أزمات وصراعات وحروب وقعت فى المنطقة ومازالت، وتحديات كثيرة واجهت الدولة المصرية خلال العقدين الأخيرين، وعواصف ومخططات وأطماع، ومشروعات مشبوهة تستهدف الدولة المصرية، يقيناً هناك حجم هائل من الدروس المستفادة من هذه الاختبارات، ونتائج عديدة خرجت من رحم معارك وجودية خاضتها الدولة المصرية فى مواجهة ظروف قاسية، وتراكمات كثيرة من الماضى، وحرب مقدسة مع الفوضى والإرهاب ودفاع عن السيادة والأراضى والوجود.. ونضال من أجل تغيير الواقع إلى الأفضل على مدار عام برؤية وإرادة، وغزو شرس للعقل المصرى والهوية الوطنية، وحملات تستهدف تزييف الوعى الجمعى للمصريين، ومع كل هذه التحديات والأزمات والتهديدات التى عبرتها الدولة المصرية ومازالت فى المواجهة وفى حالة اشتباك معها، هناك أيضا نجاحات مدوية وإنجازات عظيمة، وقوة وقدرة تتعاظم، ودولة حديثة قوية وقادرة أسست على مبادئ أبرزها ضمان خلود ووجود هذا الوطن وألا يتعرض مرة أخرى لعواصف وأعاصير كادت تهدد وجوده وتصيبه بالضياع والإسقاط، دولة تمتلك أسباب القوة والقدرة والتقدم طبقاً لرؤية وإرادة ومسار حقق جدوى فاقت التوقعات.
من هذه الكلمات أو المقدمة الطويلة، أريد القول والتأكيد على هدف حيوى وإستراتيجى وهو رسم صورة شاملة للدولة المصرية بعد أن وضعنا أيادينا على كل الحقائق والمعطيات، والتحديات والتهديدات والمخاطر والنجاحات والإنجازات وملامح الطريق والمشوار الذى لا تراجع عنه والذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى وحقق ما فاق توقعات الداخل والخارج.
أريد أن أقول بعد انصهار كل هذه الحقائق والتجارب والنتائج والدروس المستفادة على مدار 11 عاماً ونحن على بعد أيام من الاحتفال بثورة 30 يونيو العظيمة، باتت لدينا حالة من الإلمام بكل شىء تحدياتنا أزماتنا، احتياجاتنا، إنجازاتنا، نجاحاتنا، نقاط القوة والضعف، مصادر التهديد، حقيقة وتفاصيل المخططات التى تستهدفنا، ما تحصلنا عليه من صراعات وحروب فى الجوار وبماذا خرجنا منها، وما هى احتياجاتنا، ونواقصنا، وما لدينا من قدرات، أريد أن أرسم أو نرسم ونضع معاً كمصريين صورة شاملة وكتالوجاً وطنياً، وصورة ذهنية ومساراً للدولة المصرية يرتكز على رؤية الرئيس السيسى على مدار 11 عاماً والحقيقة أنه سبق وتفوق على الجميع، وأدرك قبل الجميع واستشرف المستقبل مبكراً، وجل ما نحصده الآن من ثمار هذه الرؤية وأقصد تحديداً وقوف هذا الوطن على أرض شديدة الصلابة والقوة، حصنت الدولة المصرية ومستقبلها من تداعيات المخاطر والتهديدات والصراعات والأزمات وأدت إلى تعافى الدولة المصرية واستردادها لقوتها بعد عقود طويلة من التراجع.
