعد الحرب مع إيران، مشيرا إلى وجود ضغوط تمارسها الولايات المتحدة.وأضاف كوهين أنه من واقع خبرته الشخصية، لا يزال من الصعب تحديد توقيت دقيق لإتمام صفقة تبادل الأسري.
وعند سؤاله عن معارضة وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، لصفقة تبادل الأسرى المرتقبة، اعتبر كوهين أنه «من المحتمل أن تكون هذه المعارضة مناورة تستهدف قاعدته الانتخابية».
وفى الجانب الفلسطيني، أفادت مصادر أمس بأن المقترح الأمريكى للهدنة يشمل وقف النار فى غزةلـ60 يوما بضمانات من الرئيس دونالد ترامب.
أضافت المصادر أن اليوم الأول من الاتفاق المحتمل سيشهد بدء مفاوضات حول وقف دائم للنار. كما تابعت أن المقترح الأمريكى يتضمن الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 جثمانا.
وبحسب المصدر، فإن التغيير الأبرز فى المقترح الجديد هو جدول زمنى يمتد على خمس مراحل خلال 60 يوما، بدلا من الإفراج السريع الذى كان مطروحا فى المقترح السابق، والذى نص على إطلاق سراح الأسرى الأحياء خلال سبعة أيام فقط.
وكشفت تسريبات بأن الاقتراح الأمريكيينص على دخول المساعدات الإنسانية فورا إلى قطاع غزة وفقا لاتفاق 19 يناير الماضي، وبكميات كافية، بمشاركة الأمم المتحدةوالهلال الأحمر.
على الصعيد الميداني، استُشهد 83 فلسطينيا منذ فجر أمس الخميس فى قصف إسرائيلى استهدف مناطق عدة فى قطاع غزة، وفق ما أفادت به مصادر طبية، مشيرة إلى أن من بين الشهداء 43فلسطينيا كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية.
وأعلن مسؤول إسرائيلى كبير، أن الجيش الإسرائيلى يكثف عملياته العسكرية في غزة، وذلك فى تصعيد هو الأكبر منذ أشهر، حسب وصفه.كما قال المسؤول، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، إن زيادة الضغط العسكرى تأتى ضمن خطة قبيل التوصل لصفقة لوقف الناروتبادل الأسرى فى القطاع الفلسطيني، مضيفاً أن المهمات المتبقية تشمل السيطرة على بيت حانون ومدينة غزة، إضافة إلى تفكيك لواءين تابعين لحركة حماس.
على الصعيد الإنسانى، فحذر برنامج الأغذية العالمى من أن نافذة الفرصة لدرء المجاعة فى غزة تُغلق بسرعة، مع تأكيد الحاجة الماسة إلى الغذاء الطارئ للمدنيين.وأشار البرنامج العالمى إلى أن عدم وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع سيُجبر آلاف العائلات الأخرى إلى حافة الهاوية.
من ناحية أخري، كشف تحقيق لوكالة «أسوشييتد برس»، نشر أمس، مؤلف من إفادات ومقاطع فيديو مصورة، أن متعاقدين أمريكيين يحرسون مواقع توزيع المساعدات فى غزة يستخدمون الرصاص الحى والقنابل الصوتية أثناء تدافع الفلسطينيين الجائعين للحصول على الطعام.
وأعرب اثنان من المتعاقدين الأمريكيين للوكالة عن شعورهما بالقلق إزاء ما وصفاه بممارسات خطيرة وغير مسؤولة فى مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. وأوضحا أن طواقم الحماية التى تم توظيفها غالباً ما تكون غير مؤهلة، ولم تخضع للفحص اللازم، ومسلحة بشكل كبير، ويتصرفون بحرية مطلقة.
كما أشارا إلى أن زملاءهم كثيراً ما يلقون قنابل صوتية ورذاذ الفلفل فى اتجاه الفلسطينيين. وقال أحدهما إن الطلقات النارية كانت تُطلق فى جميع الاتجاهات فى الهواء، على الأرض، وأحياناً نحو الفلسطينيين، لافتاً إلى أنه يتذكر حادثة واحدة على الأقل يعتقد أن فلسطينياً أصيب بالرصاص الحي.
وقال أحد المتعاقدين: «هناك أناس أبرياء يُصابون إصابات بالغة وبلا داعٍ».
وفى الضفة الغربية، اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
كما اعتقـــلت قـــــوات الاحتــــلال الإسرائيلى فجر أمس 41 فلسطينيا من مناطق مختلفة فى الضفة الغربية، وذلك ضمن حملة مداهمات وتفتيش واسعة شملت عددا من البلدات والمدن الفلسطينية.
