«قال، النائب البرلمانى طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب، وعضو حركة تمرد وقت ثورة 30 يونيو فى العام 2013، إنه على الرغم من مرور سنوات طويلة على قيام ثورة 30 من يونيو، إلا أن الذاكرة تحمل الكثير من الذكريات والمواقف والمشاهد، وكأنها حدثت بالأمس، خاصة أن الطريق الذى كان مرسوما، هو حصار وتدمير مصر فى فترة حكم جماعة الإخوان».
وأضاف «الخولي»، فى حوار مع «الجمهورية»، أن مصر المصريين انتصرت فى معركة البقاء، وأنقذت الدولة المصرية، التى كانت على شفا الانهيار، بفضل إرادة المصرية وجيشها القوى وشرطتها القوية ودعم المؤسسات الوطنية، وقيادة قائد وطني، هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى نجح فى قيادة الوطن، فى توقيت صعب، وتم افشال أخونة الدولة المصرية، وتعطيل بقاء الجماعة الإرهابية فى الحكم.. وقال، طارق الخولي: «فى هذه المناسبة، نتذكر شبابنا وكبارنا، من المدنيين والعسكريين وأبناء الشرطة الأقوياء، الذين حموا الوطن، وقدموا أرواحهم فداء لأن يبقى قويا، وهذا ليس غريباً، على عقيدة المصريين، بالتضحية من أجل الوطن، وهذا نص ما دار معه من حوار، فى هذه المناسبة العزيزة على كل مصري».
>> بداية .. ماذا لو لم تكن ثورة 30 يونيو فى العام 2013؟
بالرغم من مرور سنوات طويلة على قيام ثورة 30 من يونيو، الا أن الذاكرة تحمل الكثير والكثير من الذكريات، وكأنها حدثت بالأمس، والحقيقة أن الطريق الذى كان مرسوما لمصر من العديد من الأطراف التى تكالبت على مصر فى توقيت فترة حكم جماعة الإخوان، وكان طريقا صعبا، شهدناه فى بعض الدول المجاورة للوصول إلى ما يسمى بالدولة الفاشلة والضعيفة والمتناحرة من الداخل وتضربها الطائفية والتشدد والتطرف، ولذلك «جماعة الإخوان» كانت الخيار الأمثل للقوى المعادية للوطن فى استغلالها واستغلال وجودها لتعظيم الفجوة بين أبناء الشعب الواحد وخلق عمليات تمييز ما بين ابنائه وخلق جماعة تسموا على المجتمع هى جماعة الإخوان والتى وضعت معايير لكل من يريد ان يشارك فى العمل العام لابد أن يمر من خلالها.
وبالتالى لأول مرة تشهد مصر جماعة طبقية وهذا كان أمرا شديد الخطورة، بالإضافة إلى ما كان سيحدث فى مؤسسسات الدولة، ومصر لديها مؤسسات وطنية راسخة، والمؤسسات كان سيتم «أخونتها»، من خلال إحلال قيادات هذه المؤسسسات بقيادات إخوانية من أجل السيطرة عليها ومن أجل القدرة على الدخول إلى كل مفاصل الدولة بوجود إخواني، تتمكن الجماعة من خلاله بالبقاء فى الحكم ليس لعشرات السنوات، بل لمئات السنوات، كما كان موضوعا ومخططاً له.
وكيف ترى الوضع قبل 30 يونيو وأيضا بعد الثورة؟
الحقيقة أن حالى شخصيا قبل ثورة 30 يونيو كان مريرا للغاية، وعلى المستوى العام كنت أعتصر مثلى كجميع المصريين أن يعتلى كرسى الحكم فى مصر رئيس كما وصف بأنه «دمية جماعة الإخوان»، حتى أنه اتهم بالتسريب والخيانة وتسريب وثائق هامة للدولة المصرية لعدد من الأطراف الإقليمية، وبالتالى كنت اعتصر ألما وأيضا أشعر بخوف هائل من المستقبل على مصر.