أتحدث عن تشخيص دقيق للحاضر الذى نعيشه بإنجازاته، ونجاحاته، وما لدينا فيه من قوة وقدرة، وما يحيطنا من كل اتجاه من تهديدات ومخاطر وأيضا ما هى الخطوات اللازمة للزحف نحو المستقبل نحو أهداف وطنية لدى هذا الشعب تدعم وتساند المشروع الوطنى المصرى لتحقيق التقدم، هدفى أو حديثى ليس عن الدولة أو القيادة لأن أبعاد ومبادئ وأهداف المشروع الوطنى المصرى فى الحاضر والمستقبل أو رؤية الرئيس السيسى موجود بالفعل وينفذ على أرض الواقع حتى ولو واجه تحديات يفرضها واقع المنطقة وصراعاتها وتداعيات هذه الصراعات لكن ما أشير إليه هو أهمية الحضور الشعبى نحو هذا المشروع الوطنى ليس الآن ولكن على مدار المشوار إلى المستقبل، لابد أن يكون هناك إدراك لدى المصريين حول بنك أهداف هذا الوطن الناتج عن تجربة الـ 11 عاماً، وكيف أنقذت وحمت، ودفعت البلاد إلى القوة والقدرة والردع والحفاظ على الوطن، وواقع حافل من حروب عنيفة ومخططات شرسة.
«الكتالوج» الوطنى الحافل بالمبادئ وبنك الأهداف المصرية، يستدعى التأكيد أننا أمام معركة وحرب شرسة على العقول ولابد أن ننتبه ونتحلى باليقظة والفهم والإلمام لحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه ولن تتوقف بل تتصاعد لأن قوى الشر لا تمتلك البديل طالما تنعم مصر بالقوة والقدرة، لكن فى المقابل لابد أن تكون قوى بناء الوعى فى أعلى درجات الجاهزية والتطور المستمر كماً وكيفاً وأن تلاحق محاولات الهدف وتزييف الوعى ومن هنا لابد من إيقاظ الضمير الوطنى لبعض النخب التى مازالت تغط فى غيبوبة ابتعدت عن الأهداف والمقاصد والغايات الحقيقية التى ترسم صورة وطريق المستقبل لهذا الوطن وانشغلت بأمور تغلب عليها المصالح الضيقة، والأهواء والغرائز والذاتية، وفقدان البوصلة، لابد أن تساهم هذه النخبة فى وضع بنود وطنية وثقافية، ومستقبلية، وتوعوية، وحضارية، ومشروع فكرى وثقافى يدعم مستقبل هذا الوطن، ويواجه غزواً ثقافياً لا يعرف الأخلاق أو المبادئ ويبحث عن احتلال العقول والعبث فيها وضرب قواعدالهوية الوطنية لذلك لا يجب على هذه النخب الاختباء خلف مراهقات فكرية، وتنظيرية أو ارتداء عباءات النضال الحنجورى المدفوع أو الانسياق خلف أفكار معلبة مستوردة لا تصلح ولم تصلح يوماً فى مجتمعاتنا، وأن يقفوا فى خندق مستقبل هذا الوطن والمساهمة فى قيادة الوعى الشعبى إلى أن يكون أهم أسلحة الدفاع عن الوطن ضد حملات استعمارية شرسة بكامل أنواع الاستعمار، الأرض، والعقل، والفكر.
لابد أن يتضمن «الكتالوج» الوطنى، أو الصورة الذهنية الشاملة لدى المصريين هدفاً هو الأهم والأكثر إستراتيجية أن التوقف عن بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة للدولة المصرية وتحصينها من الأطماع والمخططات، خيانة.
من هنا على المواطن التسلح بالصبر والتحمل والإرادة، حتى لا يكون عرضة لعواصف مخططات الفوضى وحروب البلطجة، بل يبنى قواعد الأمان والاطمئنان، وأن يتحصن بالقدرة والردع، وأن يؤدى المواطن المصرى دوره فى مكافحة التدنى والابتذال والجشع والاحتكار والتطرف والإرهاب أو المساس بالوطن، ونبذ الفرقة، والعمل على الوحدة وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد، خلف قيادة قائد عظيم.
السؤال الكبير للمصريين، وبناء عليه؟ بعد كل هذه التجارب والدروس المستفادة والأطماع والمخططات والتهديدات، وجدوى رؤية البناء المصرية للقوة والقدرة والردع وأن مصر دولة فى مرمى الخطر والمؤامرة، الإجابات لابد أن تأتى على لسان المصريين ربما فى مؤتمر عام فى حلقات نقاشية، فى ندوات، لنبنى قاعدة من الأهداف والمبادئ الوطنية فى عقول أبناء هذا الشعب العظيم لحماية وبناء ودفع الوطن إلى الأمام.