تمتلك القاذفة الأمريكية «بي-2 سبيريت» مواصفات تقنية تجعلها الوحيدة تقريبا القادرة على تنفيذ المهمات المعقدة، وهى نوع من الطائرات المصممة خصيصا لمهاجمة الأهداف البرية والبحرية بإسقاط القنابل أو إطلاق الصواريخ، وتتخصص بشكل أساسى فى مهام القصف الإستراتيجى «ضمن مهام أخري»، أى استهداف البنية التحتية، أو المراكز الصناعية، أو خطوط الإمداد، أو الأصول الأخرى ذات القيمة العالية بهدف إضعاف قوة الخصم وتقويض قدراته الأساسية.
ووفقا لتقارير الخبراء، تمتاز «بي- 2» بشكل خاص بقدرتها على حمل أسلحة ضخمة مثل القنابل الخارقة للتحصينات «جى بى يو-57» والأسلحة النووية، وذلك ما يجعلها عنصرا أساسيا فى عمليات الردع الإستراتيجي. هذه العمليات تتطلب مهام طويلة المدى بعيدا عن قواعد الانطلاق وبتخفٍّ تام عن رادارات الخصم، لذا فهذه القاذفات لديها القدرة على التخفي، حيث ابتكر مصممو الطائرات العسكرية فى منتصف السبعينيات طريقة جديدة لتجنب الصواريخ الاعتراضية، والمعروفة اليوم باسم «التخفي».
وفى عام 1974، طلبت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة «داربا» معلومات من شركات الطيران الأمريكية عن أكبر مقطع عرضى لطائرة تكون غير مرئية فعليا للرادارات. وإثر ذلك، وفى عام 1979، أطلقت القوات الجوية الأمريكية برنامجا لقاذفة متطورة تكنولوجيا يتركز على قدرات التخفي، وفى عام 1981 فازت شركتا نورثروب وبوينج بعقد تطوير القاذفة الشبحية الجديدة بموجب «مشروع سى جى سينيور»، وبحلول عام 1988 كشف النقاب رسميا عن القاذفة «بي-2 سبيريت» للجمهور.
كانت الولايات المتحدة تخطط للحصول على 132 قاذفة من طراز «بى 2»، ولكن بسبب التكاليف المرتفعة تم تخفيض العدد إلى 21 طائرة فقط، حيث قُدِّرت التكلفة الإجمالية لكل طائرة -بما يشمل الصيانة والتطوير- بنحو 2.1 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات العسكرية على الإطلاق.
تكمن قدرة الطائرة فى تصميم جناحها القادر على الإفلات من الرصد الراداري، فضلا عن كونها مطلية بمواد تمتص أشعة الرادار، وتمتلك قدرات على قمع الأشعة تحت الحمراء، كما تعمل أنظمة التشويش المتقدمة الخاصة بها على تعطيل رادار الخصم وأنظمة اتصالاته.
يبلغ مدى هذه القاذفة الثقيلة بعيدة المدى حوالى 11 ألف كيلومتراً دون الحاجة للتزود بالوقود، ويصل إلى 18,500 كيلومتر فى حالة التزود بالوقود أثناء الطيران، ما يُمكّنها من الوصول إلى أى نقطة تقريباً فى العالم فى غضون ساعات، بحسب المحللين.
أما القنبلة التى استخدمتها الولايات المتحدة فى الهجوم على إيران فهى من طراز «جى بى يو-57 إيه بى»، وتُعرف أيضا باسم القنبلة الخارقة للدروع الضخمة «إم أو بى» و«أم القنابل»، وهى قنبلة تقليدية موجهة بدقة لتدمير الأهداف المدفونة والمحصنة على عمق كبير، مثل المنشآت والمخابئ تحت الأرض، وهى تزن نحو 14 طنا، ويبلغ طولها 6 أمتار.
ووفق التقديرات العسكرية، فإن هذه القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترا من الخرسانة المسلحة أو ما يصل إلى 12 مترا من الصخور الصلبة، ولا يمكن حملها بواسطة الطائرات المقاتلة الأمريكية العادية، بل تحتاج لقاذفة الشبح «بى 2 سبيريت».