توقف مجمع الشفاء الطبى عن خدمة المرضى نتيجة نفاد الوقود
فى ظل مؤشرات اقتراب الحرب الإسرائيلية على غزة من نهايتها، تكثّف مصر جهودها الدبلوماسية لوقف اطلاق النار وإنهاء معاناة المدنيين. أتى ذلك بالتزامن مع إعلان وزير دفاع الإحتلال يسرائيل كاتس أن العمليات العسكرية فى القطاع «تقترب من نهايتها»، مجددًا تأكيد أهداف إسرائيل باطلاق سراح المحتجزين وهزيمة حركة حماس.
قال وزير الدفاع الإسرائيلى، يسرائيل كاتس إن الحرب الإسرائيلية الحالية فى قطاع غزة اقتربت من نهايتها. وقال كاتس فى بيان: «نحن الآن نقترب من نهاية العملية فى غزة»، وأكد كاتس مجدداً أهداف إسرائيل فى الصراع، بما فى ذلك اطلاق سراح جميع المحتجزين وهزيمة حركة حماس.
أشار مسئولون إسرائيليون إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والوسطاء، يبدون تفاؤلاً حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق، لكن إسرائيل لا تفهم حتى الآن ما الذى يستند إليه هذا التفاؤل، وفقا لموقع «أكسيوس» الأمريكى.
وفى تصريح صحفى له قال ترامب إن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى هدنة بين اسرائيل وحماس خلال الأسبوع المقبل.
يأتى هذا فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إنه سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومسئولين آخرين. وتابع نتنياهو فى حديثه خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلى «لدينا بعض الأمور لاتمامها قبل ذلك للتوصل إلى اتفاق تجارى بالإضافة إلى أمور أخرى. اجتماعات مع رؤساء الكونجرس ومجلس الشيوخ واجتماعات أمنية، لن أفصح عنها هنا».
فى موازاة ذلك كشفت مصادر مطلعة لصحيفة «إسرائيل هيوم» أن اجتماع المجلس الوزارى المصغر «الكابينت» شهد تأكيد عدد من الوزراء على أن أهداف الحرب فى غزة لم تتحقق بعد، مشددين على ضرورة مواصلة الضغط العسكرى والسياسي.
بالمقابل، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلى خلال الاجتماع تقييما يشير إلى أن القتال بات فى مراحله النهائية، وهو ما يفتح الباب أمام نقاشات حاسمة حول المرحلة المقبلة.
أشارت الصحيفة إلى أن الكابينت سيعقد اجتماعاً جديداً غداً الخميس من المتوقع أن يشهد اتخاذ قرارات نهائية بشأن مسار الحرب فى غزة، بما فى ذلك الإجراءات الميدانية والسياسية. وأضافت أن المستوى السياسى ينوى الدفع باتجاه فرض حصار كامل على عناصر حركة حماس حتى الاستسلام، إلى جانب اقتراح إنشاء مراكز مساعدات إضافية تحت إشراف «مؤسسة غزة الإنسانية» لتوسيع نطاق توزيع المساعدات.
فيما يخص المسار التفاوضي، ذكرت الصحيفة أن هناك احتمالات كبيرة للتوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف اطلاق النار فى غزة، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق قد يُفضى إلى اطلاق سراح نحو نصف عدد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى القطاع.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة استشهاد 81 فلسطينيًا على الأقل وإصابة آخرين؛ جراء قصف الاحتلال الإسرائيلى عدة مناطق فى القطاع.
أشارت الوزارة إلى أن قصف الاحتلال خلف دمارًا واسعًا فى المبانى والمنازل، وسط جهود متواصلة لانتشال الضحايا وإسعاف الجرحي، فى ظل أوضاع إنسانية صعبة ونقص حاد فى الإمكانيات الطبية والإغاثية، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
واصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، إذ نسف مربعًا سكنيًا كاملاً فى بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع؛ ما أسفر عن دمار هائل وتشريد مزيد من العائلات. أما فى مدينة غزة، فيتواصل القصف المدفعى بشكل كثيف مع اطلاق نار من آليات الاحتلال شرق المدينة، بينما استهدف القصف المدفعى شارع السكة فى حى الزيتون.
كما شنت طائرة مسيّرة للاحتلال هجومًا على مجموعة من المواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات فى شارع الطينة جنوب خان يونس؛ ما أدى إلى وقوع إصابات فى صفوف المدنيين.
فى الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة بالقطاع توقف خدمة غسيل الكلى بمجمع الشفاء الطبي؛ نتيجة نفاد الوقود من المجمع، والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة.
أكدت «الصحة» فى غزة أن الاستمرار فى عدم توفير الوقود يعنى الموت المحتم لكافة المرضى والجرحى فى المستشفيات. وأشارت إلى أن وزارة الصحة تُعانى من أزمة خانقة ومستمرة فى عدم توفر الوقود؛ نتيجة سياسة الاحتلال التقطيرية فى تزويد المستشفيات به.
جدّدت «الصحة» مناشدتها لكافة المؤسسات الدولية والجهات المعنية، بضرورة التدخل وحماية المنظومة الصحية من الانهيار، من خلال العمل على توفير الامدادات الطبية.