وعلى المستوى الشخصى كان الخطر قريباً جداً مني، لأننى كنت أحد المستهدفين لجماعة الإخوان لمعارضتى حكمهم وكان الاستهداف تعاظم بشكل كبير بالتهديد بالاغتيال، ورغم ذلك لم أشعر بالخوف، وبالعكس كنت شديد الإصرار على ازاحة هذه الجماعة، وبالتالى كانت أياما ثقالا ولحظات صعبة، ولكنى كنت أدرك تماما أنها لحظات مصيرية، إما أن يتم إنقاذ مصر وأبنائها، أو أن تغرق فى الظلمات لعشرات السنوات.
وبعد هذه الســنوات.. ما أهـــم مكتســبات 30 يونيو؟
أرى أن أكبر مكتسب لثورة 30 من يونيو أنها كانت ثورة الهوية المصرية، والمصريون عبر الزمان هو شعب متفرد جدا، ويعتز بمصريته ونعيش فى وطن واحد جميعا ولدينا كل مشاعر الوطن بداخلنا، ولكن فترة حكم الجماعة أخرجت من صدورنا كل هذه المشاعر تحت عنوان عريض ومسمى لم نعتده ولكن تم استدعاؤه، وهو مصطلح «الهوية المصرية» للحفاظ عليها وحمايتها من براثن جماعة متطرفة، جثمت على أنفاس الوطن وتخطف هويته وتشوه معالمه، والتى بنيت على مدار السنين وبالتالى أكبر مكتسب هو استعادة هذه الهوية.
والأمر الثاني، هو استقلال القرار الوطنى المصري، لأنه طبعا ندرك جميعا أن ثورة 30 يونيو، كان لها الكثير من محاولات الإفشال والاستهداف من قبل قوى دولية وإقليمية مختلفة طمعا فى استمرار حكم الجماعة من أجل تحقيق مصالح هذه الأطراف الإقليمية والدولية، ولكن المصريين رغم كل الضغوط التى لا يتحملها أحد وفوق مقدرة أى دولة أن تتحملها، إلا أن إرادة المصريين نفذت، وبالتالى هذه الإرادة المحققة كانت بناء على قرار المصريين، ومن ثم كان يمكن وضع عنوان آخر باستقلال القرار الوطنى المصري. .والأمر الثالث هو الفرصة لإعادة بناء الدولة بعد سنوات طويلة وصعبة، من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل سليم.
>> هذا يقودنا إلى سؤال حول التحديات التى تراها سياسيا، مع استمرار عملية بناء الدولة المصرية؟
أرى أن أكبر تحد أمامنا هو تدعيم البنية الحزبية للدولة المصرية، لأنه هناك أحزاب تقدم نماذج قوية ومحترمة فى بناء المؤسسسات الحزبية والكيانات السياسية، ولهذا يجب أن يكون ذلك أحد الأهداف الوطنية الرئيسية للدولة المصرية ككل، من أجل الحفاظ على هوية الدولة المصرية، لأن الإخوان دائما ما يعولون بعودتهم بعد عشرات السنوات ليقفزوا على الحكم مرة أخري، إذا كان هناك فراغ سياسى وعدم وجود قوى حزبية كبيرة، ولولا هذا ما وصلت جماعة الإخوان للحكم أبداً..والأحزاب، فى هذا التوقيت، لم تكن قوية ولم تكن قادرة على المنافسة، وبالتالى أرى دائما من الزواية السياسية، أن هناك تحديا رئيسيا فى القدرة على تدعيم وبناء البينة الحزبية للدولة المصرية، وبما يحافظ عليها من أن يقفز عليها فى أى وقت من الأوقات أى قوى لا تؤمن بالهوية المصرية.
وكيف ترى مواجهــــة مصــر للإرهاب ما بعد 30 يوينو؟
> الحرب على الإرهاب، هى واحدة من أسمى الحروب فى تاريخ الدولة المصرية، وتنضم إلى قائمة انتصارات الدولة المصرية التى دائما هى فى عقيدة أبنائها، أن يموتوا فداء للوطن، وعلى مدار هذه الحرب الصعبة ضحى شباب فى مقتبل العمر من بين صفوف الجيش المصرى القوى والشرطة المصرية العظيمة وحتى من المدنيين قدموا أرواحهم فداء للوطن فى هذه الحرب.
