الضيف أحمد دعانى لـ «طبيخ الملايكة».. ومنها بدأت القصة
«زوجتى سر الأمان».. دعمتنى فى مغامرة التمثيل وتفرغت لرعاية أبنائنا
حزنت على رحيل سمير غانم.. وذكرياتنا تمتد لأربعين عامًا
أيقونة الزمن الجميل الذى أثرى خشبة المسرح، والتلفزيون، والسينما بأدواره المتنوعة، ما بين كوميدى وتراجيدي، بأدائه المميز، ونبرة صوته التى لا تُنسى.. ينتقى أدواره بعناية لحرصه على تقديم أعمال خالدة لجمهوره الذى أحبه، الفنان القدير أسامة عباس فتح قلبه لـ «الجمهورية» فى حوار من القلب ليؤكد لنا انه لم يعتزل، ومازال مستمراً فى عطائه الفنى لجمهوره، مطمئنًا اياهم على صحته من خلالنا، كاشفاً عن سر احتفاظه برونقه الدائم، وعن هواياته، وآرائه، وأكثر الأعمال التى يعتز بها على مدار مشواره الفنى:
> كيف تعيش حياتك الآن ؟
>> أنا بخير الحمد لله، وصحتى جيدة، ومقيم بصفة دائمة فى إحدى القرى السياحية برفقة أصدقائي، أنعم بالهدوء، لأننى كلما آتى إلى القاهرة أشعر بالخضة تنتابني، لأن الحياة بها صارت صعبة بسبب الزحام الشديد فى الأماكن، والشوارع مما لا أقوى عليه..
> ما سر احتفاظ الفنان أسامة عباس برونقه الدائم؟
>> الحمد لله، بسبب أننى دائما لا أحمل الهموم، ولا أسعد أكثر مما يجب أو أقلق أكثر مما يجب، فأنا أحب ان أترك مجريات حياتى لله، وأحمد الله على كل شيء، ودائما ما أردد أن كل ما يأتى به الله هو خير.
> هل اعتزلت الفن نهائيا كما تردد؟
>> هذا غير صحيح انا لم أعتزل..
ْ> إذا ما هو سر ابتعادك عن الساحة الفنية منذ فترة طويلة؟
>> دائما يتم ارسال أعمال فنية لى أعتذر عن عدم قبولها بسبب رؤيتى لها أنها غير مناسبة، فلابد أن أجد عملاً يستحق، ويثير حماسى لتقديمه، فإذا وجدت عملاً كهذا فسأحاول العودة من خلاله بالطبع.
> هناك دور محدد تبحث عنه؟
>> لا يوجد شيء محدد فى ذهني، ولقد قدمت بالفعل كل الأدوار المتنوعة، وأحمد الله على ذلك.
> هل توافق على عمل درامى تجسد خلاله سيرة ذاتية لأحد الشخصيات المعروفة؟
>> لا أمانع من تقديم أعمال السيرة الذاتية، ولا أحدد شخصاً بعينه لتجسيد قصة حياته، ولكن شرط أن أجد الشخصية التى تثير حماسي.
> هذا يعيدنا الى بداياتك الفنية .. ما الذى تخوفت منه عند دخول مجال التمثيل؟
>> نعم بالفعل تخوفت من الفكرة، على الرغم من أننى كنت اشارك بحفلات سمر بالجامعه، واستعراضات فنية خفيفة، إلا أنه بعد أن عملت كمحام بشركة النصر للتلفاز بعد تخرجي، وجدت أحد أصدقائى يحثنى على التقدم معه للمشاركه بفرق التمثيل فى التليفزيون، ورفضت حينها مقترحه، وقلت له إن حياتى قد استقرت فأنا لديّ عمل ثابت، ومتزوج، ولديّ طفل فلا يصلح أن أغامر تلك المغامرة.
