وحصان «التحرير».. وأنبوبة الغاز.. و«لمست النجوم بإيديا»
من أمن العقاب أساء الأدب
ويتحدثون بفخر عن النجاح فى ضرب المنشآت النووية وإزالة خطر استخدام النووى فى المنطقة.. ولكنهم يتجاهلون أن هناك إسرائيل فى المنطقة.. وأن إسرائيل تمتلك السلاح النووى خلافًا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأن إسرائيل أيضا لم تنضم إلى تلك المعاهدة.. وأن العالم «الحر» الذى يكيل بمكيالين وبعشرة لم يدع يومًا إلى تفتيش للمنشآت النووية فى إسرائيل.
والأمير تركى الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق والرجل الذى يظهر فى الأزمات يذكرنا بوالده الملك التاريخى العروبى الأسطورى فيصل عليه ــ رحمة الله ــ كتب فى مجلة «ذا ناشيونال» يسأل ويتساءل عن العالم الذى يجب أن تسود فيه روح الانصاف وأن يترجم ذلك برؤية قاذفات القنابل الأمريكية من طراز B2 وهى تمطر وتدمر مفاعل «ديمونا» والمواقع الإسرائيلية الأخرى لإنتاج الأسلحة النووية..!
ويا سيدى الأمير.. تساؤلك فى محله.. تساؤلاتك تدعو إلى العدل والإنصاف والالتزام بالقوانين والمعاهدات الدولية.. تساؤلاتك تفترض أن هناك إرادة دولية قادرة على فرض هذه المعايير.
يا سيدى الأمير.. هناك إرادة عالمية واحدة فى العالم الآن تتمثل فى إرادة «ترامب».. ما الذى يريده.. ما الذى يسعى إليه.. وترامب هو إسرائيل وإسرائيل هى ترامب.. هل تعتقد أن ترامب سوف يضرب نفسه بنفسه..!! هناك واقع جديد الله وحده يعرف كيف سينجو منه العالم.
> > >
وفى مناسبة النووى.. لابد أن نضحك قليلاً فى أشد وأصعب الأوقات والتعليق الذى انتشر على كل مواقع التواصل الاجتماعى للسيدة الريفية التى اعتادت بث فيديوهات طريفة على هذه المواقع وهى تتحدث عن عدم خوفها من النووى.. قائلة: «شعب بيجرب أنبوبة البوتاجاز بالولاعة.. لو بقت حلوة الدنيا تمام.. لو فرقعت وجابت البيت أرض أرض يبقى الأنبوبة عاوزة جلدة.. يبقى أخاف من النووى ليه.. وعشان إيه»..! ونقول إيه.. كده عندها حق ومليون حق..!
> > >
وما دمنا لا نخاف من النووى.. فلن نخاف من القانون.. ومن آمن العقاب أساء الأدب.. والفوضى وصلت إلى ميدان التحرير وبالقرب من مبنى وزارة الخارجية القديم أحد أهم معالم المنطقة اتخذ سائق الحنطور أحد حوائط المبنى مكانًا للراحة واطعام الحصان.. وأخرج جوالاً من «التبن» وقام بإلقائه على الأرض على الأسفلت والحصان يأكل «التبن» فى الميدان آمنًا مطمئًا ومن لا يعجبه ذلك يأكل هو أيضا «التبن»..!
وما يحدث فى شوارعنا هو ترجمة لكل أنواع الفوضى التى لا مثيل لها.. ففى الشوارع وفى مداخل المدن الجديدة انتشر باعة التين الشوكى والذرة المشوى.. والبطيخ.. والمانجو.. والبطاطس أيضا إلى جانب سيارات صغيرة تقدم المشروبات الساخنة والباردة.. وكل هؤلاء فى الشارع يلقون القمامة والمخلفات ويقضون حاجتهم فى الشارع أيضا.. عينى عينك أمام أعين الجميع.. فوضى ما بعدها فوضى.. وتشويه للشوارع من كل شكل ونوع..! هذا ليس «أكل عيش» أو بحث عن الرزق.. هذا خلط للمفاهيم.. هذا تدمير وإفساد لكل شيء.. وهذه ليست قضية بسيطة.. أنها تعبير عن سلوكيات تسود وتنتشر.. ولا يوجد من يضع حلولاً أو يتصدى بفاعلية.. أوجدوا لهم أماكن خاصة وأسواقًا ليلية!! الحكاية أصبحت «بزرميط»..!
> > >
ونحذر.. نحذر من اختلال اجتماعى فى التركيبة السكانية.. أولاد الطبقة أو النخبة المثقفة التى تلقت تعليمًا يمتنعون عن الإنجاب وربما عن الزواج أيضا.. وأبناء الطبقات التى يقال عنها الكادحة يدخلون فى سباق الأرانب لإنجاب أكبر عدد من الأطفال الذين يتم توظيفهم والاستفادة منهم فى مختلف الأعمال التى تدر ربحًا وعائدات غير مرئية وغير خاضعة لأى قانون أو ضرائب..! وهؤلاء المواليد الجدد يفتقرون إلى التعليم الجيد وربما إلى التربية الحديثة.. هؤلاء يتزايدون بكثرة فى مقابل أقلية قد لا تحلم بالبقاء فى المجتمع أيضا..!
> > >
ومصر كلها تبكى شهداء الخبز.. عرائس الجنة من فتياتنا الصغار اللاتى رحن ضحايا الحادث المرورى أعلى الطريق الإقليمى.. والحادث لم يكن غريبًا وقوعه.. الحادث استمرار لحوادث مرورية لا تحدث إلا فى شوارعنا.. قيادة متهورة.. قيادة بدون إدراك لأساسيات وقواعد المرور.. استهتار ما بعده استهتار بالأرواح والبشر.. وكل قائد سيارة أو ميكروباص أو توك توك يفعل ما يحلو له على الطريق.. ورقابة اكتفت بكاميرات السرعة وتركت الشارع لصراع الجبابرة..!! كلنا نقاتل فى الشارع.. قتالاً هو فى حقيقته من أجل الموت.. ولا نتعلم أبدًا..!
> > >
ويسألنى ماذا عن الناس.. وصدمات الحياة.. ماذا عن الأصدقاء الذين يبحثون عن المصلحة فقط..! ويا صديقى ستصادف فى حياتك أشخاصًا مثل سيارات الأجرة يحملونك بود ثم يجعلونك تدفع الثمن لاحقا..! وادفع لهم الثمن مقدمًا.. وأهرب عنهم فى أول نقطة توقف وارتاح..!
> > >
وأخذكم مع العظمة.. مع مأمون الشناوى وبليغ حمدى وأم كلثوم وكل ليلة وكل يوم.. والمقطع الذى فيه تقول: كان قربك هنا وحنية وليالى جميلة هنية وطار بيا الأمل بجناحه ولمست النجوم بايديه.. وفى بُعدك يا عينى عليها الدنيا بقت مش هيه وهفضل كده يا حبيبى أستنى الليالى الجاية.. سهرت السهر فى عنيا صحيت المواجع فيه، كل ساعة وكل ليلة وكل يوم بعد ما أطمئن عليك ح يجينى نوم يا حبيبى..!
ويا عظمة على عظمة على عظمة.. لمست النجوم بإيديه..
> > >
وأخيرًا:
لكى ترتاح عليك أن تختصر فى كل شيء الكلام، المشاعر وأحيانا بعض الناس.
> > >
ولا تسمح لشخص غير راض عن حياته أن يأتى ويدمر حياتك.
> > >
وهل لهذا أنتى غامضة وواضحة وحاضرة.. وغائبة معا.