«أم الدنيا» هى الملاذ والأمن والأمان
لكل من يلجأ إليها
> دوماً حوادث التاريخ لا تكذب مطلقاً بل هى وثائق دامغة على كل ما يراد إثباته بحيث تبقى دليلاً لا يقبل إثبات العكس..
ومنذ فجر التاريخ «أم» الدنيا كانت هى الملاذ الآمن لكل ملهوف ولا ريب فى ذلك فقد حدثنا القرآن الكريم فى الكثير من آياته المباركة كيف كان أهل كنعان ومن حولها يأتون إلى مصر طالبين «الغوث» حين قل المطر وجف الضرع فكانت مصر عند حسن الظن بها.. وكان نبى الله يوسف الصديق هو «أمين خزائنها» فأعطيت مصر بسخاء وجادت بما عندها ومنذ ذلك الوقت صارت مصر الكبيرة هى الملاذ والأمن والأمان لكل من يلجأ إليها طالباً ذلك..
> ومن هنا حين بدأت المؤامرات تحاك بدول الجوار الشقيقة لم يجد مواطنو هذه الدول العربية الشقيقة سوى مصر ليأتوا إليها آمنين مطمئين على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وبالفعل وخلال فترة وجيزة كان العديد من الجنسيات تقيم فى معظم المدن المصرية يعاملون بمنتهى الاحترام بل إن أبناء الشعب المصرى رحبوا كل الترحاب بمن جاء إليهم طالباً «الأمن والأمان» من أشقائه العرب سواء من سوريا أو العراق أو اليمن أو السودان أو غيرها من الدول الأخري.. وتمت معاملتهم بذات معاملة ابناء البلد «المصريين» بل إن القيادة السياسية «الشريفة» كثيراً ما أطلقت عليهم لفظ «ضيوف مصر» ولم نسمع مصرياً واحداً قال عنهم إنهم «لاجئون» وهذا من حسن ما تتمتع به من أدب واحــــــــــــــترام «أم الدنيا» مصر حكاماً ومحكومين.
> ورغم الظرف الاقتصادى «الصعب» الذى تمر به معظم دول العالم، ورغم الضغوط الشديدة التى يمثلها وجود أكثر من تسعة ملايين «ضيف» إلا أن مصر التى تعودت أن تعطى وبسخاء لم تشك من الأمر وظلت على عهد الوفاء ماضية كما هو العهد بها دوماً منذ فجر التاريخ..
> وهكذا تتوارث الأجيال جيلاً بعد جيل هذا الصنيع الطيب الذى اشتهرت به «أم الدنيا» ومازالت حتى كتابة هذه السطور فما دولة غير مصر تستطيع أن تتحمل كل هذه الضغوطات رغم أنها قد تتوافر لها المقدرة المالية ولكن لم تعتد أن تكون معطاءة كما الحال عند مصر والمصريين الذين دوما يمدون يدالعون لكل من قصدهم فى أى شيء صغر أم كبر.. يجد مصر والمصريين عند حسن الظن بهم.. ولعل الوضع الحالى الذى يشهده العالم وخاصة منطقتنا العربية لهو خير شاهد على ما نقول فهناك الملايين من ابناء الجنسيات المختلفة الذين احتوتهم مصر بين جنباتها ووفرت لهم مظلة الرعاية والعناية وعاملتهم كأحسن ما تكون المعاملة رغم ضيق الحال.. ولكن هذا هو «ديدن» الكرام دوماً.. هكذا كانت وستظل «مصر بخير».