وهذه الحرب كانت حربا مريرة، وهى ليست كحروب الجيوش وإنما هى حرب لبشر اعتادوا ولم يعرفوا معنى الشرف ولا المواجهة بشرف وانما «جرذان» يقتلون الناس فى المساجد والكنائس، وكنا أمام نوعية من البشر شديدة الانحطاط، وبالتالى هذا يتعاظم معه صعوبة الحرب وصعوبة المواجهة، إلا أن انتصار مصر فى هذه الحرب، ما كان ليحدث إلا بتضحيات أبنائها وهذه التضحية العظيمة التى قدمها أبناء مصر، وتحية مع ذكرى الثورة لهؤلاء الشهداء، ونتذكرهم ونعتصر ألما لفراقهم ولكن يعزينا دائما أنهم فى مرتبة الشهداء وهذه أعظم مرتبة يمكن أن يحصل عليها إنسان، ونقدم لهم تحية تعظيم وتقدير لأرواحهم التى ضحوا بها وهى أغلى ما يملك الإنسان من أجل أن تحيا مصر.
>> وما أصعب الأوقات التى مرت خلال ثورة 30 يونيو؟
أقصى لحظات التوتر والقلق كانت بتعويل الإخوان على فشل 30 يوينو، لأنه أنا كنت فى خضم العملية السياسية والحراك الثورى وكنت على احتكاك بعدد كبير من قيادات جماعة الإخوان، عبر وسائل الاعلام والشاشات لأننى كنت أناظرهم عبر هذه الوسائل المختلفة وحتى أننى تعرضت للاعتداء من قبل جماعة الإخوان وقت حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وفى هذا التوقيت كنت فى طريقى للظهور على إحدى وسائل الاعلام التى هى مقرها مدينة الإنتاج الاعلامي، وعندما وصلت اعتدوا على داخل السيارة وكانت ملكاً لهذه القناة واستطاع السائق أن يفلت منهم، ولكن فى خضام كل هذا كان المشهد العام أمامى أن هذه الجماعة ستحاول تدمير الوطن من أجل أن تبقى فى الحكم وإذا ما تمت إزاحتها فستقلب الوطن بمن فيه، فكانت تتملكنى مشاعر الرعب على بلدى خصوصا وأنى كنت قد اقتربت منهم بشدة وشاهدت ممارساتهم..وخلال مناظرتى لهم إعلاميا قبل الثورة بيوم واحد، وكان هناك توعد منهم لى ولكل من سيشارك فى ثورة 30 يونيو وتعويل منهم على أن المتظاهرين لن يتمكنوا من تحقيق أى انتصار فى هذا الحراك، فكنت شديد القلق والرعب من هذا الاحتمال المرعب بعدم نجاح الثورة، وهذا كان سيعنى ضياع مصر من وجهة نظرى والدخول فى سلسلة من الدمار والدماء ونفق من الظلمات لن نستطيع الخروج منه وهذا ما حدث فى دول الجوار، ولكن مع هذا الشعور المرعب كان هناك شعور بالايمان وبصلابة ارادة المصريين، وهم حينما يجتمعون على شيء، ينتصرون.
>> وهل تم تهديدك بشكل مباشر من قبل جماعة الإخوان وأنصارهم ؟
بالطبع فيما سبق عدد من المشاهد والتهديدات المباشرة بالاغتيال من قبل واحد من أهم أحد قيادات الإخوان، وكان هناك تهديد باغتيال وتصفية الحسينى أبوضيف، وكان واحداً من التهديدات المباشرة لكل المعارضين لهذه الجماعة، أن يتم اغتيالنا داخل التجمعات والتظاهرات، وكانوا يستخدمون دائما الترغيب والترهيب تجاه المعارضين لهم، وبالتالى كان هناك العديد من التهديدات والمواقف الصعبة التى عشناها، ولكن لم يثننى أى موقف أو تهديد فى خوض هذه المعارك والاستمرار بها، وكان لدى جزآن من المعارك، معركة على الأرض فقد كنت قبل الثورة بيومين أقوم ببعض التحركات المجنونة، وأتذكر أننى كنت وعدد قليل من زملائى أخذنا أعلام مصر وذهبنا الى ميدان رابعة العدوية، وكانت الجماعة محتشدة لعمل ميدان مواز فى محاولة لإحباط ثورة 30 يوينو، وإظهار أن الشعب منقسم، وحملت علم مصر ووقفت وحيد وسط ميدان رابعة وأمام المسجد مباشرة، وهتفت تحيا مصر وهتف معى زملائي، وأتذكر خروج جماعة الإخوان من المسجد، وكانوا فى حالة غضب، ولكن لم يكن لديهم تعليمات بالاشتباك.
