هذه السطور ليس الهدف منها التفتيش عن أسباب حادث الطريق الإقليمى الدائرى المؤلم الذى أودى بحياة 18 فتاة فى عمر الزهور أو كيل الاتهامات، سواء للمسئولين عن هذا الملف، وعدم الاحتراز، أو اتخاذ الإجراءات اللازمة ومعايير السلامة، أو امتلاك الافق والخيال وإدراك دقة اللحظة التى تواجه فيها مصر تحديات داخلية وتحديات وتهديدات خارجية أو حتى ليس الحديث عن دور الفهلوة وقصور الجانب البشرى وتعاطى المخدرات التى باتت تقرع جرس إنذار يدق الرءوس ولابد من تعامل مختلف يتسم بالرؤية والحسم لأنه ملف له تداعيات خطيرة أبرزها الاستهتار بحياة الأبرياء، ونزيف دماء، ثم ضياع وبلطجة وعنف، لذلك لابد من اتخاذ إجراءات عاجلة ومواجهة شاملة لملف المخدرات، وسبل الوقاية والعلاج، وحماية شبابنا من هذا الخطر، وأيضاً اتخاذ الإجراءات الحاسمة فى إصدار المحررات الرسمية التى تثبت التعاطى أو عدم التعاطى فى ظل أزمة الضمير التى جاءت نتاج عقود ماضية من الثقافات الاستهلاكية والأنانية والأنامالية، والانتهازية وأفكار وثقافات فاسدة جراء غزو ثقافى وفكرى ممنهج، أو تداعيات أزمات وصراعات فرضت علينا من العالم والإقليم بطبيعة الحال أسفرت عن آثار اقتصادية قاسية من شأنها أن تظهر مناطق العتمة داخل بعض النفوس الضعيفة والمريضة من جشع واحتكار واستغلال وفهلوة، وفساد وعدم الاعتبار لمبدأ الحلال والحرام، تلك هى نواتج الأزمات الطارئة التى تعانقت مع آثار الماضى المؤلم الذى تفجر وطفح فى إحداث الفوضى فى يناير 2011 وبدا الأمر وكأننا فى غابة، لذلك نحن نعيش تداعيات هذه الفترة وما قبلها لذلك لابد أن نبدأ سريعاً فى العلاج الناجع خاصة أن مصر تحملت خلال الـ 12 عاماً الماضية فواتير وتداعيات وميراث مؤلم من الماضى، حتى عزل أسوأ نظام مر على مصر على مدار تاريخها هو نظام الإخوان العميل.
هدفى ليس كل ذلك فقد تبارى الكثيرون للحديث عن حق أو باطل عن صدق أو كذب عن حقائق أو افتراءات، لكن الحقيقة التى نتفق عليها جميعاً أن الحادث مؤلم وصعب يتشارك فى مسئوليته كثيرون وهناك من يستغل هذا الحادث الذى من الوارد أن يحدث فى أى دولة فى العالم كحادث سير، لكن ذلك لا يعفى أحد مواطناً كان أو مسئولاً عن الملف، من المسئولية.
