..وغرور إسرائيلى.. وصبايا العنب.. و«فى نن عينى»..!
وفى مقال تحت عنوان «الهروب العظيم إلى حضن أم الدنيا» فإن الكاتب والإعلامى العمانى سعود الفارسى تحدث عن اللاجئين الجدد الذين توافدوا على مصر أثناء الحرب الإيرانية – الإسرائيلية وكيف استقبلتهم مصر وعاشوا فيها أيام الأمن والأمان.. ويقول فى ذلك: «إنها مصر يا سادة التى كلما ظننتم أنها غارقة خرجت تضحك.. وكلما حسبتموها هامشاً تحولت إلى ملجأ وما أدراكم ما الملجأ».
واختتم الكاتب العمانى مقاله بالدعاء قائلاً: «اللهم احفظ مصرنا وأهلك أعداءنا ورد كيد الحاقدين والحاسدين إلى نحورهم».
واللهم احفظ مصرنا ودولنا العربية جميعاً من حاقدين.. ومن متآمرين على هذه المنطقة العربية الذين يحاولون زرع الشقاق والفتن بين شعوبها والذين يبحثون عن ذرائع تيسر لهم إثارة النعرات الطائفية والعنصرية والقومية بين شعوبنا لتنتقل المعركة إلى بلادنا.. ولكى نهزم أنفسنا بأنفسنا من الداخل بالاختلاف وبالتباعد وبالمزايدات وبأحاديث الصغار.
وحين تفتح مصر أبوابها للجميع من شعوبنا العربية.. حين تكون مصر فى الملجأ والملاذ فإن القاهرة تمارس دورها الطبيعى عاصمة للعرب وامتداداً إستراتيجياً لكل الدول العربية.
والقاهرة التى لم تتأخر يوماً عن أداء دورها تجاه كل الأشقاء ستظل شامخة مرفوعة الهامة لا تضعفها الأزمات الاقتصادية ولا المعاناة بل تزيدها هذه الأزمات قوة لأنها دروس تمنحنا الحصانة وتمنحنا روح التحدى والقدرة على مواجهة المتغيرات والأزمات.
والقاهرة التى انتهجت سياسات عقلانية واقعية فى التعامل مع أزمات المنطقة السياسية الراهنة تدرك أبعاد ما يخطط وما يدبر وكانت أول من حذر من ذلك عندما تصدت لمؤامرة التهجير القسرى الفلسطينى إلى أراضيها.. القاهرة تحاول وتعمل على أن يكون القرار جماعياً.. والقرار عربياً.. والقرار أيضاً وجودياً..!! إنهم لا يريدون العروبة.. ولا أن تكون عربياً.. والقاهرة هى حائط الصد الأخير.
> > >
ولنتابع هذا الكلام البالغ الخطورة الصادر عن وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش وفيه يقول: «إن إسرائيل قوة عالمية ولسنا بحاجة إلى توسل السلام من أحد.. فالأمر فى مصلحتهم أكثر بكثير من مصلحتنا».
ويمضى الوزير الإسرائيلى ليقول: «لا يجب أن نكون نحن من يقدم التنازلات سواء بالتخلى عن الأرض أو الموافقة على دولة فلسطينية إرهابية لمجرد الحصول على اتفاقيات سلام».
الوزير الإسرائيلى يقولها بكل الوضوح إنه يبحث عن استسلام عربى لإسرائيل مقابل تجنب «القوة العالمية» كما يدعى.. والوزير الإسرائيلى يصف أى حديث عن دولة فلسطينية مستقلة بأنه مرفوض لأنها ستكون دولة إرهابية.. والوزير الإسرائيلى ببساطة وبكل غرور يقول إن إسرائيل ستفعل ما تريده فقط..!! والكارثة والمصيبة أن هناك من يرددون نفس مفاهيمه فى عدد من العواصم العربية الآن..!! كلهم باتوا يتجنبون الصدام مع إسرائيل.. أقصد مع ترامب..!
