عجبت لذى لعب ومالى لا أعجب.. العجب كل العجب لرئيس وزراء الدولة الإسرائيلية المارقة التى اعتدت على إيران بحجة أن الأخيرة تريد تخصيب اليورانيوم فى حين أن الاعتداء تم قبل الموعد المحدد للمفاوضات بمباركة ومساعدة الولايات المتحدة الأمريكية التى أمدتها بالسلاح الجوى والمادى بل والدعم لدى الأمم المتحدة.
يطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إيران بوقف الحرب من جانبها لأن إسرائيل ابلت بلاءً حسناً.. كيف ذلك والدولة الصهيونية هى التى بدأت الحرب بغتة.
ألم يعلم نتنياهو واعضاء حكومته أن ضرب المدنيين فى منازلهم وداخل المستشفيات والمدارس مخالف للقانون الدولى الإنسانى وهو ما يحتجون به ضد إيران أمام العالم رغم أن عدد الوفيات من الصهيانة حتى كتابه هذا المقال وحسب تصريحاتهم لا تتعدى 25 قتيلاً فى حين أن من استشهدوا من إيران تخطى المئات من الضربات الإسرائيلية التى وقعت على المدنيين فى معظم المدن الإيرانية مثل طهران ومشهد ومدن أخرى.. أليس ذلك اعتداء على المدنيين؟!.
بلغ عدد الشهداء فى غزة ما يقرب من 6 آلاف شهيد واكثر من مائة ألف مصاب معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ والعجزة المسالمين الذين لا علاقة لهم بالأحداث.. معظم هؤلاء مدنيون عزل هدمت عليهم منازلهم جراء ضربات نتنياهو وبطانته لقد أصبحت غزة أطلالاً ولقد عجز أهلها عن وجود مكان لدفن شهدائهم والمجتمع الدولى صامت لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.. عدم وجود مصالح اقتصادية بينهم فى حين أن إسرائيل هى الذراع القوية والعصى الغليظة لهم فى الشرق الأوسط عامة والمسلمين خاصة.. لماذا يتحرك العالم اليوم ولم يتحرك بالأمس؟!.. إذا كانت أمريكا والدول الأوروبية مجتمعين يعملون جاهدين على تفكيك برنامج إيران النووى فمن العدل تفكيك مفاعل ديمونة الإسرائيلى لتكون منطقة الشرق الأوسط خالية من برنامج الدمار الشامل بحق.. لماذا يعمل الآخر بمبدأــ خيار وفقوس ــ من حق إسرائيل أن تملك النووى وليس من حق إيران وغيرها من دول المنطقة.. متى يتحقق العدل ممن ينادون العدل حتى يراجع الغرب وأمريكا حسابتهم من أجل نشر الإسلام العادل فى المنطقة بأسرها.
مازالت أمريكا تطالب إيران بوقف الحرب والرضوخ للمفاوضات.. هذا كلام فارغ لأن وقف الحرب بيد من بدأها فعلى إسرائيل أن توقف الحرب وهذا دور أمريكا لأنها هى التى أمرتها بضرب إيران ثم بعد ذلك تبدأ المفاوضات بتدخل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهى الجهة المنوطة بهذا الأمر ولابد من تدخل أطراف دولية فاعلة فى هذه المفاوضات بعيداً عن أمريكا لانها غير منصفة فى هذا الأمر.. أين الأمم المتحدة من هذه الحرب ولماذا لا تطبق أى عقوبات على الطرف المعتدى أم أن أمريكا هى صاحبة الأمر الأول والأخير.. أين الدول الاخرى صاحبة الفيتو من هذه القضية؟!.. غزة مازالت تعانى ويلات الحرب والدمار والموت لأهلها فى ظل انشغال العالم والاعلام معاً بحرب إسرائيل وإيران. إذن فمن أهل غزة فى ظل الظروف الراهنة.