لماذا أقدمت إسرائيل على ضرب إيران؟ ومن يحسم الحرب تل أبيب أم إيران؟ وماذا يحدث للمنطقة إذا انتصرت إسرائيل؟ وماذا بعد إيران؟ وما مستقبل المنطقة إذا انتصرت إيران؟ وماذا لو لوثت مياه الخليج جراء أى تفجيرات نووية خاصة بعد ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية؟ وماذا لو أغلق مضيق هرمز؟ وما السيناريو الأسوأ لهذه الحرب؟ أسئلة كثيرة تدور فى أذهان الجميع.
طهران تواجه الآن حرباً من أمريكا وتل أبيب المدعومة بكافة الإمكانيات والقدرات والمساعدات.. حرب حديثة تدار عن بعد فإسرائيل تعتمدعلى القوات الجوية والمقاتلات الأمريكية وعناصر الموساد المتواجدة على الأراضى الإيرانية وحققت ضربات مؤلمة ومعلومات مؤثرة هزت أركان إيران بسبب الخونة الذين باعوا بلادهم وقتلوا علماء الذرة وقادة الجيش فى ضربة غير مسبوقة فى تاريخ الحروب وفى ليلة واحدة.. لكن ومع كل هذا استطاعت طهران أن تتجاوز الصدمة والمحنة واقتحمت تل أبيب بمئات الصواريخ ليلاً ونهاراً فى مشهد لم يحدث منذ إقامة الدولة العبرية.
لقد استخفت إسرائيل بقدرات إيران العسكرية وكانت ومازالت تعتقد أنها قادرة على اسقاط النظام الإيرانى وهذا الوهم يتعارض تماماً مع إرادة الشعب الإيرانى.. إن ما يجرى الآن قد تكون بداية النهاية لهذا العدو المتغطرس وعلى الباغى تدور الدوائر.
>>>
إن منطقة الشرق الأسود «الأوسط سابقا» أصبحت على شفا الانزلاق لحرب عالمية ثالثة لن ينجو منها أحد ولا فائز فى هذه الحرب بعد ما سادت لغة الحرب والتدمير والفوضى والاحتلال دولة تلو الأخرى لبنان.. السودان.. اليمن.. سوريا.. العراق.. ليبيا.. فلسطين وأخيرا وليس آخراً إيران.
إن ما يحدث الآن فى الإقليم قد يؤدى إلى فوضى عارمة ويتسع الصراع فى أى لحظة والضحية ستكون الشعوب وهو ما يؤكد ضرورة إسدال الستار على جحيم الموت والدمار والعنف بعد أن تبعثرت أوراق الإقليم وفقد عقله ونفد الصبر وارتفعت حرارة البركان الذى قد ينفجر فى أى وقت.
نتنياهو أصابه الغرور وزعم إمكانية محو قطاع غزة من على الخريطة وتحطيم القدرات النووية والعسكرية الإيرانية بضربة واحدة وأنه قادر على إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفرض هيمنة إسرائيل على المنطقة واستغلال مواردها وتحقيق الحلم الإسرائيلى فى الامتداد من النيل إلى الفرات.
>> خلاصة الكلام:
إن منطقة الشرق الأوسط تقف على أطراف أصابعها وتحبس أنفاسها انتظاراً لتدخل الحكماء الذين يستطيعون نزع فتيل الانفجار والتوتر عن طريق فتح حوار جاد وصادق وإيمان بأنه لا حلول عسكرية للأزمات التى تواجهها المنطقة وأن الحلول السياسية والمسارات السلمية هى الطريق الآمن والوحيد لحل الأزمات.. نحن فى أمس الحاجة إلى قادة يؤمنون بأن الحفاظ على أمن الشعوب وحقن دمائها وتجنيبها ويلات الحروب هو الواجب المقدس وأن المغامرة بمصير الدول والشعوب أبعد ما يكون عن مقومات القيادة.
وسط كل هذا الظلام تتحرك مصر فى سباق مع الزمن لانقاذ الشرق الأوسط من مستقبل مرعب متسلحة بثوابتها التى تشدد على أن أمن المنطقة لن يتحقق إلا من خلال احترام سيادة الدول وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية.
> آن الأوان أن تتحد الأمتان العربية والإسلامية وأن يكون شعارهما أفعال لا أقوال حفاظا على ما تبقى من الدول العربية والشعوب العربية والكرامة العربية.