بعد حوالي أسبوعين من البحث والتحري نجحت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية في كشف غموض حادث مقتل عجوز وزوجته داخل مسكنهما بمحافظة المنوفية. تبين أن وراء الجريمة أحد أقارب الزوجة والذي استغل وجودهما بمفردهما في هذة المرحلة المتقدمة من العمر وخطط لجربمته وتنفيذها لسرقة الأموال والمصوغات.. تم القبض عليه وأرشد عن مكان إخفاء المسروقات وتم إعادتها.. تحرر محضرا بالواقعة وأخطر اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الامن العام وتباشر النيابة التحقيق.
تفاصيل الجريمة
الحادث الاجرامي استيقظ عليه الاهالي بقرية “تلوانه” التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية ثالث أيام عيد الأضحى المبارك عندما شعرت جارة الضحايا بالقلق عليهما لعدم ظهورهما وترك بابهما مفتوح علي غير العادة وهو ما أثار شكوكها بتعرضهما لمكروه خاصة امام عدم ردهما علي نداءاتها لتسرع بالدخول للاطمئنان عليهما.
وكانت المفاجأة العثور “العجوز وزوجتة” ملقيان علي الأرض جثثا هامدة ملطخة بالدماء في مشهد بشع لتتعالي صرخاتها وصيحاتها مستغيثة بمن حولها من أهالي البلدة الذين تجمعوا في الحال في رعب وفزع وحزن شديد غير مصدقين الجريمة الغريبة عليهم والتي لم تحدث من قبل.
حياة الوحدة
فور ابلاغ رجال مباحث المركز انتقل لمكان الحادث قوة من الضباط بقيادة اللواء احمد خيري مدير البحث الجنائي بالمحافظة وكشفت المعاينة وعملية الفحص والتحري ان المجني عليهما محسن “٨٢عاما وزوجته محاسن ” ٧٤ عاما” يعيشان بمفردهما طوال العمر في هدوء وسكينة ومحبة ودون اي خلافات راضين بقدرهما في عدم الإنجاب تربطهما علاقة طيبة بكل من حولهما ولا توجد بينهم وبين احد مشاكل و يحظيان بحب وتقدير الجميع وان الجناة نفذوا الجريمة غدرا بهدف سرقة المصوغات الذهبية وتحويشة العمر مستغلين تواجدهما بمفردهما وضعفهما وقلة حيلتهما في آخر ايام العمر .
فريق بحث
تم نقل ضحايا الجريمة لثلاجة حفظ الموتي تحت تصرف النيابة العامة والتي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لبيان سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل.
في نفس الوقت الذي تم فية تشكيل فريق بحث بمشاركة مفتشي قطاع الامن العام لفحص كاميرات المراقبة بمحيط الحادث والمترددين عليهما والمكالمات الهاتفية الصادرة والواردة من خلال شركة المحمول وتوسيع دائرة المشتبة فيهم والتي تجاوزت مايزيد علي ١٥٠ شخصا لحل لغز الجريمة في اسرع وقت.
ليتم اخيرا وبعد جهود مكثفة كشف المستور وتحديد مرتكبي الحادث الاجرامي المروع الذي هز ارجاء البلدة التي اتشحت بالسواد حزنا علي الضحايا.

صلة قرابة
أكدت التحريات ان القاتل شاب يدعي محمود “عريس جديد” تربطة علاقة قرابة ونسب بالزوجة المجني عليها ويعلم بتفاصيل حياتهما وظروفها الخاصة وأنه كان يتردد عليهما بحجة قضاء مصالحهما ويقومان بمساعدتة بكل مايحتاج كإبن لهما دون ان يدر اي منهما بما يدبر ويخطط له من شر حتي نفذ جربمتة غدرا وعدوانا في لحظة شيطانية بلارحمة لتوسلاتهما ودموعهما بعد استضافتهما لة خلال ايام العيد ليستولي علي ماخف وزنه وغلا ثمنه من اموال ومجوهرات وممتلكات ذات قيمة عالية والفرار هربا دون ان يشعر احد به ..لنقول علي الدنيا السلام “واتقي شر من احسنت اليه “
قتل وسرقة
بعد اتخاذ الاجراءات القانونية تم القبض علي المتهم والذي كان يتظاهر بالحزن عليهما لخداع الجميع خشية افتضاح امرة وبمواجهتة بالأدلة انهار معترفا بكل شيء وسط صدمة أهالي البلدة.
وقرر أنه توجه إلى منزل الضحيتين وطرق الباب، وبعد الدخول والترحاب عاجلهما بالضرب بقطعة “رخام ” علي الرأس بكل قسوة ودون ان تهتزّ مشاعرة وبعد سقوطهما علي الأرض و تأكدة أنهما فارقا الحياة استولى على المسروقات وفر هاربًا … وأرشد عن مكان إخفائها داخل حظيرة طيور بسطح منزل والده، وتم العثور عليها وتبين أنها عبارة عن 2 جهاز لاب توب، و2 هاتف محمول، و6 ساعات يد مختلفة الأنواع،و 5 سلاسل و2 قيراط ذهب، و8 خواتم ذهبية، و5 أساور، و2 دبلة ، تم التحفظ علي المضبوطات وجار اعادة مناقشتة للشك في “تورط” صديق لة بقرية مجاورة في الحادث وهو ماتكشفة التحقيقات.
تحرر محضرا باعترافات القاتل واخطر اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية ، وأحيل المتهم للنيابة التي قررت حبسة اربعة ايام علي ذمة التحقيقات .
جريمة مماثلة
جدير بالذكر ان محافظة المنوفية قد شهدت منذ حوالي ستة اشهر جريمة مماثلة وهي مقتل “تاجر وزوجته” بقرية “دلهمو “بمركز أشمون علي يد ثلاثة لصوص من بلدة مجاورة ..اقتحموا مسكنهما ليلا وتخلصوا منهما بعد احتجاز ثلاثة من بنات الضحايا داخل غرفتهم وهم ينتفضون رعبا ..لسرقة مبلغ ٤٥٠ الف جنية قيمة بيع سيارة ولكنهم فشلوا في الوصول اليها و لم يعثرا علي الاموال المخفاة داخل “حله ” أسفل السرير.
وقد تمكن رجال المباحث من ضبط الجناة الثلاثة واحالتهما بعد انتهاء التحقيقات لمحكمة جنايات شبين الكوم برئاسة المستشار محي الدين إسماعيل والتي عاقبتهما منذ أيام بالإعدام شنقا.