في شهر مايو الماضي، افتتحت شركة “سيتا” لتكنولوجيا المعلومات، التي تزود أكثر من 500 شركة طيران بالمعلومات وتعمل على تتبع الحقائب، مركز تشغيلها الثالث على مستوى العالم.
وقد اختارت الشركة أن يكون مقر هذا المركز في القاهرة. وقد حرصت صفحة “المطار والسفر” على إجراء هذا الحوار مع نيكول هوج، مديرة شؤون الأمتعة في شركة “سيتا”، للوقوف على الخدمات التي تقدمها الشركة لقطاع الطيران.
في البداية، أكدت نيكول هوج أن شركة “سيتا” تعمل من خلال ثلاثة مراكز على مستوى العالم لتقديم الدعم الفني لمعظم المطارات فيما يخص أنظمة نقل الحقائب والأمتعة.
وأضافت أن الشركة تواصل ضخ استثمارات سنويًا لتحسين الكفاءة التشغيلية للأنظمة، مما يساهم في تقليل تكلفة الأمتعة المفقودة التي تبلغ 5 مليارات دولار سنويًا.
وأوضحت نيكول أن العديد من مطارات أوروبا لا تزال تعاني في هذا المجال نتيجة للاستغناء عن أعداد كبيرة من العمالة والموظفين ذوي الخبرة أثناء أزمة كورونا وتوقف حركة النقل الجوي.
وأشارت إلى أن الشركة قامت بتعزيز الأنظمة المختلفة للمساعدة في التغلب على هذه الأزمة، وعلى سبيل المثال نظام يعرف باسم “إعادة التوجيه”، وهو يعمل دون تدخل العنصر البشري لمعالجة النقص في العمالة، حيث يتم من خلال هذا النظام إعادة توزيع الحقائب المتخلفة على أقرب رحلة ممكنة.
وتابعت قائلة إنه على الرغم من أننا لم نعد بعد إلى مستويات ما قبل أزمة كورونا، إلا أن الوضع تحسن بشكل كبير. ولكننا نستعد من الآن لما أكدته التوقعات المختلفة من تضاعف حركة السفر جوًا عام 2040، ولدينا خطط لاستمرار تطوير الأنظمة المختلفة التي نعمل بها، خاصة وأننا نقدم حلولًا مبتكرة من خلال تكنولوجيا المعلومات لصناعة النقل الجوي.
وبيّنت أن الشركة تستخدم حاليًا نظام تتبع عالمي للحقائب “WordTracer”، وتستخدمه أكثر من 500 شركة طيران في 2800 مطار حول العالم، مشيرة إلى قيام الشركة بجمع البيانات ومشاركتها بين شركات الطيران، وهو ما يوفر رؤية كاملة لتتبع الحقائب.
وأضافت نيكول أن نظام تتبع الحقائب بدأ تطبيقه منذ عام 2007، وهو ما ساهم في انخفاض فقد الأمتعة بنسبة 67٪.
وحول إمكانية إيجاد حلول نهائية تساهم في القضاء على مشكلة فقد الحقائب، قالت نيكول إن هذا أحد أهداف شركة “سيتا”، وأن النسبة وصلت حاليًا إلى تأخر وصول 6 حقائب من بين كل ألف مسافر، على الرغم من الأعداد القياسية للمسافرين وزيادة الطلب على السفر.
وردًا على سؤال عن الدول التي تسجل أقل نسبة في فقدان الحقائب أو الأمتعة، قالت نيكول إن اليابان هي الدولة الوحيدة التي لا تسجل أي حالات فقد للأمتعة، ولكن أوروبا لديها بنية تحتية قديمة، مما يجعل تنفيذ التكنولوجيا أكثر صعوبة، بينما منطقة الشرق الأوسط لديها مطارات وأنظمة أحدث مما يساعد في تقليل نسب فقد الأمتعة.
وحول مستقبل السفر، قالت نيكول إن الدراسات أكدت أن الركاب يريدون رحلة سلسة من المنزل إلى البوابة دون الحاجة للتعامل مع العنصر البشري، وأن الشركة تعمل على تقديم تقنيات ذكية وعلامات إلكترونية للأمتعة وربط البيانات البيومترية بالحقائب، وأن شركات الطيران تستثمر في التكنولوجيا الخاصة بالأمتعة لأنها تؤثر مباشرة على رضا الركاب.
وحول المطارات التي تواجه أكبر التحديات، قالت نيكول: “نحن لا نحدد مطارات بعينها، لكن أوروبا تواجه تحديات أكبر بسبب بنيتها التحتية القديمة مع كثافة الحركة”.