> وما الذى جعلك تأخذ قرار دخول مجال الفن بعد رفضك الفكرة؟
>> كنت رافضاً الأمرفى البداية وحتى أواخر عام 1967 عندما قابلت الضيف أحمد رحمه الله الذى كان زميلاً لى بالجامعة، وعادت علاقتنا سوياً، وقام بدعوتى على خطوبته، وفرحه، وقد شعرنا بالسعادة أنا، وزوجتى خلال حضورنا تلك المناسبات التى تواجد بها الكثير من نجوم الفن مثل ثلاثى أضواء المسرح، ورشدى أباظة، وسعاد حسني.. وبعدها وجدت الضيف أحمد يدعونى للحضور إليه بمسرح ميامي، ولقائه هو، والمخرج المسرحى حسن عبد السلام الذى فوجئت به يبدى لى رغبته بأن أشارك معهم كممثل بمسرحية «طبيخ الملايكة»، وكنت متردداً حينها، وتحدثت مع مديرى بالعمل، ووجدته قد رحب جداً بالفكرة، وقال لى إنه سوف يمنحنى تصريحاً بالعمل فى غير أوقات العمل الرسمية، ومن هنا بدأت مسيرتى مع الثلاثي، وقدمت معهم العديد من الأعمال، وبدأت الناس تعرفنى كممثل من بعد مسرحية «فندق الأشغال الشاقة»، وكانت أول مسرحية تنجح بشكل كبير فى تاريخ التمثيل.
> حدثنا عن دعم زوجتك أثناء مغامرتك بدخول مجال الفن، والتخلى عن الوظيفة ؟.
>> لقد تزوجنا عن حب، وهى كانت جارتى فى نفس الشارع الذى أقطن به، وكانت داعمة لى جداً فى قرار خوضى مجال الفن، فتولت تربية الأولاد تماما، ولم تعمل كى تتفرغ لهم، مما كان يعطينى الإحساس بالأمان، وأنا اخطو تجاه مستقبلى الفني، فقد تقدمت فى عام 1977 بطلب أجازة من العمل بدون راتب بسبب ظروف سفرى الكثيرة حينها، ثم تقدمت بطلب الاستقالة من الوظيفة فى عام 1983 بعد أن وصلت لمنصب مدير عام حينها، وكنت ناجحاً جداً فى عملى المهني.. وذلك لأننى وجدت فى التمثيل المتعة الفنية التى كنت أفتقدها خلال الوظيفة الرسمية.
> هل تفتقد فرقة ثلاثى أضواء المسرح حالياً .. خاصة بعد رحيل سمير غانم أخر عضو فيها؟
>> حزنت كثيراً على رحيل سمير غانم، ولقد كان بيننا الكثير من الذكريات، والعلاقات التى امتدت على مدار اربعين عاماً، وكنا أصدقاء جداً، وأتقابل كثيراً معه، ومع زوجته دلال عبد العزيز رحمها الله، مما جعلنى أشعر بالحزن الشديد عليه.
> هل يمكن أن تحدثنا عن علاقتك مع الفنان عبد المنعم مدبولى وصداقتكما سوياً خلال المشاركة فى فرقة مدبوليزم ببداية مشوارك الفني؟
>> عبد المنعم مدبولى رحمه الله كان قيمة كبيرة بالطبع، ولكن علاقتى مع الأساتذة هى شيء يخصنا معاً، ولا أحب التحدث عن علاقتنا الخاصة كأصدقاء، فأنا احترم الخصوصية.
> وبم استفدت منه خلال مشوارك الفني؟
>> أنا استفدت من الجميع، واستفدت بما قدموه، ولم يقدمه أحد.
> وماذا عن علاقتك بالزعيم عادل امام؟
>> يحرص كل منا دائما على محادثة الآخر للاطمئنان عليه، ولقد تواصلت معه هاتفياً يوم عيد ميلاده فلديّ رقم خاص به للمقربين، وقمت بتهنئته، وتمنيت له دوام الخير، والصحة، والعمر المديد، فنحن «عشرة عمر».
> هل ترى نفسك ممثلاً كوميدياً أم تراجيدياً؟
>> أرى نفسى طيلة عمرى ممثلاً يستطيع تقديم جميع الأدوار، وكانت بدايتى كوميدية بالطبع بطبيعة وجودى مع ثلاثى أضواء المسرح إلا أننى عندما بدأت العمل فى التلفزيون قدمت أدواراً جادة جداً مثل دور الضابط الإسرائيلى فى مسلسل «دموع فى عيون وقحة» فكان دوراً مميزاً جداً بالنسبة لي، وكنت قلقاً منه، ولكن كانت لى علاقة وطيدة مع مخرجه الأستاذ يحيى العلمى الذى شاركت معه فى قرابة عشرة أعمال فنية.
