تعاقبت خلال الايام الثلاثة الماضية اجتماعات نتنياهو بوزير دفاعه ورئيس اركانه لبحث المقترحات النهائية بشأن التصعيد فى قطاع غزة لعرضها على المجلس الوزارى المصغر لاقرارها مع تباين الخلافات بين القيادات السياسية والعسكرية بشأن هذه الحرب.
اسرائيل لن تلتزم بأن يؤدى وقف اطلاق النار إلى إنهاء الحرب فى قطاع غزة.
المباحثات تتضمن وقفاً مؤقتاً محتمل لمدة 60 يوما مع وضع اطلاق سراح الرهائن كشرط لا يرتبط بانهاء الحرب سواء عبر انتهاء انسحاب القوات او تسوية نهائية كما رفض اسرائيل أى ترتيبات تجبرها على انهاء العمليات العسكرية ووقف اطلاق النار لان الهدف لا يزال القضاء على قدرات حماس العسكرية واستمرار السيطرة الامنية على ما تبقى من القطاع.
يعتبر المراقبون ان ما يجرى فى هذه المرحلة لا يخرج عن كونه مناورة اسرائيلية تهدف لكسب الوقت وتأخير توقيع اتفاقية شاملة واستخدام ملف الرهائن وسلامة الحدود كأداة ضغط.
تأتى هذه المفاوضات بشأن وقف اطلاق النار فى غزة فى الوقت الذى تخلى فيه جيورا ايلاند رئيس مجلس الامن القومى الاسبق عن مخططه حين قال ان التعامل مع غزة بعد انتهاء الحرب يجب ان يكون كتعامل الحلفاء مع المانيا بعد الحرب العالمية الثانية على ان يؤسس المجتمع الدولى نظاما آخر.
ويبقى السؤال من سيتولى امور غزة تأتى الاجابة من خلال عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والامنية فى وزارة الدفاع الاسرائيلية وهذه الدراسة منشورة فى معهد السياسات الاستراتيجية بجامعة بيخمان لتحقيق اهداف هذه الحرب لابد من الاعتماد على تماسك المجتمع المدنى بجانب القوة العسكرية لتقويض المقاومة واعادة المخطوفين واستغلال اخفاق توقعات حماس فى قدرتها على اشعال مواجهة متعددة الجبهات فى الشمال والضفة الغربية وداخل اسرائيل واستغلال الترويج لان حركة حماس منظمة ارهابية فى اطار كيان سياسى وهذا يؤدى إلى توفير الدعم المتعدد لاسرائيل من جانب امريكا والدول الاوروبية ومنح اسرائيل شرعية وداعماً سياسياً وعسكرياً لاسقاط المقاومة.
ووفقا لرؤية عاموس جلعاد على اسرائيل العمل على بلورة استراتيجية لانسحاب كامل تضع على رأس اولوياتها تصفية حركة حماس بالتزامن مع ترسيخ قبضتها الامنية والمشاركة فى الجهود الدولية التى تقف امريكا على رأسها وبالتنسيق الكامل معها من اجل تحديد العنوان الاساسى الذى يجب تعيينه لاعادة اعمار قطاع غزة وادارته فى اليوم التالى للحرب إلى جانب ضمان القبضة الامنية الاسرائيلية على القطاع من الضرورى خلق احتمالات تشكيل ركيزة مدنية فلسطينية وعربية مشتركة تحت رعاية امريكية لاعادة الاعمار.
تعددت السيناريوهات المطروحة لمستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب اهتم يتسحاق جال خبير الشئون الاقتصادية وقدم تقدير موقف للمعهد الاسرائيلى للسياسات الخارجية الاقليمية تضمن بناء بنية تحتية للدولة الاقتصادية فى غزة.
الطرف الاهم فى اى معادلة لايجاد حل هو الشعب الفلسطينى نفسه الذى لا يرى بديلا عن التخلى عن ارضه سوى الاستشهاد وهو ما ينسف جميع المخططات الاسرائيلية سواء كان التهجير او الاذابة.
ولكن هذا لن يتحقق فى ظل صمود الفلسطنيين وتمسك مصر قيادة وشعباً بالحفاظ على القضية الفلسطينية وفقا لمقررات الشرعية الدولية باقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
علينا استيعاب ان ما يطرح سواء كان اسرائيلياً او امريكياً ما هو الا محاولة لاذابة القضية الفلسطينية.