بعدما دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، بدأ الطرفان يحصيان خسائرهما الاقتصادية والمادية جراء الصراع الذى دام 12 يوما.
فى إسرائيل، على الصعيد العسكري، كلّفت الحرب الدولة العبرية مئات الملايين من الدولارات يوميا، إذ تعتبر كلفة الصواريخ الاعتراضية التى تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية كبيرة جدا، وتصل تكلفتها إلى 200 مليون دولار يوميا، وفق تقديرات خبراء.
فنظام «مقلاع داود» الذى يسقط الصواريخ قصيرة وطويلة المدي، كلف حوالى 700 ألف دولار فى كل مرة تم تنشيطه، وفقا ليهوشوا كاليسكى، الباحث الأول فى معهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب.
وقال كاليسكى إن نظام أرو 3، وهو نظام آخر استخدم خلال المواجهات، لإسقاط الصواريخ الباليستية بعيدة المدي، كلف حوالى 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد، حسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
أما النسخة الأقدم من أرو، المعروفة باسم أرو 2، فكلف حوالى 3 ملايين دولار لكل اعتراض.
بعيدا عن ذلك، تحدث آدم بلومبرج، نائب مدير الاقتصاد فى الهستدروت، فى مقابلة إذاعية نشرتها صحيفة «معاريف» عن أن تكلفة إغلاق الاقتصاد الإسرائيلى بسبب الحرب تبلغ تقريبا ملياراً ونصف المليار شيكل يوميا.
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإنه بسبب طول أمد الحرب مع إيران أكثر مما كان متوقعا، فقد تمت فى وزارة المالية صياغة خطة تعويض قطاع الأعمال وتعويض الشركات لمئات الآلاف من العمال المتغيبين عن العمل بسبب الحرب مع إيران.
وكتبت الصحيفة أن الخطة ستشمل تعويض الشركات التى تأثرت بانخفاض فى حجم أعمالها بنسبة 25 ٪ على الأقل، وتعويضا بنسبة 75 ٪ لأجور الموظفين، وسداد النفقات وفقا لدرجة انخفاض حجم الأعمال، فكلما زاد انخفاض حجم الأعمال زاد التعويض. وهذا يعني، وفق التقديرات، مليارات الدولارات من خزينة الدولة.
من جانبها، كشفت سلطة الضرائب يوم الاثنين للجنة المالية فى الكنيست عن حجم الأضرار الهائلة الناجمة عن الحملة ضد إيران، فخلال أسبوعين فقط من بدء القتال المباشر تقرر هدم 25 مبنى فى جميع أنحاء البلاد، مقارنة بمبنى واحد فقط تضرر بالدرجة نفسها خلال الحرب مع غزة. وأقرت بوجود موجة غير مسبوقة من مطالبات التعويض من الشركات المتضررة.
فى السياق، تقدّر كلفة إصلاح المبانى المتضررة فى إسرائيل لاسيما تل أبيب وحيفا وبئر السبيع بأكثر من 400 مليون دولار.
وقدم أمير دهان، مدير قسم التعويضات فى سلطة الضرائب، صورة شاملة للأضرار الاقتصادية التى لحقت حتى الآن.
وأوضح أنه منذ بداية الحرب مع إيران، قُدّمت حوالى 40 ألف مطالبة تعويض، مقارنة بحوالى 70 ألف مطالبة مُقدمة منذ بداية الحرب بأكملها، مضيفا «حتى لو انتهت الحرب اليوم، أتوقع أن نصل إلى 50 ألف مطالبة تعويض فى هذه الجولة».
بحسب قوله، فإن مبالغ التعويضات مرتفعة للغاية: «حتى الآن، منذ بداية الحرب، دفعنا 2.5 مليار شيكل. ومنذ جولة القتال المباشر مع إيران فى الأسبوعين الماضيين، وصلنا إلى حوالى 4.5 مليارات، وأعتقد أننا سنصل إلى 5 مليارات. هذه مبالغ لم نشهدها من قبل فى الأضرار المباشرة. معهد وايزمان ومصفاة بازان لتكرير النفط فى حيفا حدثان ضخمان، ولدينا 25 مبنى يجب هدمها، مقارنة بمبنى واحد فقط منذ بداية الحرب وحتى جولة إيران».
تجدر الإشارة إلى أن الخسائر فى معهد وايزمان وحده قدرت بمليارى شيكل، كما يصعب تقدير قيمة الخسائر فى مصفاة بازان للنفط فى حيفا.
وقال دهان إن «صندوق التعويضات تجاوز 9 مليارات شيكل قبل بدء الحرب. لا تزال هناك قضايا مفتوحة من الحرب، ويبلغ إجمالى قيمة المطالبات القائمة 6 مليارات شيكل. لا تزال هناك العديد من الشركات فى الشمال لم تقدم مطالبات، لذلك لا نعرف حجمها الكامل. هذه تكلفة باهظة للغاية».
أما فى إيران، فنظرا للأضرار المادية الأكبر التى لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا، وتصل إلى مليارات الدولارات. علما أن حجم الأضرار التى لحقت بالمنشآت النووية لاسيما فى أصفهان ونطنز وفوردو، بعد قصفها من قبل الولايات المتحدة، السبت الماضي، لا يزال غير معروف على وجه الدقة حتى الآن. لكن جهد سنوات طويلة لإنشاء هذه المواقع النووية كلف طهران المليارات، ولا شك أن إعادة بنائها «إذا حصل» سيكلفها باهظا.