وسط أحداث متسارعة، وتصعيد ينذر بحرب إقليمية شاملة، وتحديات وتهديدات ومخاطر، ومنطقة تموج بالاضطرابات، وفى خضم ذكرى أيام جميلة، جسدت عظمة وعبقرية المصريين وقدرتهم على صناعة الفارق، فبعد 12 عاماً على ذكرى ثورة يونيو العظيمة نجلس لنتذكر أياماً قاسية سبقتها ونعيش أعظم لحظات الانتصار والانتشاء بما تحقق من إنجازات تاريخية، ونجاحات شكلت فى مجملها ملامح دولة قوية وقادرة حديثة، صلبة، متطلعة، تمسك بمقومات المستقبل الواعد، دولة تقف بصلابة فى وجه مخططات، ومؤامرات، وضغوط وابتزاز، ما بين مشاهد الخطر الداهم فى المنطقة المشتعلة، ومشاهد الفخر والثقة والقوة والقدرة فى دولة 30 يونيو، جاءت كلمات قائد عظيم فى الاحتفال بالذكرى الـ 12 للثورة تحمل رسائل قوية، تضيء لنا الطريق، وتمنحنا الثقة وتهون علينا تداعيات أزمات دولية وإقليمية، وتزيد من توهج الوعى الحقيقى الذى هو أهم أسلحة الحفاظ على الوطن فى وجه العاصفة تبعث بالطمأنينة والثقة، فهى تأتى من القائد العظيم الذى استجاب ولبى نداء شعبه بشجاعة نادرة، كان ومازال جل أهدافه هو الوطن والشعب.
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الذكرى الـ 12 للثورة، تلك الثورة التى مازالت تلهمنا القوة والقدرة على البناء والإنجاز والتقدم، جاءت الكلمة معبرة وافية، وأيضاً تزيد من طاقة الوعى والفهم، و صلابة الإرادة الوطنية نتوقف كثيراً وطويلاً أمام كلمة الرئيس السيسى ومضمونها، ورسائلها، تكشف حقائق الأشياء، وتجدد الشكر والتحية للمصريين، وتؤكد على الثوابت المصرية، وما صنعه المصريون من وعى واصطفاف، يجعل من الطبيعى ألا تخشى مصر فى الحق لومة لائم ولا تخاف أى قوة مهما بلغت لذلك وجدت العديد من النقاط المهمة والرسائل القوية فى الكلمة الرئاسية، أراها ضرورية للجميع فى الداخل والخارج، العالم والإقليم، والاطمئنان، كالتالي:
أولاً: عبقرية التوصيف الرئاسى لثورة 30 يونيو بأنها تلك الثورة الخالدة التى شكلت ملحمة وطنية سطرها أبناء مصر توحدت فيها الإرادة وعلت فيها كلمة الشعب، وقررت الجماهير استعادة مصر وهويتها وتاريخها ومصيرها لتقف فى وجه الإرهاب والمؤامرات وتكسر موجات الفوضى وتحبط محاولات الابتزاز والاختطاف وتعيد الدولة إلى مسارها الصحيح، وهو توصيف شامل، أكد على عظمة ثورة 30 يونيو ما حققته، وكانت ومازالت حاسمة وفارقة فى مسيرة هذا الوطن.
ثانياً: وصفت كلمة الرئيس السيسى ما يحدث فى المنطقة بشكل دقيق، وأنين الضحايا فى غزة إلى الصراعات فى السودان وليبيا وسوريا واليمن والصومال ويضع الرئيس السيسى الحلول لهذه الصراعات بالاحتكام لصوت العقل لتجنيب الشعوب فى المنطقة ويلات التخريب والدمار، فمصر الداعمة للسلام تؤمن بأن السلام لا يولد بالقصف ولا يفرض بالقوة ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، وفى ظنى أن هذه العبارة شديدة العبقرية وتعكس هذه العبارة عظمة الدولة المصرية، ويؤكد الرئيس السيسى أن السلام الحق يبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم.
ثالثاً: عبارة رئاسية، يؤكد عليها الرئيس السيسى كثيراً لكنها تعبر عن قوة وجرأة وصلابة الدولة، وتشير إلى أنها تقف منفردة فى وجه المؤامرة والمخطط، وجدد الرئيس السيسى التأكيد أن لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية وهو المعنى نفسه الذى أكد عليه الرئيس السيسى فى قمة بغداد مهما نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فلا سلام بدون حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية تأكيداً وتجسيداً على عظمة الموقف المصرى الشريف .
رابعاً: دائماً يؤكد الرئيس السيسى فى كلماته دور الشعب المصرى فى مواجهة التحديات والتهديدات ويصفه بأنه البطل، وأن قوة مصر ليست فى سلاحها وحده بل فى وعى المصريين وتماسك صفوفهم وفى رفضهم لكل دعوات الإحباط والفرقة والكراهية، مخاطباً لهم: أنتم السند الحقيقى والدرع الحامية والقلب النابض لهذا الوطن، وأن القيادة نجحت فى توحيد الصف وبناء الوعي، لذلك لا خوف على مصر خاصة أنها جاهزة لردع أى تهديد خارجى طالما أن هذا الشعب على قلب رجل واحد.
خامساً: من أهم العبارات والمعانى فى كلمة الرئيس السيسى بمناسبة الاحتفال بذكرى 30 يونيو قوله للمصريين: نعم الأعباء ثقيلة والتحديات جسيمة ولكننا لا ننحنى إلا لله سبحانه وتعالي، ولن نحيد عن طموحاتنا فى وطن كريم، والحقيقة أن هذه العبارة كاشفة، وشاملة للعديد من الرسائل التى تشير إلى حجم التحديات والضغوط والابتزاز والمخططات التى تستهدف مصر.
الرئيس السيسى ورغم قسوة التحديات التى وصفها بالجسيمة، والأعباء الثقيلة، يؤكد لشعبه أنه يشعر بهم وبمعاناتهم، ويؤكد لهم أن تخفيف الأعباء عن كاهلهم أولوية قصوى للدولة خاصة فى ظل هذه الأوضاع الملتهبة المحيطة.
سادساً: لأن الدولة عقيدتها الوفاء لكل من أعطى وضحى من أجل الوطن.. جدد التحية إلى أرواح الشهداء فى وصف عظيم، بأنهم سقوا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن فأنبتت عزاً وكرامة، وقال: وأقبل جبين كل أم وأب وزوجة وطفل فقدوا من أحبوا ليحيا هذا الوطن مرفوع الرأس ثم التحية والتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة حماة الأرض والعرض، درع الوطن وسيفه وأيضاً إلى رجال الشرطة ودورهم.
كلمة الرئيس السيسى أكدت على عظمة ثورة 30 يونيو ودورها فى إنقاذ الوطن، وبناء الدولة الحديثة وكذلك الكشف عن حجم التحديات والضغوط والأعباء التى تواجه الوطن والمواطن، ورغم ذلك فإن مصر لن تنحنى ولن تركع إلا لربها، وأيضاً التأكيد على الموقف المصرى الشريف والشجاع الذى ينحاز للحق، فلا سلام فى الشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، تحيا مصر بفخر، واعتزاز، والتحية لقائد عظيم واستثنائى حقق الإنقاذ والإنجاز والحماية لهذا الوطن ويؤمن بشرف وعظمة هذا الوطن.