كما أسهمت القضية الفلسطينية فى تغيير خريطة العمل السياسى.. فى الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا.. اللتين طالما كانتا رأس الحربة فى الدفاع عن السياسة اليهودية.. ولم تكتف إسرائيل بغزة والضفة الغربية بل دخلت لإيران.. لتقوم بحرب لأول مرة يطلب منها ترامب الانسحاب من إيران بينما كانت إسرائيل تكمل أهدافها فى الحرب على إيران ولم تتوقف إلا مضطرة بعد تهديد ترامب.
بينما أمريكا تراوغ فى وقف الحرب على غزة إلى الآن. عكس لبنان بهدف إعطاء أكبر مساحة زمنية لإسرائيل.. لتغيير الطبيعة الجغرافية والسكانية لقطاع غزة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية تمهيداً لجلب المستوطنين اليهود إليه.. لتكون هناك استحالة عملية فى إقامة الدولة الفلسطينية مستقبلاً وتلك هى رأس المؤامرة الحقيقية.
والسؤال ما الذى يحدث لإسرائيل الآن فى وسط الحروب التى شنتها على أكثر من دولة.. وكثيراً ما يتردد أن عدداً كبيراً من الإسرائيليين أصبح يهاجر إلى الخارج بسبب الحرب الدائرة الآن فى أكثر من دولة. بدأت بعزة ثم لبنان وسوريا والآن إيران التى حذرها الرئيس ترامب رئيس أمريكا من ضرورة وقف تلك الحرب.. وتهاونت فى البداية. وعند غضب ترامب أنهت هذه الحرب بعد أيام.. وبالذات كما حدث أمس الأربعاء.
ومع ذلك مازالت إسرائيل مستمرة فى الحرب فى غزة وكل يوم يسقط على الأقل 70 شهيداً وفى أيام أخرى أكثر.
هذه الحرب الدائمة من إسرائيل ليست فقط عسكرية ولكن أيضاً اقتصادية واجتماعية بما يهدد المجتمع الإسرائيلى بالانهيار فهل هذا صحيح أم أنه من بعض تمنياتنا هناك مقال نشر فى جريدة «تايمز أوف» إسرائيل الناطقة بالإنجليزية يتحدث عن خطاب خطير ألقاه العالم الإسرائيلى آرون تشيفا نوفر عن خطاب ألقاه فى مؤتمر بعنوان «حالة الطوارئ الوطنية» وقال فيه إن إسرائيل تواجه خطراً داهماً بسبب هجرة بعض أفضل مواطنيها لأنهم يريدون العيش فى مجتمع ديمقراطى حر وليس فى مجتمع تغتصب فيه الحكومة السلطة بالقوة.
والمفكر الإسرائيلى تشيفا نوفر «76 عاماً» هو أحد أبرز العلماء الإسرائيليين الذين يتمتعون بسمعة دولية فهو الفائز بجائزة نوبل فى الأحياء فى عام 2004 ويعمل أستاذاً فى معهد إسرائيل للتكنولوجيا مؤكداً فى كلامه أن إسرائيل تشهد الآن موجة هائلة من المهاجرين بعد أن وصل إلى 12.300 بعد اندلاع الحرب فى أكتوبر 2023. فإن هذه الموجة كانت قبل الحرب بسبب الحالة المتردية التى وصلت إليها البلاد ولم يعودوا حتى الآن. بينما عدد المهاجرين فى نفس الشهر من العام الماضى 3.200 بما يمثل زيادة فى عدد المهاجرين 285 ٪ بينما عدد من تركوا البلاد بشكل دائم.. فقد تخطى 30 ألفاً بين شهر نوفمبر وحتى مارس 2024. حسب الإحصائيات الرسمية.. وهو ما يوضح جانباً آخر من آثار الحرب فى غزة التى تواجه فيها إسرائيل خسائر فادحة تتزايد من يوم لآخر.
فما بالك بما سيحدث بعد حرب إيران.. الكل فى الشرق الأوسط يواجه حالة حرب إسرائيل بضرورة أن يخرج نتنياهو من الحكم.
وكانت نتيجة حروب إسرائيل أن طلب 50 ألف إسرائيلى السفر للخارج وكان قرار نتنياهو ألا يزيد عدد المسافرين فى أى طائرة على 50 شخصاً!! كل مرة والباقى هم 300 ألف يريدون السفر بلا راجعة يُصر نتنياهو على أن كل دفعة طائرة لا تزيد على خمسين ألفاً فقط ولذلك هم يتهربون من خلال دول مجاورة للسفر أوروبا مثلاً.