ونحن نسترجع من مخزون ذاكرتنا فى تلك اللحظات الفاصلة فى عمر الوطن، لابد ان نفتح أعيننا جيدا لكل ما يجرى ويدور الآن، وان نقف طويلا امام تلك الساعات العصيبة التى مرت بها مصر من الثلاثين من يونيو 2013 إلى الثالث من يوليو 2013، ساعات دقيقة وقرارات مفصلية غير مسبوقة لكنها جميعا محفوفة بالمخاطر، ولم تكن الصورة قد اكتملت أمام الجميع، كان جزء من الشعب ما زال يعيش تحت مخدر الأبالسة والأفاعى من الإخوان ومناصريهم.
>>>
وكان هناك جزء من «حراس الكنبة»، لكن الجزء الأكبر والأروع من الشعب كان قد استيقظ وعقد العزم على الخروج لإنقاذ مصر من بين انياب هذه الكائنات الفاسدة، كان المجتمع الدولي- كعادته- لا يرى إلا بأعين المرتزقة من اتباعه وكانت مصر مرتعا لمؤامرات تحاك بأيدى بعض من انتسبوا زورا وبهتانا إليها، لكن جيش مصر كان لهم بالمرصاد خلف شعب مصر حاميا وحارسا ومعينا.
>>>
كانت المؤسسة الأمنية قد بدأت مرحلة جديدة من التعافى والعمل المحترف بعد فترة عصيبة عاشتها المؤسسة الأمنية جراء مخططات أهل الشر، كان الإعلام مختطفا يملكه ويحكمه ويديره ويقدمه بعض ممن يتعاملون مع الوطن على انه فندق إذا ساءت فيه الخدمة كان البحث عن بديل قرارهم العاجل، عموما علينا ألا ننسى وعلينا أن نتعلم الدرس وعلينا ألا ننخدع بمعسول كلام بعض نهاياتهم الطرفية الموجودة بيننا.
>>>
دعونا نكمل ونستكمل مشروعنا الوطنى الذى اطلقه وشيد دعائمه فخامة الرئيس الذى ينظر إلى مصر نظرة تقديس، ويراها فى مكان يليق بها، ويعمل جاهدا على حشد الجهود لتحقيق ذلك دون كلل أو ملل،
فنظارة على مقاس الوطن ترى الصورة شديدة الوضوح، والعجيب أنها تقرأ ما بين السطور وتعرف كل التفاصيل دون أن يختفى أو يخفت أمامها العناوين الكبيرة.
>>>
أشهد كما يشهد الكثيرون أن «الرئيس عبدالفتاح السيسى » يرى الصورة على حقيقتها وكما هى دون تقعير أو تحديب، يضع الميكروسكوب أمامه ليرى بدقة كل تفصيلة من تفصيلات الحياة فى مصر، فى نفس اللحظة التى ينظر من خلال التليسكوب ليرى مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها فى نظرة واحدة، ثم يدقق النظر فى المحيطين الإقليمى والدولى وموقع مصر من هذا كله بيد أن محددات الأمن القومى هى الشغل الشاغل للرئيس حتى قبل أن يصبح رئيسا.
>>>
هذه المحددات تجمع بين السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والعسكرية فى بوتقة واحدة تحتاج من يفككها لقراءتها ميكروسكوبيا ثم يعيد تجميعها ليعيد قراءتها تليسكوبيا، لذلك عندما يتكلم الرئيس أجد فى صدى كلامه فهما ووعيا وحكمة ووضوح رؤية نادرة، لذلك جال بخاطرى اليوم وأنا أكتب هذا المقال تصور أن هناك نظارة للرئيس يرى بها الأمور.
>>>
وبهذا التعبير البيانى أتخيل أن يتم إعارة هذه النظارة لكل مسئول يجلس على كرسى فى ربوع مصر المحروسة وكذلك النخب التى تتصدر المشهد – اى مشهد مرتبط بالشأن العام – كى يرى الجميع بها ما يراه الرئيس ليسيروا فى نفس الطريق ويفهموا نفس السياق وبنفس السرعة بيد أن التناغم الفكرى والثقافى والمعرفى بات فريضة علينا جميعا، فهناك «سياقات» واضحة تخدم المسارات الأكثر وضوحا.
>>>
لابد هنا أن نؤكد على أن الجميع يرى ويعلم لكن البعض فقط هو من يحوِّل هذه المعارف والعلوم والرؤى إلى حالة فهم صحيح ووعى حقيقي، أتمنى مجددا أن يكون أداؤنا جميعا متناغما ومتكاملا وليس متنافرا لخدمة المشروع الوطنى المصرى الذى لابد واكرر لابد ان يكتمل هذه المرة بعد ان تمت عرقلته من قبل منذ محاولة على بك الكبير مرورا بمشروع محمد على باشا ثم جمال عبدالناصر والرئيس السادات،
>>>
كل هذه المشروعات الوطنية لم تكتمل وعلينا بدراسة الأسباب حتى نتلافاها ونحن بصدد استكمال مشروعنا الأضخم والذى انطلق منذ عقد من الزمان، ثانيا: علينا أن نسرع الخطى وبنفس سرعة الرئيس وقفزاته نحو المستقبل مهما كانت التحديات والصعوبات والعقبات ومهما ازدادت الغوغائية وسهام الكارهين والحاقدين، أقول للجميع «انظروا إلى مصر بعيون الرئيس» وعليكم باستعارة نظارته إذا لزم الأمر كى تروا ما يري، وفقكم الله جميعا لما فيه خير بلادنا.