ما أريد أن أقوله، وأحذر منه ويجب أن ننتبه له، أن هناك من يريد تسخين وإشعال وتفتيت الجبهة الداخلية المصرية، فى المبالغة والتسويق الرخيص لهذا الحادث سواء فى الداخل أو الخارج والأهداف الخبيثة كثيرة، تتمثل فى محاولات هز الثقة، تشويه إنجازاتنا ونجاحاتنا، صنع حالة من التشكيك فى أنفسنا، وهناك من يريد ويُصر على توتير الجبهة الداخلية المصرية، وإشعال نيران الفوضى، لابد أن ننتبه لأن قوى الشر، أو العدو الصهيونى، ليس لديه أى فرصة، أو سبيل لتحقيق أوهامه وأطماعه، وتنفيذه لمخططاته إلا الرهان على ضرب الاصطفاف المصرى، وإضعاف الثقة والروح المعنوية، والتحريض من أجل إثارة الفوضى لتحقيق هدف الإرباك والإشعال ومن ثم الانقضاض على مقدراتنا وأراضينا، سيادتنا، أمننا القومى والله لا أبالغ، فالواقع يشير ويؤكد إلى أن رهان قوى الشر فى ظل قوة وصلابة الدولة المصرية وتحاشى الصدام المباشر معها، وقوة وعى واصطفاف وتحدى شعبها، هو فقط إضعاف الجبهة الداخلية، وإثارة الفوضى، وإشغالنا فى أمورنا وأزماتنا الداخلية، هذه الحالة التى تريد قوى الشر لنا أن نعيش معها لذلك لابد أن ننتبه، لكن ورغم ذلك لا يعفى ذلك من الحساب والعقاب والتحقيق للوقوف على الأسباب، وأيضاً المقصرين ومناطق الضعف والثغرات وسبل العلاج السريع والمواجهة الحاسمة، لكن الحقيقة التى يجب أن ينتبه إليها الجميع أن هناك من يتربص بنا، ويحلم بلحظة ضعف، أو مناخ للفوضى ساعتها لن يرحمنا أو يقف حتى يتفرج علينا سوف ينقض علينا، لذلك لابد وحتماً المحافظة على قوة وصلابة الجبهة الداخلية ونبقى دائماً فى حالة اصطفاف متسلحين بالوعى واليقظة، ودائماً كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى على قلب رجل واحد.
على مدار 13 عاماً لم تتوقف منصات وأبواق الشر، وأحاديث الإفك الإخوانية المدفوعة والممولة من أصحاب المخطط والمؤامرة عن محاولة النهش فى الدولة المصرية وتزييف وعى شعبها بالأكاذيب والشائعات تارة وبالتشكيك والتشويه والتقليل تارة أخرى بهدف تحريض المصريين على الهدم والفوضى، لتحقيق أوهامهم التى يحلمون بتحقيقها بكل ما أوتوا من حقارة وخيانة، لم يتركوا شيئاً، إنجازات نجاحات قوة وقدرة، لم تسلم من أكاذيبهم أكبر عملية بناء وتنمية دفعت الدولة المصرية إلى الأمام، تذكر معى العاصمة الإدارية، والمدن الجديدة، بل الأدهى والعجيب، استهداف تسليح الجيش المصرى العظيم.. ومحاولة تزييف وعى المصريين فلماذا تسليح الجيش، رغم حجم التهديدات والصراعات ورغم المؤامرة والمخطط الذى يستهدف مصر ورغم أن مصر دولة كبيرة وعظيمة لابد أن تكون فى أعلى درجات القوة والقدرة والردع وسبحان الله، تثبت الأحداث والصراعات والمؤامرات والمخططات على مصر عبقرية رؤية الرئيس السيسى، وأنه سبق عصره وأن امتلاك مصر للقوة والقدرة والردع وأيضاً التنمية الشاملة هى من حمى وحافظ على مصر وشعبها فى ظل النيران المشتعلة فى المنطقة والتصعيد، والأطماع والأوهام، واستهداف مصر وأنها هى الهدف والجائزة الكبرى وأدرك المصريون بالواقع والأحداث وما يعيشونه من أمن واستقرار ووطن لم تنقص منه حبة رمل واحدة وحدود آمنة أن السيسى كان ومازال على حق، وأن المصريين جميعاً على قلب رجل واحد خلف قيادته وتفويضه فى اتخاذ ما يراه لحماية مصر وشعبها، ثقة فى قيادة عظيمة، واطمئناناً لحكمتها، ورغم أن الواقع أثبت بما لا يدع مجالاً للشك كذب أبواق قوى الشر والظلام إلا أنهم مازالوا يواصلون أحاديث الإفك لتحقيق هدف واحد لا غيره وهو حلم المتربصين بمصر هو زعزعة الداخل المصرى وإثارة الفوضى وهز الثقة وإضعاف الجبهة الداخلية واصطفافها لذلك وأشد على أيدى الجميع بضرورة الانتباه واليقظة والحرص من محاولات التسخين والإشعال وبث الفتن وهز الثقة وخلق حالة من السواد وتضخيم لأحداث تتخذ فيها الدولة إجراءات حاسمة.