الرئيس الأمريكى أنجز ما لم ينجزه سابقوه !
حكام إيران أبلغوا واشنطن أنه لا كلام ولا سلام .. ثم .. ثم .. أصبحوا جميعًا «كالسمن على العسل» !
الغريب أن القضية الفلسطينية تعقدت أكثر بعد صفقة إيران
واستشهد 39 واحدًا واحترق سبعة جنود إسرائيليين فى نفس التوقيت
فى بعض الأحيان أبحث عن وقائع وقصص فلا أجد علما بأن الحكايات المفبركة تملأ الشوارع والمجلات والمدارس والجامعات لكنى امتنعت عن هذا النهج فى بداية رحلتى الصحفية وبالتالى أصبح توجهى وأنا فى هذه المرحلة ضربا من ضروب المستحيلات.
وللأسف أكتشف بين كل يوم وآخر أن كتابا كبارا ومقدمى برامج تليفزيونية بلغوا من العمر أرذله ويعرضون على شاشاتهم قصصا وحكايات مضى عليها سنوات وهم يتعاملون معها كأنها وقعت بالأمس.. المهم ما أود أن أقوله أن كل سطر تقرأه فى مقال من مقالاتى هو من صنع عقلى أو كما نقول بلهجتنا العامية «عرق جبيني» وفى جميع الأحوال القضية التى تسيطر على العالم وبالأخص مصر والدول العربية هى قضية النزاع بين الإيرانيين والفلسطينيين وبين أمريكا وإسرائيل وعلى رأسهما دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو.
والآن اسمحوا لى أن أطرح عليكم سؤالا مهما:
السؤال يقول: هل كان أحد منكم يتوقع أن تنتهى الأزمة أو الأزمات بين أمريكا وإيران على هذا النحو الهادئ أو البارد وهما اللتان ظلتا تملآن الدنيا صياحا ووعيدا وتهديدات لدرجة أن كثيرين منا كانوا لا يعرفون الليل من النهار كل ما هنالك أن تتبدد الأحلام ويطيح البرق بالبسمات..
أما وأن يأتى الرئيس ترامب ليقول هذه التصريحات المفاجئة بأن إيران لن تحارب.. إيران لن تصنع قنبلة نووية.. إيران من حقها بيع نفطها دون إلغاء العقوبات ضدها.
إيران.. إيران..
حتى الإيرانيون أنفسهم بدوا وكأنهم استردوا أرواحهم من جديد فلم يذوقوا للنوم طعما وأخذوا يجوبون الشوارع وهم يغنون ويرقصون ويهللون..
على الجانب المقابل ليس من السهولة بمكان أن يصل الرئيس ترامب إلى هذا الحد خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة والقصيرة جدا.
>>>
وغنى عن البيان أن السؤال يجلب سؤالا آخر..
ولماذا الإيرانيون تحل مشكلتهم بهذه السهولة بينما الفلسطينيون مازالوا يتألمون ويتوجعون؟!
نعم.. لقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنه صبيحة اليوم التالى للإعلان عن وقف الحرب بين إيران وإسرائيل قصفت الطائرات الإسرائيلية الفلسطينيين وهم ينتظرون المساعدات الإنسانية.. أو يحتمون بغرف العناية المركزة مما دفعهم لأن ينصبوا كمينا لدورية إسرائيلية يقتلون سبعة ضباط ونحن جميعا نعرف كيف يوجع قلوبهم قتل جندى واحد من جنودهم!
>>>
على أية حال.. إذا لم يتم اتخاذ خطوات إيجابية لحل المشكلة الفلسطينية «فكأنك يا أبوزيد ما غزيت».. ويستمر أصحاب القضية الأساسيون يدورون فى حلقة مفرغة لا أول لها ولا آخر.. ولعل هذا ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى محذرا من توسعة رقعة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط..
وغنى عن البيان أن كل ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى وأيضا كل ما نصح به.. وكل ما أسفرت عنه الاجتماعات التى عقدها ومازال يعقدها.. مع زعماء العالم.. هى التى تدفع بالأمور دفعا للأفضل والأحسن وهى التى سهلت عمليات التفاوض بين أمريكا والإيرانيين وإن شاء الله يسير الجميع على نفس الخطى وهم يمسكون بأطراف الخيط حتى ولو فى اليوم مائة مرة ومرة.. إذ يمكن القول إن المسائل أصبحت واضحة ومن يرفض اللحاق بركب السلام سيدفع الثمن غاليا بالضبط مثلما فعل الفلسطينيون فى أنفسهم عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد وها هم مازالوا متجمدين قبل أولى درجات السلم حتى اليوم.. والله أعلم متى سيعاد ترتيب الأوراق مرة أخري..؟!
واستنادا إلى كل تلك المعلومات فسوف يظل العالم حائرا أمام الساعات الأخيرة من اللقاءات بين أمريكا وإيران حيث أبدى الإيرانيون سخطهم وعبروا عن غيظهم وغضبهم ووصل بهم الأمر إلى أن قالوا فى الليلة السابقة على الملأ لترامب:
اذهبوا أنتم فى طريق ونحن فى طريق ليفاجأ القريب منهم والبعيد وهم يحتضنون بعضهم البعض وكل فريق يتحدث مع الآخر بكلمات دافئة وودودة ليس هذا فحسب بل أصبحوا كما نقول بلهجتنا العامية «كالسمن عالعسل».!
وبالفعل قال جيش إسرائيل صباح اليوم التالى لإعلان ترامب بأن طائراتهم قتلت 39 رجلاً وامرأة وطفلاً فى الساعات الأولى من صباح إعلان وقف الحرب فى نفس الوقت الذى نصب فيه كمينا مما أسفر عن مصرع سبعة جنود إسرائيليين بينهم ضابط وطبعا نحن جميعا نعرف إلى أى مدى يتأثر الإسرائيليون بموت أى شخص من جنودهم رجلا أو امرأة.
>>>
الآن.. فلنتوقف عن الحديث عن الحرب والمحاربين لنلتقط الأنفاس قليلا وأقول لكم مازحا.. تصوروا سندوتش الفول بلغ متوسط سعره 10 جنيهات.. وهذا السندوتش يعتبر وجبة رئيسية أو شبه رئيسية لدى غالبية الشعب المصري.
>>>
أيضا.. هذه نقلة من مكان إلى مكان فبعد أيام سوف يتم زفاف حفيدتى لجين التى أتذكر أنه يوم ولادتها كنت متوترا وكل ما يشغل بالى المثل المصرى الصميم «أعز الولد ولد الولد»..
>>>
وتمر الأيام وتلتحق لجين بالجامعة الأمريكية وتحصل على بكالوريوس فى الإعلام وها نحن نستعد لنحتفل بها وبعريسها وندعو لهما بالخير والسعادة..
ألف مبروك.. ألف مبروك..
>>>
فى النهاية تبقى كلمة وإن كانت تنطوى على سطور حزينة نظرا لإيمانى بالله سبحانه وتعالى الذى خلق السعادة والحزن والخبيث والطيب ما ذكرت هذه الكلمات وقد لبى نداء ربه أمس زميلى وصديقى وأخى الكاتب الصحفى الكبير محمد عبدالمنعم الذى يعد نموذجا للعلم والأخلاق والمهنية والشجاعة.. لقد زاملته ونحن داخل مصر وخارج حدودها فكان نموذجا للنقاء والصدق والصحبة الطيبة.
و»إنا لله وإنا إليه راجعون»..
>>>
و.. و.. شكراً