وشكراً للتبرعات.. ولكن!! والمعاش بالزيادة.. ومن غيرك إنت..
نحن دولة سلام.. نحن دولة تعمل على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.. نحن الدولة التى قادت هجوم السلام بمبادرة من رئيسها الشجاع البطل محمد أنور السادات عندما توجه إلى إسرائيل فى عقر دارها وألقى خطاب السلام التاريخى أمام الكنيست داعياً إلى حقن الدماء وإنهاء الحروب وإحلال السلام العادل والشامل فى المنطقة.
ونحن الدولة التى كانت وبعد انتصار أكتوبر التاريخى أول دولة تبادر إلى توقيع معاهدة للسلام مع إسرائيل إيماناً من مصر بأهمية التعايش والتفرغ لتنمية المنطقة ورفاهية شعوبها.. وثقة بأن السلام قادر على إنهاء عصور من الكراهية والحروب.
وحاولنا.. ومازلنا نحاول أن يكون السلام عادلاً.. أن يكون السلام مرتبطاً بالتسوية العادلة التى تضمن حقوق الفلسطينيين واستعادة الأراضى العربية المحتلة منذ عام 1967.
ولأننا لن نعود إلى التاريخ والماضى طويلاً فى حديثنا عن أسباب الفشل فى تحقيق السلام الشامل.. ولأننا لا نريد إلقاء المسئولية على هذا أو ذاك لأن فتح الملفات يعنى إثارة مشاكل وقضايا تزيد الأمور تعقيداً فإننا نتحدث عن الحاضر.. عن المستقبل.. عن أوهام وأحلام وغرور إسرائيلى فى إيجاد شرق أوسط جديد يقوم على أساس إضعاف الدول المحيطة بإسرائيل وتحويل هذه الدول إلى كيانات شكلية ضعيفة، مقسمة عرقياً ومذهبياً بدون جيوش قوية على غرار نموذج الضفة الغربية.
وهم فى هذا السيناريو الذى تم الحديث عنه فى مواقع عبرية متعددة يتحدثون كثيراً عن مصر ويتناولون وجود جيشها القوى الذى يقف حائلاً دون هذه الهيمنة التى يتطلعون إليها.. ويثيرون الكثير من الأقاويل حول انتشار الجيش المصرى وقوته.. ويحرضون عليه أيضاً.
وما يقولونه.. وما يخططون من أجله يعنى أن السلام مازال حلماً بعيد المنال.. وأن التطبيع لن يكون ممكناً فى ظل هذه الأجواء والمؤامرات.. وأن الخطط الأمريكية عن الاتفاقات «الإبراهيمية» لضم دول عربية جديدة للتعاون والتطبيع مع إسرائيل لن تكون ممكنة التطبيق.. قد يتم تنفيذها ولكن من الصعب تطبيقها لأن السلام الذى تبحث عنه إسرائيل هو نوع من الاستسلام المرفوض فى معناه وجوهره.. والأوهام الإسرائيلية التى يحاولون أن تصبح واقعاً تزيد من حالة الغليان والعداء لإسرائيل أكثر مما كان.. وصور أطفال غزة تحت الحصار تذكر العالم العربى كله بأن هذا هو ما يريدونه لكل المنطقة وهذا ما يسعون إليه.
>>>
ونعود إلى حواراتنا اليومية.. وقضية الساعة المتعلقة بضحايا لقمة العيش فى المنوفية.. وقد انهالت التبرعات والتعويضات من الحكومة ورجال الأعمال على أسر الشهداء.
وعندما نتوجه بالشكر لكل الذين سارعوا إلى تقديم تبرعات سخية فى محاولة لمساعدة أسر الشهداء فإننا ينبغى أن نعالج وأن نبحث وأن نجد حلولاً لمنع تكرار ذلك ولمساعدة كل الأسر فى حياة كريمة تمنع استغلال وعمل الأطفال والفتيات فى ظروف غير إنسانية مازالت قائمة ومستمرة.
وإذا كان هناك من مساعدة حقيقية لمنع تكرار هذه المآسى فلتكن فى التشريعات الحازمة فى منع تشغيل الأطفال.. وتوفير وسائل نقل آمنة للعمال وفرض عقوبات على الذين يجبرونهم على العمل فى أجواء غير ملائمة.. والأهم من كل هذا والأنفع أن تكون هناك مشروعات إنتاجية فى كل المحافظات تساعد على تحسين الدخل ورفع مستويات المعيشة والحفاظ على كرامة الإنسان وآدميته.
>>>
وأمس.. كان يوماً خاصاً.. أمس تقاضينا المعاش الحكومى بالزيادة الجديدة التى بلغت 15 ٪.. والزيادة الجديدة جاءت برداً وسلاماً على أصحاب المعاشات الذين يتطلعون إلى أى زيادة من أى نوع.. وأقولها لكم بكل صدق.. أى جنيه زيادة يساوى الكثير عند أصحاب المعاشات!! إنهم لم يسمعوا يوماً عن مرتبات بالدولار.. ولا عن العمل عن بعد من منازلهم مقابل مرتبات وأرقام خيالية.. ولم يعرفوا مكاسب «السوشيال ميديا» والتيك توك.. ولم يسافر معظمهم خارج المكان الذى ولد وعمل فيه.. كل أمانيهم أن يعيشوا فى هدوء.. وأن يجدوا ثمن الدواء.. والزيادة تعنى لهم الكثير والكثير.
>>>
وهل كتب علينا هذه الأيام أن نختار العزلة فى البيت وأن نفرضها على أنفسنا فرضاً وأن نكتفى بالذكريات والترحم على ما فات والاكتفاء بما مضي..!
وقال لى أحدهم إنه صار يخشى الناس.. فى أعينهم عدوانية غريبة.. وفى كلماتهم معان أكثر غرابة.. ولم تعد القلوب صافية ولا النفوس راضية.. هناك شيء ما قد تغير فى المزاج العام.. هناك إحساس بالوحشة رغم توافر كل شيء.. الناس أصبحوا غرباء عن بعضهم البعض.. وما أقسى وأسوأ شعور الغربة!!
>>>
وكل الذى يحيط بك هو بقدر الله، وكل الذى تطلبه هو من خزائن الله، وكل الذى تخافه هو بيد الله، وكل الذى فات ذهب بأمر الله، وكل الذى سيأتى هو من عند الله، وكل الذى يهمك هو بعلم الله والله فى ذلك كله رحمن رحيم.
>>>
وتغنى وردة.. وعندما تغنى وردة من كلمات مأمون الشناوى وألحان بليغ حمدى فإن الوجود كله يغنى ويرقص ويتفاعل.. مع من غيرك إنت.. من غير وجودك يا عينيا إنت، يا حبيبى إنت أنا أبقى إيه.. والربيع من غيرك إنت مش ربيعي، والوجود من غير وجودك مش طبيعي، وإنت لولاك لولاك فى الحياة أنا أبقى إيه..
وتبدع وردة وهى تشدو.. روحك الحلوة.. الملايكة من حلاوتها تغير.. كل هم الدنيا بنساها فى ابتسامتك..وإيه ده يا مأمون.. خلصت كل كلام الحب.. ومن غيرك إنت مفيش حب..!