بإخلاص
إمبراطورية السياس!
تعميم المنظومة بجميع أحياء القاهرة
هى مهنة من لا مهنة له.. تجد صاحبها تقريباً فى كل شارع خاصة الرئيسية وفى الميادين العامة وأمام المولات والسوبر ماركتات الكبرى.. كنا نعرف صاحبها من لوحة نحاسية برقم واسم صاحب المهنة.. كان ودوداً مبتسماً يتقرب منك بأدب ولا يطلب إلا المعقول أو ما تجود به نفسك.. ولكن الآن صارت تلك المهنة ظاهرة وصار صاحبها أكثر استغلالاً وجشعاً الأمر الذى معه زادت مشاكله مع المواطنين تعدت إلى حد الاشتباك بالأيدى والتهديد بالسلاح الأبيض.. وينتهى الأمر فى أقسام الشرطة والمحاكم.. مما استوجب معه وقفة من الدولة لتنظيم تلك المهنة وتقنينها.
إنه السايس أو كما يطلق عليه البعض «الركين» الذى يحتل رصيفا فى شارع أو أمام المولات ويتحكم فى صاحب السيارة عندما يريد ركنها لقضاء مصلحة.. ويحدد التسعيرة وفق هواه وإذا رفض صاحب السيارة للمبالغة فى التسعيرة تحدث المشاكل أو تحقيقا لمبدأ السلامة عليه الرضوخ حرصا على حياته، وكم من حوادث وقعت على يد السايس بطعن بمطواه لمن يعترض.. لذا كان لابد من وضع حد لتلك المهازل فكان تدخل الدولة ممثلة فى وزارة التنمية المحلية حيث تم سن مشروع قانون أمام مجلس النواب قبل بضع سنوات تمت الموافقة عليه لتقنين أوضاع هؤلاء السياس الذين يريدون ايجاد فرص عمل بدلا من البطالة أو التسول أو ممارسة البلطجة والسرقة خاصة أن كثيراً من هؤلاء بدون مؤهل وعاطل ويريد المال بأى شكل حتى ولو بفرض السطوة وممارسة البلطجة.. إلا من رحم ربى فهناك الشرفاء الذين يريدون لقمة عيش بالحلال.
الحقيقة انتظرت وغيرى من أصحاب السيارات طويلاً تطبيق القانون حتى فوجئت بخبر أثلج قلبى ألا وهو إعلان محافظ القاهرة قبل بضعة أيام تطبيق أول نظام لحوكمة منظومة السياس بساحتى انتظار عبدالمنعم رياض (1) و (2) وساحة انتظار ميدان الفلكى فى باب اللوق بهدف وضع آلية متطورة توضح للمواطن عمل السايس بشكل قانونى وتحديد قيمة الركن للسيارة بحيث تكون الساعة الأولى 10 جنيهات أى ساعة بعدها بـ 5 جنيهات.. وهذا عمل جيد لأنه عرف كلا من المواطن والسايس حقه وما له وما عليه ، ليس هذا فقط بل وضع نظام حوكمة المنظومة شكلا لجاكت السايس الأزرق الفاتح للتمييز يصعب تزويره أو تقليده لأن به قطعة نحاسية مثبتة بإحكام فى الجاكت عليه أرقام محددة وباركود تعريف للسايس والمنطقة المقيم فيها والحى كمحاولة لإعادة الشكل التراثى للنحاسة التى تميز بها السايس الرسمى قديما والذى عرفناه به وكنا نطمئن له.
صراحة المنظومة هدفها إلزام السايس المتعامل مع الشركة المتعاقدة مع المحافظة بارتداء هذا الجاكت المميز والذى بدونه لا يجوز له العمل أو يعتبر مخالفا، كما قامت المحافظة بوضع تسعيرة على باب الجراج كى يلام السايس بالتعريفة والمخالف ستتم اتخاذ الإجراءات القانونية بالإضافة إلى تخصيص خط ساخن للإبلاغ عن أى شكاوى مرتبط بغرفة عمليات المحافظة لسرعة التعامل مع الشكوى.
أتمنى تعميم تلك المنظومة بجميع أحياء القاهرة وتطبيقها أيضا فى بقية المحافظات أو فى الكبيرة بهدف تقنين أوضاع الذين يمارسون مهنة السايس، بدلا من العشوائية التى نشاهدها يوميا وتحكمات أفراد لا نعرف كنههم يفرضون أنفسهم ويقسمون الشوارع بينهم كمناطق نفوذ لا يتعدى أحدهم على الآخر حيث نرى كثيرا أكثر من سايس فى الشارع الواحد وبتسعيرة مختلفة عن الآخر تصل فى بعض الأحيان إلى ٠٥ جنيها حسب مدة وقوف السيارة بجانب الرصيف، وليس فى ساحة انتظار مثلا لأن الكثير من أصحاب السيارات يعانون انتشار تلك الظاهرة ويحتاجون إلى حمايتهم من أباطرة السايس والمبالغة فى التسعيرة رغم أن السيارة تقف فى الشمس بالساعات فى الشارع وليست فى جراج محكم وآمن بعيدا عن مخالفات المرور.
كما أتمنى من الأحياء تكثيف الحملات على هؤلاء السياس غير الرسميين وتطبيق القانون على المخالفين بكل حزم خاصة فى فترات النهار وأن يتم الكشف عن هوياتهم وما إذا كانوا من السوابق أو عليهم أحكام، كما على أصحاب السيارات الإبلاغ عن أى سايس يعمل بدون رخصة من الحى واستخدام رقم الخط الساخن أو تصوير السايس المخالف خلسة واسم الشارع كما حدث وقرأنا عن ذلك وتم القبض عليه وتقديمهم للمحاكمة، من حق أى عاطل أن يعمل عملا شريفا وعمل السايس شريف كأى عمل شريطة الالتزام بالقوانين، واعتقد أن تفعيل قانون السياس راحة للجميع وعلى أى مواطن يريد هذه المهنة أن يتقدم للجهات الرسمية بالحى التابع له والذى لا يتطلب شروطا سوى السيرة الذاتية والصحيفة الجنائية فقط، فالدولة حريصة على ايجاد فرص عمل للجميع فى إطار القانون والفرصة الآن سانحة لأى مواطن بعدما فتحت القاهرة الباب وأول من قامت بالتطبيق لتخدو تحذو محافظات أخرى.
>> وأخيراً
> تطبيق القانون راحة للجميع
> الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية.. إلى أى مدى مستمرة
> انحياز واشنطن لتل أبيب سيعود ابلمنطقة إلى الدمار الشامل.. رغم أن إسرائيل هى التى بدأت بالاعتداء على إيران
> بدأت امتحانات الثانوية العامة.. اللهم وفق كل الأبناء
> إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج.. سبحان الله
> وفاة فتاة برازيلية فى تركيا أثناء إجراء عملية تجميل.. أثارت ردود أفعال غاضبة.. سبق أن حذرت من عمليات التجميل فى مقال سابق.