طهران أكدت أن التكنولوجيا النووية لا يمكن تدميرها
حرب الاثنى عشر يوماً التى انتهت فجأة بتصريح للرئيس الأمريكى دونالد ترامب على السوشيال ميديا حيرت كافة المحللين السياسيين فيمن انتصر ومن هزم فى ظل إعلان كل طرف من أطراف الحرب الثلاث انتصاره.. إسرائيل أعلنت انتصارها فى هذه الحرب بعد ان اغتالت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين ونجحت فى اختراق إيران من الداخل وسيطرت بمقاتلاتها على سماء طهران وتمكنت من ضرب العديد من الأهداف فى كافة أنحاء إيران وبمشاركة أمريكية وهو الهدف الرئيسى من هذه الحرب تم تدمير المنشآت النووية الرئيسية الثلاث «فوردو ونطنز وأصفهان» هكذا أعلن ترامب منتشياً فخوراً بطياريه عقب انتهاء الضربة وهللت إسرائيل فرحاً. أشاد نتنياهو بدعم ترامب بينما أعلنت إيران أن برنامجها النووى لا يمكن تدميره ولن يتوقف بعد القصف الأمريكي. نلاحظ هنا فى ظل التصريحات المتضاربة أن الهدف الرئيسى من هذه الحرب وهو تدمير البرنامج النووى الإيرانى مشكوك فى صحته وتحقيقه ويطرح فى نفس الوقت العديد من التساؤلات حول مصير هذا البرنامج بعد أن أكدت طهران أن برنامجها تعرض لأضرار طفيفة وسطحية وأن التكنولوجيا النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بأى هجوم وهنأ الرئيس الإيرانى شعبه بالنصر العظيم بعد أن قصفت إيران قاعدة العديد الأمريكية فى قطر وإعلان ترامب نهاية الحرب. نعم ..نهاية هذه الحرب كانت سعيدة لكافة أطرافها هكذا اعتبرها كل طرف والكل أعلن انتصاره فى حرب لم ينتصر فيها أحد.. فأمريكا وإسرائيل أعلنتا تدمير البرنامج النووى الإيرانى ثم اكتشفا أن الضربات الأمريكية التى استهدفت المنشآت النووية الثلاث لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووى الإيرانى وربما أدت فقط إلى تأخيره بضعة أشهر حسب ما أعلنت المخابرات الأمريكية فى تقييمها المبدئى للضربة الأمريكية فى الوقت الذى ترددت فيه أنباء عن نجاح إيران فى نقل مكونات برنامجها النووى إلى أماكن أخرى قبل قصف المنشآت الثلاث ويبدو أن هذا ما دفع ترامب ليعلن فيما بعد أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد يندلع من جديد وربما قريباً بعد أن تبين أن البرنامج النووى الإيرانى ما زال بخير وأضراره طفيفة وهو ما يعنى فشل إسرائيل وأمريكا فى تحقيق الهدف الرئيسى من هذه الحرب. إيران أيضاً رأت أن قصف قاعدة العديد الأمريكية هو ما دفع ترامب لإعلان نهاية الحرب رغم أنه كان سيناريو متفقاً عليه لدرجة أن ترامب قال ساخراً إن «الإيرانيين كانوا طيبين للغاية وسألونا إن كانت الساعة الواحدة موعداً مناسباً لقصف القاعدة» لكن يمكن القول إن إيران نجحت فى قصف العمق الإسرائيلى وصواريخها رغم اعتراض معظمها أحدثت دماراً واسعاً لم تشهده إسرائيل من قبل كما أرغمت الإسرائيليين على حياة الملاجئ لعدة أيام ويمكن القول إن هذه الحرب دارت تحت شعار «الممنوع مسموح ولكن بقدر معين متفق عليه» ليخرج الجميع من تلك الحرب رافعا راية النصر.