> ما أكثر أعمالك الفنية التى تعتز بها على مدار مشوارك الفني؟
>> «بوابة الحلواني» من أهم أعمالى التى أعتز بها على مدار مشوارى الفني، وقدمت خلاله دوراً هاماً، وهى شخصية اسماعيل المفتش، وقد استحققت عليه جائزة اتحاد التليفزيون فى تلك السنة، وكان ذلك شرفاً كبيراً بالنسبة لي، وأعتز ايضا بمسلسل «اوبرا عايدة»، وأنا ليست لديّ أفضلية، وأعتز بكل ما قدمته..
> وما اكثر دور محبب إلى قلبك؟
>> دورى فى مسلسل «كفر عسكر» قدمت خلاله شخصية فلاح فأحببته كثيراً لأننى قليلاً ما اقدم تلك الشخصية، فكنت أشعر بالسعادة بسبب ارتدائى «الجلابية»، والناس قد أحبت الدور ايضا الحمد لله.
> هل استمتعت أكثر بالعمل فى المسرح أم التلفاز أم السينما؟
>> المسرح بالطبع.. استمتعت به أكثر، فالمسرح متعة ، ولقاء مباشر مع الجمهور وتشعر بالانطباعات فوراً ، والمسرح حاجة تانية ولا يقدر عليه سوى الممثل الكبير المتمكن.
، > ما أكثر شيء يثير ضيقك خلال عملك الفني؟
>> أكثر شيء يضايقنى هو عدم الانضباط فى مواعيد العمل، فأنا رجل منضبط جداً فى مواعيدي، ومنظم إلى أقصى حد.
> ما رأيك فى الفنانين الذين يهتمون بتقاضى الأجور العالية أكثر من المشاركة الفنية بحد ذاتها؟
>> أرى أن تلك النوعية لا تستمر، إلا إذا كانت موهبة حقيقية، وتستحق بالفعل تلك الأجور بسبب أنها تجلب إيرادات عالية، لإنه لا يوجد بالطبع منتج يمنح فناناً كل تلك الأموال إلا إذا كان على يقين بأنه سيجلب له إيرادات مالية أضعاف ما أخذ.
> وما رأيك فى سينما الشباب حالياً؟
>> لا أتابعها، ونادراً ما أشاهد التلفاز.. و لا استطيع تقييمهم، وكل ما يمكننى قوله هو أن أجيالاً تأتى وراء أجيال.. وأجيال تذهب، وتسلم الراية > كيف ترى زمن الفن الجميل فى عيون الأجيال الجديدة؟
>> الجيل الجديد لا يستهويه نوعاً ما العمل القديم الخاص بنا، ويشاهدونه كما لو انهم يشاهدون تاريخا لا يمنحهم المتعة التى يرغبون بها، فإن المتعة بالنسبة لهم صارت مختلفة تماماً، ونوع الضحك، و»الافيه» صار مختلفاً، وحياتهم كلها مختلفة ، وهذا أمر طبيعى بسبب اختلاف الأجيال ، لكن يبقى الفن الجيد مستمر مع كل جيل.
> ماذا تعنى لك التكريمات خلال مشوارك الفني؟
>> أسعد بها كثيراً، ولقد تم تكريمى مؤخراً بمهرجان المسرح القومى بدورته السابعة عشرة منذ قرابة عام مما أسعدنى للغاية، والحمد لله أن الناس تتذكرني، أشكرهم جداً على ذلك.
> ما هواياتك بجانب التمثيل؟
>> متعتى الوحيدة بجوار التمثيل هى القراءة، فإنه كان لوالدى مكتبة كبيرة بها الكثير من الكتب القيمة، ولقد سمح لى بالدخول للاطلاع عليها عندما وصلت للمرحلة الثانوية، فلقد كان والدى مثقفاً للغاية، بينما كانت والدتى مهتمة بالسينما، والفن مما شكل وعيى أنا، وإخوتى منذ طفولتنا.
