انتهت جولة حرب الأيام الاثنى عشر بين دولة الاحتلال وايران نهاية مرضية لجميع الاطراف بحصول كل طرف على عدد من النقاط دون تحقيق الأهداف.
وسعى كل فريق لتسويق انتصاره أمام جمهوره على الطرف المقابل رغم أن جميع الاطراف خرجوا دون تحقيق اهدافهما الاستراتيجية المعلنة فاسرائيل وامريكا لم ينجحا فى تدمير المشروع النووى الايرانى رغم قصف مفاعل فوردو ونظنز واصفهان بالقنابل بى 2 الخارقة للتحصينات ولا اسقط النظام كما ردد نتنياهو.
اعلان وقف اطلاق النار دون الافصاح عن بنود الاتفاق مما يضعه فى اطار هدنة التقاط الانفاس ورغم تصعيد الطرفين لم يحققا نصرا كاملا.. الكيان الصهيونى بمساعدة امريكية اضعف البرنامج النووى الايرانى بشكل مؤقت ولم ينهه اما ايران رغم خسائرها وفقدانها لرجال الصف الاول من العسكريين ونخبة من العلماء فى ضربة البداية الا أنها اظهرت قدرة على البقاء والاستمرار بثبات والرد مما اجبر امريكا والكيان على اعلان وقف اطلاق النار.
الحقيقة المؤكدة ان ايران واسرائيل لم يحققا اهدافهم الاستراتيجية المعلنة فاسرائيل لم تنجح فى تدمير المشروع النووى الايرانى. وايران مازالت تختفظ باليورانيم المخصب بعد نقله من مفاعل فوردو الا انها لم تحقق الردع الاستراتيجى كما كانت تتمنى.
فى ظل العلاقة العضوية بين امريكا والدول الاوروبية مع دولة الاحتلال فان امن ووجود واستقرار الكيان لا تسامح فيه وغير مسموح بتهديده ايران رغم الحصار استطاعت انجاز بنية علمية وتعليمية قوية لكن هذه الحرب اثبتت الفرق فى القوة والتقدم التكنولوجى بينها وبين امريكا ودولة الاحتلال ولذا كانت الحرب غير متكافئة وغطى النقص دقة الصواريخ الايرانية واكدت على ان العدو ليس منيعا ويمكن الوصول اليه فى عقر داره وضربه وايذاؤه هذه الجولة من القتال اظهرت صورة الجيش الصهيونى وكشفت هشاشة الكيان من الداخل وان تفوقه ليس قائما على قدرات ذاتية بل على اعتماده بالكامل على الدعم العسكرى واللوجيسى والاقتصادى والسياسى والمخابراتى الامريكى والاوروبى هذا يؤثر على بنيان الكيان وكشف اكذوبة الاعتماد عليه امام حلفائه واعدائه معا.
كما ساعدت هذه الحرب فى انكشاف المشروع الصهيونى كمشروع وظيفى وانه ليس لدوله طبيعية بل لكيان مصطنع واداة استعمارية للنيل من دول العالم العربى والاسلامي معا.
تلقت ايران ضربات إستراتيجية الا ان هذا لم ينال من عزيمة الامة الايرانية واستمرارها الذى سيكون مرهونا بقدرة هذه الامة وساستها ورجاله قواتها المسلحة على التعافى وخفض آثار الضربة على مستوى بنيتها التحتية النووية وعلمائها والاختراقات الامنية التى اتاحت للموساد لتنفيذ عمليات دقيقة داخل ايران وهنا لابد من مراجعة دقيقة لكافة مؤسسات هذه الدولة فالمستقبل يفرض على ايران تخطى المرسوم لها من قبل الغرب.
ان هذه الحرب اثبتت الفرق فى القوة والتقدم التكنولوجى بينها وبين دولة الاحتلال.
يبقى ان خيار امتلاك اسلحة دمار شامل هى الحصن امام عربدة الكيان وامريكا ودول الاستعمار القديم وهذا يتطلب قدرا من البرجماتية والاسترشاد بالتجربة الصينية فى بناء قدراتها دون أن تثير اى مخاوف فى بداياتها وحتى انهاء بناء مشروعها الاستراتيجي هذه الجولة من القتال انتهت بالنقاط اما الجولات القادمة فتفرض على ايران ان الاستعداد وسد الثغرات لحماية ايران وارضها من الفوضى المرسومة وبناء قدرة الضربة القاضية.