أعلن الرئيس الأمريكى ترامب انتهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية وكأنه حمامة السلام وليس طرفا فى الحرب.. بل أن أمريكا بقيادة ترامب ضربت المفاعل النووى الإيرانى.. وإيران ضربت القواعد الأمريكية فى الخليج والضربتان متفق عليهما مسبقا.
وخلال أيام سنسمع الدعاية الأمريكية ـ الصهيونية تطالب بجائزة نوبل للسلام لترامب الذى اعترف منذ أيام قليلة أن أمريكا والصهيونية وراء كل الأحداث والحروب الأخيرة حتى أنه اعترف فى تدوينة بأن أمريكا وراء تمويل سد النهضة!!
بعيدا عن هذا كله لابد أن نشير إلى عدة دروس مهمة من هذه الحرب المنتهية بغض النظر عن أنها تكاد تكون مسرحية متفق عليها مسبقا.
لعل أول الدروس أن الكيان الصهيونى تم فضحه فى كل مكان وعرف العالم كله أنه كيان أكذوبة ومجرد دعاية صدقها.
ثانى الدروس أن العالم كله فضح الصهاينة وغيرهم وهم يدعون كذباً حرية الرأى والإعلام عندما صدرت القرارات المتتالية هنا وهناك بعدم استخدام الموبايلات أو التصوير فى مواقع الأحداث أو الإعلان عن الخسائر.. وانكشفت أكذوبة حرية الرأى وحرية الإعلام هنا وهناك.
ثالث الدروس أن أمريكا الصهيونية مازالت تسير على الدرب وأن المهمة الرئيسية لأمريكا هى حماية الكيان الصهيونى وأن ادعآء الديمقراطية أكذوبة فترامب.. مثلا.. صاحب قرار ضرب إيران دون العودة لقيادة الجيش الأمريكى أو وزير الدفاع.. باعتراف الوزير الأمريكى.
رابع الدروس: أن العلم هو السلاح القوى فى كل الحروب وأن العلم والعلماء هم العمود الفقرى لأى أمة لذلك كان هدف الضربات هنا وهناك هو المواقع العلمية والعلماء.
خامس الدروس: وهو الدرس الأول فى كل حرب قول الله سبحانه وتعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» فالقوة والاستعداد بالقوة هى السلاح الأول والأعلى وقبل كل شىء.
سادس الدروس: أن الإنسان.. الجندى والضابط والقائد وصاحب القرار هو السلاح الأول والأهم وإعداد الإنسان هو الهدف والركيزة الرئيسية وليس الذكاء الاصطناعى لأن أخطاء الإنسان مهما كانت أقل خطورة من أخطاء الذكاء الاصطناعى.
سابع الدروس: أن من يعتمد على غيره هو الخاسر مهما كان الثمن .. وأن الحماية الرئيسية لأى دولة هى نفسها وليس غيرها وأن القواعد الأمريكية فى أى دولة وبال على هذه الدولة ولا تحقق أدنى استفادة.
ثامن الدروس: هو أن نهاية الكيان الصهيونى اقتربت حيث كشفها رجال حماس فى 7 اكتوبر ثم فضحها الرد الإيرانى طوال عشرة أيام والهروب الصهيونى خارج أرض فلسطين المحتلة.. وفضح الأكاذيب الصهيونية على مستوى العالم كله.
تاسع الدروس: أن رؤية مصر الحقيقية كانت ثاقبة وواعية ولديها القدرة على أى مواجهة.
عاشر الدروس: واعتقد أن الدرس الأهم أن الدول تسقط من الداخل وليس بقوة السلاح الخارجى.. فالضربات الصهيونية لإيران كانت قوية بفعل الخيانة والتعاون مع العدو والجاسوسية مهما كانت أسباب الخيانة ومبرراتها.. وهذا الدرس بالذات يجب أن نعى له أن الحرب على جبهتنا الداخلية أصبحت شرسة سواء بالحرب ضد الأخلاق أو ضد الدين وضد القيم ليكون مجتمعا هشا ضعيفاً.
معركة الوعى مستمرة!!
نسبة الطلاق فى مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة متزايدة ونسبة الخلع فى الطلاق زادت عن 40 ٪.. فما معنى ذلك؟ هذا يعنى أن الوعى الأسرى فى تراجع.. وأن المعركة الحقيقية التى تواجه مصر هى معركة الوعى.. وأصبح ضروريا العودة إلى القيم الإنسانية والعادات المصرية الأصيلة.. بل والتدين الحقيقى لأن الدين هو المعاملة.
الوعى ليست كلمة مطاطة بل هى فى الأساس المعاملة والتعامل الطيب المبنى على أسس دينية وقيمية حقيقية تبنى ولا تهدم.. تعيش ولا تموت فجأة.. أساس الحضارة المصرية لألاف السنين هى قوة المجتمع وصلابته وبالتالى قوة الأسرة المصرية ووعى الفرد.