في مشهد يفيض بالحيوية والانتماء، يستعد أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل لانعقاد أعمال الجلسة الثانية من الدورة الرابعة، والتي تحتضنها إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط تطلعات كبيرة وأفكار ناضجة تنبئ بمستقبل مشرق للطفولة العربية.
فبعد أن خاضوا تجربة برلمانية رائدة خلال الجلسة الأولى في شهر فبراير الماضي، وشاركوا في انتخابات حرّة ونقاشات حيوية، أظهر الأطفال العرب وعيًا لافتًا وقدرة متميزة على التعبير عن قضاياهم والتفكير في حلول واقعية تنطلق من بيئتهم واحتياجاتهم.
من خلال مشاركات متعددة، عبّر عدد من أعضاء البرلمان من مختلف الدول العربية عن تجاربهم الشخصية وانطباعاتهم حول ما تعلموه، ومدى استعدادهم للجلسة المقبلة خلال شهر يوليو الجاري، مؤكدين أن ما يخوضونه بداية حقيقية لمسيرة قيادية تمتزج فيها الطفولة بالحكمة، والحلم بالمسؤولية.

عضوة البرلمان العربي للطفل عن جمهورية مصر العربية فريدة محمد مجدي
المصرية فريدة مجدي: التنوع فرصة للتعلم من تجارب الآخرين
فريدة محمد مجدي، عضو البرلمان العربي للطفل عن جمهورية مصر العربية، أشارت إلى أن مشاركتها في الجلسة الأولى كانت تجربة ملهمة على جميع المستويات، قائلة: خضنا تجربة ثرية تعلمنا فيها أهمية العمل بروح الفريق الواحد، كما أتاح لنا التنوع الثقافي بين الأعضاء فرصة حقيقية للتعلم من تجارب الآخرين، مما عمّق فهمنا للقضايا المشتركة التي تهم أطفال الوطن العربي.
وأكدت أن خوض تجربة الانتخابات البرلمانية أضافت لها الكثير، حيث تعلمت التعبير عن الرأي بثقة، واحترام الآخر، وممارسة الحوار بروح من المسؤولية والوعي.

عضو البرلمان العربي للطفل عن مملكة البحرين عبدالله بوجيري
البحريني عبدالله بوجيري: البرلمان حاضنة لصقل المهارات وغرس الوعي
أما عبدالله بوجيري، عضو البرلمان العربي للطفل عن مملكة البحرين والنائب الأول لرئيس البرلمان، فقد وصف تجربته في الجلسة الأولى بأنها غنية وذات أثر كبير، حيث أتاحت له فرصة ممارسة القيادة، وتعزيز قيم الحوار والديمقراطية.
وأشار إلى أن فوزه بمنصب النائب الأول شكّل تحديًا وتحفيزًا لتقديم الأفضل، مؤكدًا أن البرلمان العربي للطفل يمثل حاضنة حقيقية لصقل المهارات وغرس الوعي البرلماني في نفوس الأعضاء.
وحول الجلسة المقبلة، شدد بوجيري على أهميتها كونها امتدادًا للنقاشات الهادفة، وفرصة لصياغة أفكار ومقترحات تعزز الهوية الثقافية للطفل العربي، معتبرًا أن التحضير الجيد والتشاور بين الأعضاء هو مفتاح نجاح أي جلسة.
وأشار إلى أن مسؤولية الأعضاء ليست محدودة بزمن الجلسة، بل تتجاوز ذلك إلى التأثير في الواقع من خلال الوعي بحقوق الأطفال، والمشاركة المجتمعية، والمبادرات النوعية التي تضمن بيئة إيجابية داعمة للأطفال.

عضوة البرلمان العربي للطفل عن جمهورية لبنان نايا آلان شهوان
اللبنانية نايا شهوان: منبر لتأهيل الطفولة وصناعة مستقبل مشرق
نايا آلان شهوان، عضو البرلمان العربي للطفل عن جمهورية لبنان، عبّرت بأسلوب شعري وإنساني عميق عن رؤيته لتجربته البرلمانية، قائلاً: “أضلعي امتدت لهم جسرًا وطيدًا…”، مشيرًا إلى حبه للوطن العربي، وأضاف أن البرلمان العربي للطفل شكّل له مساحة إنسانية قبل أن يكون منبرًا سياسيًا، منبرًا جمع بين اثنتين وعشرين دولة عربية تحت راية واحدة، هدفها تأهيل الطفولة وصناعة مستقبل مشرق.
وأوضحت نايا آلان شهوان أن مشاركتها في الجلسة الأولى للدورة الرابعة كانت تجربة فارقة في حياته، ساهمت في إكسابها العديد من المهارات التي لم تكن مجرد أدوات برلمانية، بل أصبحت جزءًا من شخصيتها اليومية، ومن أبرزها: الثقة بالنفس، مهارات الخطابة، القدرة على التعبير بلغة واضحة، التفكير النقدي، والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين. وقالت إن هذه المهارات انعكست مباشرة على سلوكه في المدرسة وفي علاقاته الاجتماعية، مشيرًة إلى أن ما تعلمه في البرلمان هو أكثر من كلمات؛ إنه صوت داخلي جديد يدفعه دائمًا للبحث عن العدالة والكرامة لكل طفل محروم.
وأكدت أن البرلمان العربي للطفل هو فرصة حقيقية لصياغة توصيات قابلة للتطبيق، تنطلق من صوت الطفل وتصل إلى صانع القرار العربي.
وأشارت إلى أن تجربتها في البرلمان العربي للطفل لم تكن مجرد مرحلة عابرة، بل تحوّلت إلى مشروع حياة، ستحمله معها في مستقبله الأكاديمي والمهني.

