نجحت إسرائيل فى جر أمريكا
إلى ضرب إيران
قامت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بالاعتداء على إيران وضرب منشآتها النووية لنزع امكانية تصنيع أسلحة نووية منها ظناً أنهما قادران على فرض السلام بالقوة المفرطة وتفعيل قوانيين الغاب فى عالم مجنون.. مجنون وأصبح فيه المعتدى هو الفريسة كما زعم مسئول بريطانى أخيراً وأعطى الحق لإسرائيل فى الدفاع عن نفسها رغم أنها من بدأت بالحرب وتبعد إيران عن إسرائيل أكثر من 1500 كيلو متر.
وتحول مجلس الأمن بتأثير استخدام حق الفيتو من جانب الولايات الأمريكية ومناصريها من الدول العظمى الى نوع من ألعاب الذكاء الاصطناعى فالمعتدى يهرب من العقاب باستخدام حق النقض والضحية مطلوب منها الاستسلام والرضوخ للاعتداء ولا يهم هل يتأثر البشر القريب من منشآت إيران النووية بتسرب أشعاعى أم لا طالما بعدت المسافة عن الدول الفاعلة فى عالم ينادى فيه الجميع باحترام الإنسانية دون قصرها على بشر دون الآخر وهذا ما حدث مع الفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم من أرضهم.
ذاق الإسرائيليون مؤخراً من نفس الكأس عندما بادلت إيران إسرائيل الضرب بالصواريخ الباليستية ودمرت منازل وشعر آخرون بالخوف والهلع وفروا الى أراض آمنة فى قبرص وغيرها خوفا من الموت أو الإصابة ولم يضعوا فى الميزان أن قوة جيشهم المفرطة وأنواع التنكيل التى مورست ضد الفلسطينيين العزل بالقتل والتجويع والتعطيش والإبادة الجماعية هى التى رفعت أعداد الشهداء إلى 60 ألف شهيد و200 ألف جريح ومفقود. وأقول إن الإنسانية لا تتجزأ فى غزة أو الضفة الغربية وإسرائيل وكلهم أحفاد آدم.
وخرج الرئيس الأمريكى ترامب منتشياً يتحدث إلى العالم بقولة إنه نجح فى انتزاع القنبلة النووية من إيران بضرباته القوية وطائراته الاستراتيجية والتى دكت مواقعها النووية فى فوردو ونطنز وأصفهان بعد أن كانت قريبة من صنع قنبلة نووية بعد عدة أسابيع وتناسى أن العالم أصبح قرية واحدة والتكنولوجيا أصـــبحت متاحـــة للجميــــع وأن السلام لا يفرض بالقوة.
ونجحت إسرائيل بعد محاولات عدة فى جر أمريكا الى ضرب إيران ولم تخش من احتمالية انضمام اطراف اخرى الى هذه الحرب لتصبح حرباً إقليمية أو عالمية ولم ينس ترمب أن يشير إلى أن وقت السلام بدأ وأن منشأة فوردو الإيرانية شديدة التحصين رحلت إلى الأبد.
وفى رأيى ما كان لإيران أن تدخل هذه الحرب بمخابرات إيرانية مخترقة من الداخل مما ترتب عليه قتل الكثير من العلماء والقادة العسكريين الايرانيين فى بداية حربها لدرجة أنها أوقفت استخدام الانترنت لقطع الاتصالات بين الخونة فى الداخل والذين كانوا يمدون اسرائيل بإحداثيات الأهداف بكل دقة ووصل عدد من تم القبض عليهم اكثر من 30 فرداً فى 3 محافظات إيرانية وما خفى سيكون أكثر.
نحن فى عالم مجنون لم ينعم بلحظة سلام منذ الحرب العالمية الثانية حيث فصلت القوى الكبرى المؤسسات الاممية حسب مقاسها وأهدافها ومزاجها ليستمر العالم مقسماً بين الاغنياء والفقراء الكبار والصغار الشرق والغرب والشمال والجنوب فهل يعاد تقسيم العالم على أسس أكثر عدالة لينعم الجميع بالأمن والسلام.