الحرب الإيرانية – الإسرائيلية هى حرب جواسيس فى المقام الأول، فقد استطاع الموساد الإسرائيلى استهداف قيادات عسكرية ايرانية داخل ايران وتحديد أماكنهم بدقة بالغة، وتم اكتشاف جواسيس لاجئين فى إيران من أفغانستان وأذربيجان والهند، كما أعلنت إيران تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية لتشغيل الطائرات المسيرة، وأعلنت وكالة أنباء فارس اعتقال 5 أشخاص كانوا يسعون إلى تنفيذ أهداف الموساد، كما تم اكتشاف خلية جواسيس لصالح الموساد متورط فيها 60 عميلاً كانوا يخططون لتدمير القواعد العسكرية الإيرانية، وتوعد المجلس الأعلى للأمن القومى الايرانى بإنزال أشد العقوبات بكل من يتعاون استخباريا أو يتجسس لصالح إسرائيل. كما ضبطت قوات الأمن الإيرانية ورشة لتصنيع المسيرات فى أصفهان وتم القبض على عدد من الأشخاص على علاقة بإسرائيل واستخباراتها الخارجية، كما اكتشفت إيران أن الموساد زرع عملاء بداخل الاراضى الايرانية وفى قلب طهران ومعهم صواريخ متطورة مهمتها تدمير الدفاعات الجوية واغتيال الشخصيات المهمة من على بعد 32كم باستخدام الانترنت، بالإضافة إلى المسيرات التى أطلقها عملاء ومخربون من داخل اسرائيل والتى استهدفت الرادرات ومحطات الرادار ومحطات الصواريخ، والسبب الثانى للأزمة الإيرانية أثناء الحرب هى السماء المفتوحة لدى إيران بسبب غياب سلاح الجو الايراني، فالطائرات الإيرانية معظمها طائرات أمريكية من حقبة السبعينيات مازالت تعمل برادارات ميكانيكية من الفترة الفيتنامية، مما يجعلها عرضة للتشويش الإلكترونى بسهولة، حيث اعتمدت إيران على الدفاعات الجوية الأرضية، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة.
أثبتت الحرب الإيرانية – الإسرائيلية سعى الدول الكبرى لإعادة تشكيل المنطقة باستخدام القوة وبفرض الأمر الواقع، وهو ما أشارت إليه إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عندما قال «بعد الانتصار على إيران سيكون هناك شرق أوسط مختلف»، وقال ايضاً «سنغير وجه الشرق الأوسط والعالم»، وقال «قبل عام قلت إننا سنغير الشرق الأوسط ونحن نغيره بالفعل»، ولذلك استشرقت مصر مستقبل الأحداث قبل وقوعها من خلال شراء الاسلحة وإقامة القواعد العسكرية والطرق والكبارى وتطوير الجيش، فمصر دولة ذات طبيعة خاصة وذات حضارة ممتدة فى أعماق التاريخ، ويظهر شعبها وقت الأزمات ليصطف خلف القيادة السياسية فى نسيج واحد، يحملون فى قلوبهم حب الوطن والدفاع عنه، ففى حرب 67 تسابق الشعب للمشاركة فى المجهود الحربى والوقوف طوابير لتسليم ما لديه من أموال وذهب لدعم العملية العسكرية، وفى حرب أكتوبر 73 لم تسجل أقسام الشرطة وقتها حالة سرقة واحدة، كما أن الغالبية العظمى من البلطجية واللصوص خلال تلك الفترة العصيبة انضموا إلى حركات المقاومة الشعبية، كما استطاعت مصر بفضل الله وحكمة القيادة السياسية والدبلوماسية الهادئة من تسليح الجيش المصرى بأفضل الأسلحة وتنويع مصادر السلاح من مختلف الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا وكوريا، حفظ الله مصر.