«CIA»: الهجوم أدى إلى تأخير البرنامج بضعة أشهر فقط
كتب : عبير حسين
أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فخره بالتوصل إلى وقف اطلاق النار فى الشرق الأوسط بموافقة إسرائيل وإيران، فى كلمة خلال مؤتمر صحفى أثناء مشاركته فى قمة حلف شمال الاطلسى «ناتو»، المنعقدة حاليا فى لاهاى بهولندا.
أشاد ترامب ـ حسبما نقلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية ـ بوقف اطلاق النار ووصفه بـ «الجيد جدا»، وأكد نجاح الضربات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية، معربا عن اعتقاده بأنه تم القضاء بالكامل عليها ولم تتمكن طهران من نقل أى مواد بالداخل، حيث إنه لم تتح لها الفرصة لذلك بسبب التحرك الأمريكى السريع.
وأوضح أنه كان من الصعب نقل مثل هذه المواد إلى خارج المواقع النووية لأنها خطيرة جدا، مشيرا إلى أنه لو لم تدمر هذه المنشآت النووية لما وافقت الحكومة الإيرانية على وقف اطلاق النار.. وردا على سؤال حول التهديدات الإيرانية بمواصلة تخصيب اليورانيوم.. قال الرئيس الأمريكى «إن آخر ما يريدون فعله هو التخصيب فى الوقت الحالي، إنهم يريدون التعافى كما أننا لن نسمح بحدوث ذلك.
من جانبه أشاد السكرتير العام لحلف شمال الاطلسى «ناتو» مارك روته ـ خلال المؤتمر الصحفى بنجاح ترامب فى التوصل إلى وقت لاطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واعتبر أن هذا الاتفاق كان ضروريا للعالم بأكمله، كما وصف الرئيس الأمريكى بأنه «رجل سلام».
حيث قال روته: إن الولايات المتحدة الأمريكية قضت على القدرات النووية لإيران من خلال الضربات التى نفذتها وهو ما كان أمراً ضروريا.
الضربة الأمريكية كانت محل جدل وخلاف في واشنطن نفسها فقد قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث،أن الضربات الأمريكية التى استهدفت المواقع النووية الإيرانية كانت «مثالية»، وأن ما يتردد خلاف ذلك هو مجرد تكهنات مدفوعة باعتبارات سياسية.
وفى كلمة له خلال مؤتمر صحفى عقد فى قمة حلف شمال الأطلسى «ناتو» المنعقدة حاليا فى لاهاى بهولندا، قال هيجسيث إن التقرير الاستخباراتى الذى يشير إلى أن الأحداث الأخيرة نجحت فقط فى تأخير البرنامج النووى بضعة أشهر، هو تقرير مبدئى ولا يمكن الوثوق فيه.
أضاف هيجسيث قائلا «إن الأضرار التى لحقت بالمواقع النووية جراء الضربات الأمريكية كانت متوسطة إلى شديدة، ونحن نعتقد أنها على الأرجح كانت شديدة ومدمرة».. وفى تقييم أولى كشفت المخابرات الأمريكية أن الضربات العسكرية التى استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووى الإيراني، وربما أدت فقط إلى تأخيره لبضعة أشهر.
ونقلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية عن مصادر مطلعة أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يدمر وأن أجهزة الطرد المركزى سليمة إلى حد كبير.
لكن البيت الأبيض اعتبر هذا التقييم بأنه خاطئ والهدف من تسريبه هو تشويه سمعة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.. وفى طهران قال الرئيس الإيراني، مسعود بازشيكان، إن بلاده لم تكن يوما من بدأ الحرب، لكن يجب أن تبقى البلاد مستعدة وقوية للتصدى لأى عدوان يهدد سيادتها.. وأضاف بزشكيان ـ حسبما أفادت قناة «العالم» الإيرانية، أن إيران كتبت فى الحرب ضد إسرائيل صفحة جديدة من الشجاعة والعزة وتضامن الشعب والقيادة.
أكد وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي، أن «إيران أظهرت مقاومة قوية للغاية فى مواجهة إسرائيل» ولن تتراجع عن حقها فى تخصيب اليورانيوم، مشيرا إلى أن الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة «زادت من عزيمة طهران على مواصلة برنامجها النووي».
وفى تصريحات نقلتها قناة «العالم» الإيرانية، علق عراقجى على اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن «الشرط الأساسى لنجاح الاتفاق هو قدرة إسرائيل على الالتزام بما تقترحه»، متسائلًا ما إذا كانت الخلافات الداخلية فى إسرائيل ستؤثر مجددًا على تنفيذ وقف الحرب، كما حدث فى السابق.
أوضح عراقجى أن إيران لم تبدأ الحرب، بل كانت فى موقع الدفاع، وأنها ستواصل الرد بالمثل على أى اعتداء يستهدف سيادتها أو وحدة أراضيها، معتبرا أن دخول الولايات المتحدة فى الحرب يمثل دليلاً على «فشل إسرائيل فى الصمود أمام إيران».. أضاف: «أن تصورهم كان أن إيران ستعلن الاستسلام فور تدخل أمريكا، لكن ردنا الحاسم بصواريخ «خيبرشكن» أوقف اندفاعهم، ودفعهم لطلب وقف إطلاق النار عبر وسطاء»، مؤكدا أن قبول إيران وقف الحرب جاء للحفاظ على «التفوق الأخلاقى والمعياري»، ولترسيخ نهج جديد يستند إلى القيم الإقليمية والإسلامية.