بات 3 يوليو 2013 علامة فارقة فى التاريخ المصرى المعاصر، حيث جسد هذا اليوم انتصار الإرادة الشعبية على محاولات الهيمنة على الدولة، وأعاد تصحيح مسار ثورة 25 يناير، ليؤكد أن مصر دولة لا تدار بالإملاءات أو تساقط الشعارات، بل بإرادة شعبها الحرة ووعى أبنائها، حيث شهد هذا اليوم، خروج الملايين من ابناء مصر المخلصين فى الشوارع والميادين، مطالبين بإسقاط نظام حاول احتكار الحكم باسم الدين، وعجز عن إدارة الدولة، وهدد مؤسساتها وهويتها، لكن القوات المسلحة استجابت لنداء الشعب، وأعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى بيان 3 يوليو، مؤكدًا على خارطة طريق واضحة، شملت تعطيل الدستور مؤقتًا وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شئون البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة.
لم يكن هذا التحرك مجرد تدخل عسكرى، بل كان تعبيرًا صادقا عن إرادة وطنية جامعة، عكست التلاحم بين الشعب وجيشه، ورفضًا قاطعًا لحكم فردى استبدادى أراد أن يعصف بمقدرات الدولة.
3 يوليو يعد تتويجًا لموجة ثورية جديدة بدأت فى 30 يونيو، وأكد أن الشعب المصرى لا يقبل الوصاية، ولا يسمح بخيانة الثورة التى دفع ثمنها من دماء أبنائه. لم تكن المعركة سياسية فحسب، بل كانت معركة وعى وإدراك وحفاظا على الهوية المصرية
منذ ذلك الحين، بدأت مصر مسيرة إصلاح شاملة، شملت إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحقيق الاستقرار الأمنى، والانطلاق نحو التنمية الاقتصادية. شهدت البلاد مشروعات قومية كبرى، وبنية تحتية حديثة، واهتمامًا غير مسبوق بالفئات الأكثر أحتياجا، مما أعاد للدولة هيبتها ودوريها الإقليمى والدولى مرة أخرى.
وبالنسبة لجميع المصريين، 3 يوليو ليس مجرد تاريخ، بل رمز لإرادة أمة قررت أن تنقذ نفسها من السقوط فى مستنقع الفوضى، وأن تستعيد مسارها الوطنى، نحو دولة حديثة قوية بأبنائها، ثابتة فى مواقفها، لا تنكسر أمام التحديات.
هذا اليوم أكد أن الشعوب هى التى تصنع التاريخ، وأن مصر لا تُحكم إلا بإرادة أبنائها، تلك الإرادة التى انتصرت فى 3 يوليو، وستظل يقظة فى كل معركة من أجل البقاء والكرامة والسيادة.