المصريون حققوا الكثير
من الإنجازات فى عدة مجالاتعلى ضوء الأحداث والتوترات التى تحدث بالمنطقة العربية والإسلامية لابد من وقفة مع النفس ومراجعة التاريخ وقراءة المستقبل للوطن والشعب المصرى.
مازالت الأطماع الاستعمارية مستمرة مع زيادة وتيرتها بوجود الرئيس الأمريكى ترامب ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وعلى رأس الصهيونية العالمية.. وهنا يجب على كل المصريين شعباً وحكومة ورجال أعمال وعلماء وباحثين التكاتف مع بعضهم البعض للدراسة والتخطيط والتنفيذ لوضع مصر المستقبل القوية.
الحق يقال إن مجهودات المصريين خلال الحقبة الزمنية الماضية والحالية حققت الكثير من الإنجازات فى عدة مجالات ولكن المطلوب هو كيف تكون مصر المستقبل قوية؟
إن القوة كما نراها فى الولايات المتحدة الأمريكية وكثيراً من الدول الأخرى ومن ضمنهم للأسف إسرائيل تتحقق من خلال قوة العنصر البشرى المؤهل علمياً وتكنولوجيا وقوة انتمائه للوطن وإنكار حب الذات لمصلحة المجتمع والدولة والوطن واستيعاب التكنولوجيات المتقدمة والمتطورة فى جميع الاتجاهات وتعميق الإنتاج الصناعى وتطوير الإنتاج الزراعى ومواجهة التحديات المتعددة التى تواجه الوطن.. وبالفعل بدأت هذه الأعمال بتعمق أكثر بمصر خلال السنوات الماضية.
نرى أهمية توعية الشباب أن الهدف الرئيسى لخريجى الجامعات والمعاهد العليا هو المشاركة فى بناء مصر وكيف نحقق جميعاً الهدف المنشود وهو مصر المستقبل القوية ولذا يجب التركيز على العمل بعد التخرج فى مجالات تحقق التنمية المطلوبة بالإضافة إلى الحصول على المال المطلوب لتحقيق معيشة ملائمة وعلى التوازى نرى أهمية تركيز الدولة على إيجاد فرص عمل إنتاجية دائمة ومستمرة للخريجين من خلال القطاعات الحكومية والخاصة.. ولن تتطور مصر إلا بالحد من تفشى ظاهرة تشغيل الخريجين فى مجالات غير تنموية ومجالات خدماتية بحثاً عن المال دون النظر لمستقبل الأفراد ومصر الوطن.. أشعر بالحزن والأسى عند رؤيتى آلاف الشباب فى أعمار الإنتاج يعملون فى مجال شركات طلبات والدليفرى والتوك توك ومنهم المئات خريجى الجامعات ووصل الأمر إلى استخدام العجل فى تنفيذ هذه الأعمال نظراً لعدم توافر رأس المال المطلوب لشراء موتوسيكل.
وبالنظر إلى الموقف الحالى فى إسرائيل وإيران والمقاومة الفلسطينية نرى وصولهم للقوة العسكرية والتخطيطية والمخابراتية الحالية من خلال الاهتمام بالبحث العلمى التطبيقى والصناعة المدنية و الحربية وتطويع العلم والتكنولوجيا فى المجال المخابراتى.
قوة الدول تقاس بنسبة العاملين فى مجال التدريس والصحة والإنتاج الصناعى والمدنى والحربى والبحوث الأساسية والتطبيقية المدنية والحربية والتكنولوجية ومقارنة بنسبة العاملين فى المجالات الخدماتية والإنشائية والإدارية والسياحية والزراعية.. تعتمد إسرائيل على العنصر البشرى الفلسطينى للعمل فى المجال الخدماتى والإدارى وتركيز العنصر البشرى اليهودى فى المجالات الأخرى التى تحقق قوة الدولة.. وتعتمد بعض الدول الغربية فى أوروبا على العنصر العربى لتنفيذ الأعمال الخدماتية وتفرغ مواطنى الدول الأساسيين للعمل فى المجال الإنتاجى خاصة على ضوء النقص المستمر فى سكان هذه الدول.
بالنظر إلى مصر ومعظم الدول العربية نرى العكس حيث يمثل عدد العاملين فى المجال الخدماتى النسبة الأعلى بالمقارنة بالعاملين فى المجال الإنتاجى المباشر.
لن تتحقق قوة مصر المستقبل إلا بتغيير هذه المعادلة ويعتمد ذلك على الحكومة ورجال الأعمال وكذلك على العنصر البشرى المصرى والأب والأم.
نرى أهمية الحد من توجيه مدخرات المصريين نحو الاستثمار العقارى والسياحى والخدماتى وإعداد الخطط والمميزات لتشجيع المصريين لتوجيه مدخراتهم نحو الاستثمار فى مجال الصناعة والبحث العلمى وامتلاك التكنولوجيات الجديدة والمتطورة ونشر المصانع والمراكز البحثية الجديدة والمطلوب إنشاؤها فوراً من خلال خطط خمسية على جميع الأراضى المصرية.. والتركيز داخل أراضى الوادى الجديد وسيوة والواحات البحرية والفرافرة والدلتا الجديدة وتشجيع وتحفيز المصريين للهجرة الداخلية الكاملة إلى تلك المناطق خاصة بعد نجاح الدولة فى إنشاء الطرق وتوصيل الكهرباء والمياه وإنشاء المطارات ووسائل النقل والسكك الحديدية الكهربائية السريعة.
مصر المستقبل القوية سوف يتحقق من خلال زيادة انتماء العنصر البشرى المصرى للوطن وتوعيته بالماضى والحاضر والمستقبل ومعرفة التحديات وأهمية المشاركة الفعلية فى تطوير الوطن المصرى وعدم الهجرة الخارجية للنابغين والمؤهلين تأهيلاً علمياً عالياً.. وعلى الدولة والحكومة ورجال الأعمال تنفيذ دورهم لبناء مصر المستقبل القوية على التوازى مع تحقيق أهدافهم المالية المباشرة وأهم هدف هو الحد من الاستثمار العقارى الترفيهى والسكنى الفاخر الذى يمتص معظم مدخرات المصريين والتوجه نحو المشروعات والاستثمار الإنتاجى الذى يحقق قوة مصر المستقبل.