نستكمل معارك مصر الدبلوماسية فى استعادة آخر شبر من سيناء.. فى 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية لطابا برئاسة عصمت عبد المجيد وعضوية 24 خبيراً، منهم 9 من خبراء القانون، و2 من علماء الجغرافيا والتاريخ، و 5 من كبار الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية، وعهدت وزارة الخارجية المصرية بمهمة إعداد المذكرات إلى لجنة مشارطة التحكيم والتى تشكلت برئاسة نبيل العربي، ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم فى جنيف وبعضوية كل من: من وزارة الخارجية (إبراهيم يسري، بدر همام، حسن عيسي، أحمد أبو الخير، محمود عثمان، عز الدين عبد المنعم، وجيه حنفي، أحمد فتح الله، محمد جمعة، حسين مبارك، محمود سامي، فايزة أبو النجا، أحمد ماهر، مهاب مقبل، ماجد عبد الفتاح)، من وزارة الدفاع (عبد الحميد محسن حمدي، فاروق لبيب، خيرى الشماع)، من وزارة العدل (أمين المهدي، فتحى نجيب)، من وزارة البترول (أحمد عبد الحليم، صلاح حافظ)، مفيد شهاب، يونان لبيب رزق، أحمد صادق القشيري، يوسف أبوالحجاج، سميح صادق، صلاح عامر، وحيد رأفت، محمد الشناوي، جورج أبوصعب، طلعت الغنيمي، محمد بسيوني، حسين حسونة، محمد عبد الفتاح محسن. واستعانت لجنة الدفاع المصرية بالدكتور دريك باوت فى مقابل استعانة إسرائيل بالدكتور لوتر باخت وكلاهما أستاذ فى القانون الدولى وذو خبرة دولية فى هذا النوع من المنازعات. وضمت هيئة التحكيم الدولية 5 أعضاء تمثلوا فى كل من: الدكتور حامد سلطان عن الجانب المصري، وعن إسرائيل روث لابيدوت، والثلاثة الآخرون هم: بيليه رئيس محكمة النقض الفرنسية السابق، وشندلر أستاذ القانون الدولى بسويسرا، ولاجرجرين رئيس محكمة ستوكهولم. وعقدت الجلسات مع هيئة التحكيم وبدأت بتقديم مذكرة افتتاحية مايو 1987، وكانت أول جلسة فى ديسمبر 1986، ثم تلقت المحكمة المذكرات المضادة والردود من الطرفين فى أكتوبر 1987، واتفقوا على تقديم مذكرة ختامية فى يناير 1988، إضافة إلى جولتين من المرافعات الشفهية فى مارس وأبريل من نفس العام، واستمرت المرافعات 3 أسابيع حتى صدور الحكم لصالح مصر فى 29 سبتمبر 1988 داخل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمى لحكومة مقاطعة جنيف، فى حضور وكيلى الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من الجانب الإسرائيلي، ووقع الحكم فى 230 صفحة.
وفى 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخى برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر فى أرضها، ، كما كان فى 25 إبريل 1982 حيث تم إنزال علم العدو للمرة الأخيرة فى شرم الشيخ فى جنوب سيناء ومدينة رفح فى شمالها، لينتهى بذلك 15 عاما من الاحتلال الصهيوني.
ومن المهم تدوين بعض الملاحظات وهي:
لم تستمر مصر فى القتال رغم انتصارها فى 1973 وذلك لأنها حققت من الحرب هدفها الاستراتيجى.
قبل حرب 1973 اتفقتا الدولتان المسيطرتان على زمام الأمر العالمى وهما الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة على بقاء الوضع فى المنطقة العربية فيما عرف بـ «لا سلم ولا حرب» .
وما أشبه الليلة بالبارحة فقد قامت امريكا بحرب غير مباشرة ضد روسيا فى دعمها اللامحدود لأوكرانيا عندما رأس جو بايدن امريكا، ثم تحالفتا الدولتان مع مجيء رونالد ترامب (!) فهل سيكون فى الأفق اتفاق ما حول سايكس – بيكو جديدة (!)