وعلى الجانب الآخر كانت هناك معارك على شاشات الإعلام ومناظرات حادة وسياسية مع قيادات الجماعة فى وسائل الاعلام المصرية ووسائل إعلام إقليمية وكانت تتبطنها تهديدات ووعيد وكانت هذه لحظات عصيبه للغاية.
وكيف ترى دور الشعب المصرى فى نجاح ثورة 30 يونيو؟
لولا الشعب المصرى ما نجحت ثورة 30 من يوينو، ولولا نزول المصريين وتواجدهم فى الميادين ورغبتهم فى ذلك لما نجحت الثورة من الاساس، مهما فعلت الشخصيات السياسية والكيانات المقاومة للاخوان، لم تكن لتنجح الثورة، وقد رأينا كافة اطياف الشعب فى المشاركة وهذا الحراك العظيم الذى سيظل يذكر فى التاريخ بأنه من أكبر الثورات الشعبية التى شهدها تاريخ العالم.
وإضافة إلى هذا، وجود شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنه مع تلاحم الشعب المصرى وتنفيذ رغبة هذا التلاحم يأتى مع دعم الجيش لهذه الارادة، فكل التحية والتقدير لهذا البطل العظيم الذى انحاز، والجيش المصرى العظيم لثورة 30 من يونيو، إضافة إلى شهدائنا من المدنيين وأبناء القوات المسلحة والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم لانتصار هذه الثورة ولولاهم لما انتصرت وكذلك كل التحية والتقدير لكل القوى السياسية وكل شباب مصر الذين كانوا فى قلب هذا الحراك الثورى وخاضوا معارك قوية، لم يخشوا فيها أى تهديد أو وعيد والاجماع المصرى الشديد.
وماذا تقول «اليوم»، بعد مرور 12 عاماً على ثورة الـ30 من يونيو؟
حقيقة إنه على مدار 12 عاماً نستطيع إن نقول أن مصر انتصرت فى معركة البقاء، لأن الدولة المصرية كانت على شفا الانهيار فى ظل بعد ثورة 30 من يوينو مباشرة عمليات مكافحة الإرهاب ومحاولات خلق فوضى داخلية من قبل جماعة الاخوان، وعلى الطرف الآخر تحديات ضخمة فى إعادة بناء المؤسسات وفقا لدستور 2014.
ولكن، مصر انتصرت فى معركة القضاء على الإرهاب والبقاء صامدة، وفى بناء مؤسسسات الدولة الدستورية، إضافة إلى القدرة على تثبيت هذا المؤسسات والقدرة على العمل واتخذت مصر خطوات فى معركة البناء رغم كل الظروف الصعبة التى مرت بها.. وهنا يجب أن نوجه الشكر والقدير للشعب المصرى على تحمله فترة الإصلاح الاقتصادى الصعب وتحمل فيها المواطن المصرى عبئاً كبيراً من أجل عملية الإصلاح وأصبح المواطن المصرى على وعى ودراية كبيرة جدا، بأن الضغط على مصر «الآن»، يأتى من الجانب الاقتصادى وفى محاولة لعرقلة التقدم المصري، الأ أن الإدراك المصرى القيادى والشعبي، وقف ضد محاولة استغلال الملف الاقتصادى فى هذا الأمر ومحاولة تمرير مخطط التهجير للفلسطينيين إلى سيناء، ولكن الوعى والادراك المصرى الشديد يشكل حائط صد شديد الصلابة ضد كل هذه المخططات. ويبدو، أنه قد قدر لمصر دائما، أن تكون هى حائط الصد لكل التحديات التى تحيط بكل هذه المنطقة، وبالتالى هناك العديد من التحديات التى مازالت قائمة من بينها التحدى الإقليمى الذى يجعل جميع حدود مصر ملتهبة وكل حدودها لديها صراعات وهذا تحد كبير وغير مسبوق، ومن بينها محاولات تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين وهذا أيضا تحدى غير مسبوق، بالإضافة الى التحديات الاقتصادية التى مازالت قائمة، ولكن لدينا دائما روشتة ووصفة أصبحنا نعرفها منذ ثورة 30 من يونيو نحفظها .