أيام قليلة وتحل ذكرى 30 يونيو كإحدى أهم ثورات العصر الحديث، التى غيرت تاريخ مصر وصححت مسارها وأعادت لها وضعها الحقيقى، وفى نفس الوقت أحبطت المخطط الخطير الذى كان يهدف إلى اسقاطها، وبفضل الله سبحانه وتعالى ووعى الشعب المصرى العظيم الذى خرج منه أكثر من 30 مليون مواطن فى كل بقاع المحروسة يطالبون بإنهاء حكم الجماعة الأرهابية، التى أرادت أن تضع أيديها على كل مقدرات مصر.
الفارق الكبير بين يونيو 2025 رغم ما يمر به من أحداث جسام وبين يونيو 2013 وما بينهما، كان عمل وجهد وإخلاص لرجال أوفياء أقسموا أن تعود مصر «قد الدنيا»، وقد حدث بفضل الله تعالى، ولا نجافى الحقيقة إذا قلنا إن أهم إنجازات ثورة 30 يونيو أنها أتت إلينا بقائد سياسى حكيم لديه بُعد إستراتيجى ورؤية ثاقبة أعادت لمصر مكانتها الإقليمية والدولية، وحققت نهضة تنموية كبيرة لم تشهدها الدولة من قبل بفضل الإصلاحات الاقتصادية والمالية والتشريعية فى كل المجالات، وكذلك المشروعات القومية العملاقة التى تم تنفيذها فى كل ربوع مصر وزرعت فى قلوب المصريين رضا وقناعة بأن بلادهم ستصبح من أعظم بلاد الدنيا، بالإضافة إلى عودة الأمن والأمان والريادة فى إفريقيا والشرق الأوسط والمنطقة بأكملها، بعد أن كانت قد تدهورت علاقاتها مع غالبية دول العالم خلال السنة الضائعة من تاريخ مصر، التى حكمت فيها الجماعة الإرهابية التى كان جل همها اختطاف الوطن لصالحها والسيطرة عليه، ولا شك أن خروج الشعب المصرى الذى أبى الخضوع لجماعة إرهابية تاجرت بالدين والوطن، وبكثافة غير مسبوقة أذهلت العالم كله وحظيت باحترامه، أنقذ مصر من مؤامرة شيطانية خبيثة وكارثة حقيقية كانت تهدف إلى تقسيمها إلى دويلات صغيرة، ولولا فضل الله وثورة 30 يونيو وأبنائها الشرفاء، لذهبنا إلى منعطف لا يعلمه إلا الله.
المتابع للأحداث، يجد أنه فى خلال 11 عاماً تخطت مصر أصعب التحديات التى واجهتها وتعاملت مع الأزمات بفكر استباقى جرىء، وواجهت أزماتها بكل ثقة وحولت التحديات إلى فرص من خلال الرؤية المستقبلية والسياسات التى اتبعتها لوضع الدولة فى مكانة مختلفة، وكانت الإنجازات والنجاحات الاقتصادية التى حققتها بمثابة حائط السد المنيع أمام الآثار السلبية الكبيرة للأزمات العالمية، بداية من جائحة «كورونا» إلى الحرب الروسية-الأوكرانية، ثم الحرب على غزة وصولاً إلى الحرب الإيرانية- الإسرائيلية، ويكفى أن مصر الدولة الوحيدة فى الشرق الاوسط التى حافظت على تصنيفها الائتمانى، رغم تداعيات الأزمات السابقة، وهو ما جعل منظمات العالم ومنظمات التقييم الدولية المحايدة تتوقع وجود مصر ضمن العشرة الكبار اقتصادياً فى 2030.
ورغم أن دولة 30 يونيو تُحسن ثقافة حسن الجوار وتبذل كل الجهود السياسية والدبلوماسية لحل كل أزماتها، إلا أنها مازالت مستهدفة من أهل الشر وخيوط المؤامرة تنسج خيوطها طول الوقت، وبالتالى فإن الاصطفاف خلف الوطن غريزة يجب أن تظل منتبهة ومستيقظة، فالأوطان تحيا بوعى شعوبها وتقوى بقدرتها على التماسك، ومن حُسن الحظ أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان على علم بكل خيوط المؤامرة، وعلى أتم الاستعداد لها بكل الملفات.
كلمة فاصلة:
ببساطة، نحن فى مرحلة تحقيق الأهداف الصعبة التى تتطلب مزيداً من الوعى، وكل التحديات يمكن التغلب عليها مادام الشعب متمسكاً بوعيه ودعمه واحترامه لمؤسساته، لأنها الضمانة الوحيدة للحفاظ على الدولة المصرية، ورجال الجيش والشرطة الأوفياء مازالوا يواصلون أداءهم لواجبهم الوطنى باحترافية كبيرة ساهمت فى توفير الأمن والأمان للمصريين فى كل ربوع البلاد، ولا يفوتنا فى هذه المناسبة توجيه التحية لأسر شهدائنا الأبرار الذين لم يبخلوا وضحوا بدمائهم الذكية حباً وطواعية لرفع هامات الوطن فى عنان السماء.. حفظ الله مصر ومؤسساتها.