استشهد 80 فلسطينيا أمس فى غارات إسرائيلية جديدة على مراكز توزيع المساعدات بغزة التى تحولت إلى مراكز لتوزيع الموت على سكان قطاع غزة المنكوب.
وأفادت مصادر فى مستشفيات غزة باستشهاد 51 فلسطينيا بينهم 56 من منتظرى المساعدات وإصابة العشرات منذ فجر أمس بنيران الاحتلال وسط قطاع غزة.
وفتح الجيش الإسرائيلى نيرانه على الفلسطينيين قرب مركز لتوزيع المساعدات قرب جسر وادى غزة وسط القطاع.وأوضح مستشفى العودة بمخيم النصيرات للاجئين، فى محافظة الوسطى بقطاع غزة، أن الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات على طريق صلاح الدين جنوب وادى غزة.
كما أشار الناطق باسم الجهاز محمود بصل إلى أن طواقم الدفاع المدنى نقلت 21 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 150 إصابة إلى مستشفى العودة فى مخيم النصيرات، وذلك إثر إطلاق الجيش الإسرائيلى النار والقصف المدفعى باتجاه آلاف المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات قرب مركز للمساعدات الأمريكية بين نتساريم وجسر وادى غزة وسط القطاع.
وأخبر شهود عيان وكالة أسوشيتد برس أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بينما كان الفلسطينيون يتقدمون شرقا للاقتراب من الشاحنات القادمة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن الجيش الإسرائيلى قتل أكثر من 410 فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء فى غزة.
ومنذ مطلع مارس تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما يؤدى إلى نقص حاد فى الأغذية والأدوية وغيرها من السلع الأساسية. وفى أواخر مايو رُفع الحصار جزئيا.
وخلفت الإبادة الجماعية فى غزة أكثر من 187 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.
من جانبه، دعا فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إلى جعل حل الدولتين واقعا ملموسا فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الوضع فى الأراضى الفلسطينية، خاصة داخل قطاع غزة، يتطلب تحركا سياسيا وإنسانيا عاجلا.
جاءت تصريحات لازاريني، خلال مؤتمر صحفى عُقد فى العاصمة الألمانية برلين، حيث أشار إلى أن الوكالة تمر بأزمة مالية حادة، قائلا: «فى حال عدم توافر التمويل قريبا، قد نضطر إلى اتخاذ قرارات غير مسبوقة بشأن الخدمات التى نقدمها للاجئين الفلسطينيين، نحن ندير التدفق النقدى بشكل أسبوعي، ولا نملك رؤية واضحة لما بعد سبتمبر المقبل».
وأكد أن الوضع خطير للغاية فى قطاع غزة، ويتطلب وقفا لإطلاق النار، يوفر فرصة لدعم خطة إعادة الإعمار، إلا أنه أكد أن ذلك يتطلب دعما دوليا ملموسا.
وأضاف لازاريني: «نحتاج إلى 200 مليون دولار سنويا لدعم غزة، ولدينا فريق عمل مكوّن من 12 ألف موظف يعملون داخل القطاع».
من ناحية أخرى أكد وزير المالية الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش، أمس، أن إسرائيل ستمضى قدما فى عمليتها العسكرية فى قطاع غزة، بهدف مزعوم يتمثل فى القضاء على حركة حماس وتأمين عودة المحتجزين.
وقال سموتريتش، فى تصريح حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: «الآن، بكل قوتنا، نتوجه إلى غزة، لإتمام المهمة – تدمير حماس، وإعادة رهائننا، وبعون الله، تأمين شعب إسرائيل».
على الصعيد الدولي، أعلن المستشار الألمانى فريدرش ميرتس، أنه حان وقت إبرام اتفاق وقف نار فى غزة. وقال ميرتس لأعضاء البرلمان الألمانى إن الوقت حان لاتفاق ينهى الحرب الدائرة منذ 2023.