
تواصل مصر جهودها لتقديم كافة الدعم للأشقاء فى ليبيا والسودان وتسعى لحل الأزمات التى تعصف بهما عبر الحوار والتفاوض وعلى مدار السنوات الماضية بذلت «القاهرة» جهودا ضخمة لدعم ليبيا والسودان واستضافت النازحين من البلدين وقدمت مبادرات هامة لتحقيق السلام والاستقرار بهما.
وتأتى لقاءات الرئيس السيسى مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، تأكيدا على عمق العلاقات بين مصر والسودان وليبيا، وحرص مصر على تعزيز التعاون مع البلدين الشقيقين ودعمهما فى استعادة الاستقرار.
السفير ايمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن استقبال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبى جاء ليعكس الاهتمام المصرى بتطورات الاحداث فى البلدين الشقيقين وفى اطار المساعى المصرية الحثيثة والدءوبة لإيجاد حل سياسى للأزمة السياسة فى ليبيا وضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى اقرب فرصة لانتخاب حكومة تمثل الشعب الليبى قادرة على اعادة الاستقرار وإحلال السلام فى ليبيا وقد سبق للقاهرة أن استضافت وجمعت بين الفرقاء الليبين فى محاولة رأب الصدع بين الفصائل الليبية ولقاءات الرئيس المستمرة مع المشير حفتر تعكس هذا الاهتمام باعتبار ان ليبيا هى صمام الامن القومى المصرى من ناحية الغرب.
أضاف السفير مشرفة أنه بالنسبة للملف السودانى فإن القاهرة تعتبر قبلة للساسة السودانيين و تدعم جهود وقف اطلاق النار وحقن دماء السودانيين باعتبار ان سلامة السودان ووحدة أراضيه هى قضية تأتى على قمة أولويات صانع السياسية الخارجية الامنية المصرية ، مشيرا إلى أن أمن واستقرار شعب وادى النيل من استقرار مصر.
مضيفاً أن الحفاظ على أمن واستقرار البلدين أحد أهم ثوابت مصر الدائمة.
علاقات أزلية
السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية يؤكد أن مصر تقدم دعما مستمرا للأشقاء فى ليبيا والسودان، فالعلاقات بين مصر والسودان أزلية ترتكز على روابط التاريخ والجغرافيا فالبلدان يمر منهما نهر النيل وأيضا من الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وأى تهديد للأمن القومى لبلد تهديد لأمن البلد الأخرى لذا فعلى مدار التاريخ كانت «القاهرة» داعما كبيرا للسودان وعملت على إيجاد حلول للأزمات التى توجه البلد الشقيق مشيرا إلى طرح مصر فى 2024 لمبادرة شاملة لحل الأزمة السودانية عبر عدة مسارات تعتمد على الحوار لتسوية النزاع.
ويتابع قدمت مصر مبادرة تشمل المسار» العسكري» و»الإنساني» و»السياسي» و»إعادة الإعمار» بما يضمن حلا شاملا للأزمة السودانية موضحا أن الجيش السودانى حقق نجاحات كبيرة فى الفترة الأخيرة ويوجد توجه لإيجاد نوع من التسوية السياسية للأزمة ويمكن أن تلعب مصر دورا حاسما فى هذا الشأن وخاصة أن «القاهرة» تدعم السلطة الشرعية فى السودان وتعمل على الحفاظ على المؤسسات الوطنية وترفض التدخل الخارجى فى الشأن السوداني.
ويضيف أن السودان شهدت تطورات فى الفترة الأخيرة تتمثل فى عودة اعداد كبيرة من النازحين بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم ومناطق عدة وهو ما يتطلب تنسيقا ودعما من الأمم المتحدة لهؤلاء النازحين، كما أن منطقة الفاشر تتجه لإقرار هدنة بين الجيش السودانى والمليشيات الموجودة بالمدينة مما يتطلب أيضا معالجة الأوضاع الإنسانية بالمنطقة.
وحول الدعم المصرى لليبيا.. أكد السفير حليمة أن «القاهرة» تبذل جهودا كبيرة منذ اندلاع الأزمة الليبية لتحقيق الاستقرار والسلام من خلال التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية ووضع خارطة طريق للحل السياسى عبر الحوار بين كافة الأطراف وصولا بإجراء انتخابات.
بالإضافة إلى ضرورة توحيد المواقف بين مصر والسودان بشأن ملف مياه النيل لان التهديد واحد.
ويواصل حديثه أن لقاءات الرئيس السيسى مع المشير خليفة حفتر والفريق عبد الفتاح البرهان تأتى فى إطار التنسيق والتشاور المستمر بين قادة مصر وليبيا والسودان، فالقاهرة الداعم الأكبر للأشقاء فى البلدين وتحرص على إنهاء الأزمات بهما.
تحقيق السلام
ويؤكد السفير على الحفنى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر حريصة على تحقيق السلام والأمن فى المنطقة سواء على المستوى العربى أو الأفريقى وتتصدى باستمرار لكل ما يضر بدول المنطقة وشعوبها لذا فإن «القاهرة» لا تدخر جهدا إلا بذلته لدعم الأشقاء فى السودان وليبيا، فالبلدان الثلاثة تربطهما علاقات تاريخية وقوية بحكم روابط الثقافة والانتماء واللغة وغيرها من العوامل المشتركة.
ويستكمل أن مصر تسعى بكل قوة لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة لما له انعكاس كبير على كافة الشعوب فالاستقررا مفتاح التنمية والازدهار موضحا أن عرقلة البعض لجهود تسوية الأزمات بالسودان وليبيا له آثار وخيمة على الأمن بالمنطقة، فيوجد 7 ملايين نازح سوداني، تستضيف مصر وحدها قرابة 1.5 مليون ضيف تقدم لهم كافة أوجه الدعم.
كما أن الأمن المائى للبلدين مرتبط وهو ما تم التأكيد عليه مثلما تم التأكيد على رفض البلدين لأى اجراءات أحادية فى النيل الأزرق والتنسيق بين القاهرة والخرطوم ويختتم حديثه مشيرا إلى أن اللقاء الأخير للرئيس السيسى والمشير خليفة حفتر و كذلك استقباله الفريق عبدالفتاح البرهان ووصف ذلك بأنه خطوة على الطريق الصحيح لتعزيز التشاور والتنسيق بين مصر وليبيا والسودان وتوحيد الرؤى فى التعامل مع القضايا والملفات المختلفة، فالقاهرة حاضنة كل العرب والأفارقة، والمنطقة تحتاج لتدابير مشتركة للحد من النار المشتعلة فى الاقليم.