عام بعد عام يتضح أهمية هذه الثورة الخالدة فى إنقاذ مصر من الضياع
عام بعد عام.. وعقد تلو عقد.. سنظل نتذكر يوم 30 يونيو المجيد.. اليوم الذى لم ولن ينساه المصريون أبداً.. إنه يوم خالد فى ذاكرة التاريخ حفر لنفسه مكاناً بارزاً وسط الأيام الكبيرة الخالدة مثل السادس من أكتوبر فهو عبور كبير بمصر إلى بر الأمان.. عبور عظيم بوطن كاد يغرق فى بحر الظلمات لكن الله كتب لهذا الوطن الحياة والكرامة والخلود.. عبور ثان عظيم انتقل بمصر من مستنقع الفتن والاضطرابات والصراعات الطائفية والدينية إلى وحدة الوطن والدين حيث النسيج الواحد والكيان الواحد والمصير الواحد.
جيلنا لن ينسى 30 يونيو لأن أغلبه أو كله هام على وجهه نحو ميدان التحرير أو أى ميدان فى أى بقعة فى مصر المحروسة بحثاً عن استعادة وطن خطفته جماعة منحلة يحكمها تنظيم خائن وقانون مريب معيب مخيف لا يعترف بوطن أو بلد أو حدود فكل الأوطان عندهم سواء مادامت فى خدمة أهداف الجماعة وتنظيمها الدولى الإجرامى الإرهابى.. ثورة 30 يونيو هى أكبر وأضخم ثورة فى تاريخ العصر الحديث.. عشرات الملايين من المصريين خرجوا من بيوتهم إلى الشوارع والميادين بحثاً عن مصر المختطفة.. مصر المحتلة.. مصر المحبوسة بأوامر مرشد وجماعة وعشيرة وتنظيم دولى لا يهمه سوى تحقيق أهدافه وغاياته الدولية بعيداً عن الأوطان والحدود والتراب المقدس الذى راح من أجل الحفاظ عليه ملايين الشهداء فى حروب مقدسة خضناها من أجل تحرير كل شبر من أرضنا الطاهرة.. مازلت أتذكر هذا اليوم الخالد بكل تفاصيله وملابساته وأسراره ودقائقه.. خرجنا فى مسيرة حاشدة من مبنى الجمهورية العريقة.. صوت الوطن ولسان الشعب وجريدة الثورة الخالدة.. توجهنا إلى شارع عرابى ومنه إلى طلعت حرب وتوقفنا طويلاً فى ميدان طلعت حرب ولم نستطع دخول ميدان التحرير الذى امتلأ عن آخره.. صرخنا بأعلى صوت.. يسقط يسقط حكم المرشد.. يسقط أوباما راعى الإرهاب.. يسقط أوباما راعى الإخوان.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وما هى إلا دقائق حتى ظهرت بشائر النصر فى سماء ميدان التحرير.. طائرات القوات المسلحة تحلق فى السماء تلقى بالأعلام على ملايين المتظاهرين فى رسالة قوية حاسمة واضحة من جانب المؤسسة العسكرية الوطنية العظيمة تؤكد خلالها انحيازها للشعب.. والوطن.. والأمة.. صرخنا بأعلى صوت.. تحيا مصر.. ويحيا جيش مصر.. ويحيا الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة والذى ظهر على الشاشات فى الثالث من يوليو وسط رموز وقادة مصر ليعلن انتهاء زمن الإخوان وبداية عصر جديد بعد تحرير الوطن من قيوده الحديدية وعودته من جديد لأبنائه الحقيقيين وهم الملايين الذين احتشدوا فى الميادين والشوارع فى كل ربوع مصر المحروسة.. وضع القائد روحه على يده وقرر التضحية بكل شىء من أجل مصر.
عام بعد عام يتضح أهمية هذه الثورة الخالدة فى إنقاذ مصر من الضياع.. انظروا من حولكم شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً.. الحروب والصراعات العسكرية الطاحنة هنا وهناك.. وتظل مصر هى واحة الأمن والأمان والاستقرار والنمو والحضارة.
وستظل وحدة المصريين هى كلمة السر فى استقرار الوطن وقدرته على الصمود والتحدى ومواجهة الصـــعاب ومنــــذ 30 يونيو 2013 وحتى 30 يونيو 2025 وإلى آخر الزمان.. والمصريون على قلب رجل واحد خلف قواتهم المسلحة الباسلة التى تحمى ولا تعتدى.. تصون ولا تخون.. تدافع عن حدودنا المقدسة وترعى مقدراتنا وتذود عن حقوقنا وتحمى أمننا القومى مهما تكن التضحيات.. ومع احتفالنا هذه الأيام بثورة 30 يونيو تزامناً مع بدء عام هجرى جديد.. تتصدر المشهد كلمات نبى الإسلام العظيم وخاتم المرسلين سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» عندما أوصى أصحابه إذا قدر الله فتح مصر بأن يتخذوا من أبنائها جنداً كثيفاً فإنهم فى رباط إلى يوم الدين.
وإذا كان النبى قد هاجر وأصحابه من مكة إلى المدينة بحثاً عن نصرة الإسلام ونشر دين الله الحنيف فى كل ربوع الدنيا.. فإن المصريين هاجروا فى 30 يونيو من دويلة الإخوان والعشيرة والجماعة.. إلى دولة العدل والحق والسلام والوحدة والتنمية والتقدم والحضارة.. وها نحن نجنى ثمار ما زرعناه فى 30 يونيو.. كل عام ومصر العظيمة الكبيرة القوية المؤثرة فى تقدم وازدهار وعبور جديد نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة.