لم تكن ثورة يونيو تقليدية ولكنها كانت انتفاضة حقيقية فقد استشعر الناس خطورة المستقبل وانهم فى طريقهم الى غياهب الجب وهو هذه المرة عميق.. كل شرائح المجتمع عاشت الألم فقد توقفت حركة الحياة فى سابقة لم تحدث من قبل.. البسطاء أسموه بعام الحزن فعلا فقد فقدنا فيه كل شئ تقريبا.. أصبحت مصر مهمشة بفعل تصرفاتهم الحمقاء والرعناء.. كانوا يتصرفون كأنها عزبة أو جماعة فهمشوا قطاعاً كبيراً وعريضاً من الرواد وقدموا النطيحة والمتردية وما أكل السبع وكانوا فى طريقهم لتقطيع أوصال البلاد اربا اربا.. قبل 30 يونيو غاب الأمن وغاب الاستقراركم من حوادث ارتكبت جهارا نهارا يومها كنا نخاف ونرتعد على أولادنا عندما يغيبون لساعات فقد تلاشت مظاهر الأمن.. وأصبح الذعر عنوانا لمرحلتهم المشئومة وتم اختطاف مصر العفية على مر الزمان اختطفوا ثقافتها وهى بلد الأزهر الذى صدر الاسلام الى كل بقاع الدنيا ونشر الاعتدال فى كل الأرجاء.. أرادوها دولة للملالى وسمعنا عن فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان.. سمعنا عن غزوة الصناديق وكأنها حرب ضروس بين فئتين إحداهما مؤمنة تقاتل فى سبيل الله والأخرى كافرة تقاتل فى سبيل الشيطان.. وضرب الناس أخماسا فى أسداس ماهذا الذى يحدث ؟ هل نحن نعيش فعلا فى ظل شريعة الغاب أو الواق واق أم أنها النسخة الأخرى لحركة طالبان ودولة العمائم فى كل الهيئات والمؤسسات قدموا أذنابهم وان افتقدوا أدنى مقومات الريادة والصدارة، فى عام الحزن خرجت مصر عن مسارها المعلوم والمعروف ومن صدارة الكلمة الى كلمات ليس أقل من وصفها بالغثاء، ذكريات مؤلمة عشناها قبل ثورة 30 يونيو.. غاب الأمن وتلاشت الخدمات انتفض الشعب بكل أطيافه وازدحمت الميادين وسمعنا من قادة الجماعة الإرهابية أنه لا تنازل عن الحكم إلا بالدم وأن المشاركين فى ثورة يونيو كفار وخارجون عن الشريعة وانتشرت العمليات الإرهابية فى مصر خاصة فى سيناء. وجاء تصريح محمد البلتاجى المشهور فقد قال إن ما يحدث فى سيناء من تفجيرات سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها الحكم للجماعة.. كل تلك الأكاذيب وغيرها أثارت غضب المصريين الذين تصدوا لهم بالمرصاد ومازالت ميادين المحافظات شاهدة على الملايين الذين رفعوا شعارا واحدا (لا لدولة الملالى ولا لحكم الجماعة) وقيض الله لمصر رجالا أشاوس تقدموا لنجدة المطالب المشروعة وعودة مصر الى أحضان أبنائها بعد الاختطاف وكان البيان. الذى سمعه الناس والمهلة التى لم يستوعبوها ولم يفكروا فيها، وكانت جرائمهم المتتالية والتى راح ضحيتها العشرات بل المئات من رجال الشرطة والقوات المسلحة وعزاؤنا أنهم شهداء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وعادت مصر قوية عفية بعد حرب ضروس مع جحافل الارهاب، ووقف العالم يشدو بما حققه المصريون ويشيد بموقف القوات المسلحة والتى هى جزء أصيل من نسيج الوطن الغالى .. حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا ورئيسا.