بكل المقاييس والحسابات، وبعد مرور اثنى عشر عامًا، يتأكد لنا أن 30 يونيو ثورة شعب وحكمة قائد، أعادت لنا الوطن مرة أخرى، وانقذته من كوارث بالجملة، هذا واقع ملموس لا بد أن نعلمه جيدًا بأنها كانت طوقًا للنجاة، فقد وضحت الرؤية أمامنا كاملة بعد إزاحة الستار ومعرفة عمق التربص بنا، والنوايا الخبيثة التى يحملها لنا الاعداء بالتعاون مع الجماعة الإرهابية والدول التى ترعاها، هؤلاء الأشرار جميعا امتلأت صدورهم لمصر وشعبها بكل أنواع الكراهية والحقد، واصرارهم البغيض على تركعينا وتدميرنا وطمس معالم هويتنا المصرية تمامًا، نعم هذا هو المخطط الذى سعى إليه أهل الشر منذ البداية، لكن هيهات فقد كان الشعب لهم بالمرصاد وأسرع بالإلتفاف حول قيادته وقواته المسلحة وشرطته الباسلة، ونجحوا بامتياز فى احباط كل هذه المحاولات الدنيئة اليائسة يوم 30 يونيو المجيد.
إن الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو تأتى لتحمل معها آمالًا جديدة لجموع المصريين وطموحات واسعة تتحول إلى واقع ملموس يشعر به كل المواطنين ويتأكدون أن الدولة تبذل قصارى جهدها لرفع مستوى معيشتهم.
حقًا.. إن الحدث جاء عظيمًا والإرادة كانت قوية بل وفولاذية ففى مثل هذا التوقيت قبل 12 عاما، خرج الملايين من الشعب المصرى إلى الشوارع والميادين يعلنون رفضهم لحكم فاشى ديكتاتورى سيطرت عليه منظمات إرهابية لا تعرف إلا نفسها، ومن هنا اقول لجميع المصريين.. إفتخروا دائمًا بعظمة ونبل ثورة 30 يونيو المجيدة، الثورة حررت الدولة المصرية من حكم إرهابى يحمل أفكاراً مسمومة بغيضة، الثورة التى تحطم على صخرتها مشروع تقسيم الشرق الأوسط الذى خطط له الخونة أفرادًا ودولاً وفقًا لأهوائهم الشخصية للسيطرة على المنطقة بأكملها.
لا شك أن ثورة 30 يونيو مهدت الطريق لبناء دولة حديثة تستطيع اللحاق بركب التطورات العالمية، من هذا المنطلق نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تلك الفترة الانتقال بمصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة واستقرار مؤسساتها إلى مرحلة البناء الشامل من مشروعات قومية عملاقة وعلاقات دولية كبيرة، هذا هو الهدف الأساسى للرئيس منذ توليه مسئولية قيادة البلاد كما نجح فى الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة واستعادة مكانتها الدولية وهو ما يتطلب عملًا وجهداً متواصلين، وهذا مايحدث على أرض الواقع حتى وقتنا هذا.