> > >
وأحدثكم عن دبلوماسية «الكشرى».. عن العالم الذى يبحث عن طبق الكشرى فى القاهرة.. ووزيرة الخارجية النمساوية التى توجهت إلى مطعم للكشرى وقامت بنفسها بتحضير طبق الكشرى وسبقها فى ذلك 47 سفيراً خاضوا نفس التجربة ومنهم وزير خارجية إيران وأيضاً مستشار الرئيس الأمريكى ترامب..!
والكشرى كان موجوداً فى الحرب الإيرانية – الإسرائيلية وكاد يسبب أزمة عندما ظهر الكشرى على هيئة صاروخ وكأنه تعبير عن صاروخ إيرانى موجه ضد إسرائيل وانعكاساً للتعاطف الشعبى مع إيران.
والكشرى الذى أصبح حديث العالم قد يكون سبباً وطريقاً إلى التفاهم والحوار وحل كل المشكلات من خلال «قعدة كشرى».. وبدون «شطة».. الدنيا «مولعة» من غير حاجة..!! وإذا نجح حوار ومفاوضات الكشرى يحصل «أبوطارق» على جائزة نوبل للسلام..!
> > >
.. ومازالت الدموع فى أعيننا حزناً وألماً على «صبايا العنب».. فتيات قرية «كفر السنابسة» اللاتى كن فى طريقهن «لقطف العنب» فى مدينة السادات بالمنوفية عندما كان مصيرهن الموت فى حادث مرورى.
ومشهد تشييع جثامين 18 فتاة إلى مثواهن الأخير كان مؤثراً.. كان محركاً لكل المشاعر.. فهؤلاء الصبايا كن يحلمن باليوم الموعود.. بالزفة والعريس والحياة الهادئة بعد رحلة التعب والكفاح.. هؤلاء الصبايا شهيدات لقمة الخبز.. هن مجاهدات فى سبيل الرزق.. هن الصورة الحقيقية لقصص الكفاح بعيداً عن أضواء المدينة.. وعن فتيات الساحل.. و«التيك توك»..!
هن البراءة التى نغتالها كل يوم ثم نترحم على أنفسنا..!! ربنا يرحمهن ويكتب لهن حياة هانئة فى جنة النعيم والخلود.
> > >
وهذا هو حال الدنيا.. صغيرات يذهبن للكفاح من أجل بضعة جنيهات ضئيلة.. وأطفال يموتون فى العراء وهم يبحثون فى غزة عن وجبة طعام.. وناس تتزوج فى حفل أسطورى يتكلف 50 مليون دولار.. وناس بترقص وتغنى وتحرق ورقة المائة دولار لإشعال السيجار..!! دنيا فيها كل شىء.. ولهذا فهى دنيا..!!
> > >
وأخذكم إلى وردة.. والأغانى الحلوة.. وحنين.. و«آه يا ناعسه وخبرينى يابوى اللى غربنا مين.. واللى توهنا مين.. آه يانى من طول السنين، لوحد بينسى روحه أنا كنت نسيت هواك، لو قلب بينسى حبه أنسى الحياة معاه، يا زمانى والأمانى آه يا اللى مالكش تانى ولا حبى الأولانى.. وشــايلاك فى نن عينى يا عينى واللى بينك وبينى أشواق.. كل الأحبة وحنين المحرومين.. وآه يانا من الحنين.. ويا وردة القلوب.. شايلينك فى نن العين.. وحنين بيزيد يوم بعد يوم».
> > >
وأخيراً:
>> أعمارنا الحقيقية هى التى نقضيها بقرب من نحب.
>> ولا يدرك الإنسان ثقل بعض الكلمات حتى توضع على أكتافه.
>> وأيامك الماضية لن تتكرر مرة أخرى، فافعل ما يسعدك وريح بالك.
>> والشخص الوحيد الذى يبقى مستمراً فى دعمك
حين يتوقف الجميع عن ذلك هى أمك.