،عضوة البرلمان العربي للطفل عن المملكة المغربية دينا بنيماني
المغربية دينا بنيماني: الأعضاء سفراء لقضايا الطفولة في المجتمع
وصفت مشاركتها في الجلسة الأولى بأنها من التجارب الفارقة في حياتها، مشيرة إلى أن خوضها لتلك التجربة البرلمانية ساهم في تعزيز شخصيتها وبناء وعيها بأهمية الدور التمثيلي الذي تضطلع به.
وقالت: إن أهم ما اكتسبته من قيم هو القدرة على التواصل الإيجابي والتفاعل مع أقرانها من مختلف الثقافات، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية، والعمل بروح الفريق، مضيفة أن هذه التجربة رسّخت فيها الثقة بقدرتها على التعبير عن قضايا الطفولة العربية وإيصال صوت الأطفال بشكل مدروس ومحترم.
وأشارت إلى أن الجلسة الثانية المقبلة تمثل لها مرحلة جديدة لتعميق الحوار وتبادل التجارب، مؤكدة استعدادها عبر البحث المستمر والاطلاع على التجارب الناجحة لصياغة رؤية واضحة تخدم مضمون الجلسة وتدعم التوصيات المطروحة. وأضافت أنها تؤمن بأن دورها لا يتوقف عند حدود البرلمان أو منصة الجلسات، بل يمتد إلى أن تكون سفيرة لقضايا الطفولة في محيطها الاجتماعي والمدرسي، وأن تشارك في التوعية والمبادرات التي تعزز حقوق الطفل وتدفع نحو التغيير الإيجابي.

عضو البرلمان العربي للطفل عن جمهورية العراق ياسين محمد
العراقي ياسين محمد: البرلمان مدرسة تسهم في بناء قادة الغد
وفي سياق متصل، عبّر ياسين محمد، عضو البرلمان العربي للطفل عن جمهورية العراق، عن أثر التجربة البرلمانية في حياته، مؤكدًا أنها أحدثت تحوّلًا جوهريًا في شخصيته، وطوّرت من وعيه وسلوكياته ومهاراته بشكل ملموس.
وقال: لقد شعرتُ بأنني تحوّلت من طفل عادي إلى قائد يحمل على عاتقه مسؤولية ملايين الأطفال، وأصبحت أكثر إدراكًا لدوري في الدفاع عن حقوقهم وتمثيلهم بشكل جاد وفعّال.
وأشار إلى أن تجربة الجلسة الأولى كانت بمثابة مرحلة تمهيدية مكّنته من إدراك أهمية تقبل الآخر واحترام التنوع، وهو ما جعله أكثر تعاطفًا وتفهمًا للآخرين. وتحدث عن تطوره الكبير في مهارات التفاوض والإقناع والخطابة، وكيف انعكست مشاركته البرلمانية على أدائه في مسابقات الخطابة والمناظرات، وصولًا إلى تنفيذ مبادرات ميدانية نوعية أبرزها مشروع “مائدة غداء مع أطفال مرضى السرطان” لمناقشة حقوقهم ومشاركتهم الوجدانية.
وعن الجلسة الثانية المقبلة، قال ياسين إنها تمثل “حدثًا منتظرًا” وفرصة لتطبيق ما تعلّموه نظريًا وعمليًا، مشيرًا إلى أنه يستعد لها بأساليب غير تقليدية مثل رسم خرائط ذهنية، وتدريب عقله على التحليل وصياغة حلول واقعية قابلة للتطبيق، كما أجرى استطلاعًا ميدانيًا مع أقرانه في المدرسة حول حقوق الطفل، ليستمد من آرائهم مداخلات تعكس واقع الطفولة في محيطه.
وأكد أن دوره المستقبلي لا يقتصر على حضور الجلسات، بل يتعدى ذلك إلى أن يكون صوتًا دائمًا ومؤثرًا لأطفال بلده والمنطقة العربية، وقال: “سأستخدم منصتي البرلمانية لتمرير أصوات الأطفال المهمّشين إلى صناع القرار، وسأقود مبادرات جديدة كلما أُغلقت الأبواب في وجه مبادرة أخرى. فالأهداف ثابتة، لكن الطرق متعددة”.

البرلمان العربي للطفل في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة
هذه الشهادات، التي قدمها أعضاء البرلمان العربي للطفل، تؤكد أن تجربة البرلمان هي مدرسة حقيقية في التمكين والتأهيل، تسهم في بناء قادة الغد، وتُخرج من بين صفوف الأطفال أصواتًا قادرة على التعبير، وصناعة الأثر، والاسهام في بناء مجتمعاتهم.