مشوار الألف ميل
وبدأت امتحانات الثانوية العامة.. إذا كان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. فالثانوية هى خطوة بألف ميل.. يجتاز طالبها طريقاً طويلاً من 14 سنة فى التعليم بمراحله ليكون جديرا باختيار وجهته القادمة.. دراسة بلا إجبار بعد موافقة مكتب التنسيق! خطوة فارقة تقربه من حلم المستقبل الذى تتشكل ملامحه أثناء الكلية حتى التخرج والانضمام لسوق العمل من باب التدريب والكفاءة.
.. أيام الامتحانات تمر بطيئة على الطلاب وأسرهم: تتكثف الضغوط بقدر ما تنمو الأحلام وبين أسئلة حاسمة و إجابات صحيحة تبقى أسئلة أخرى محيرة تنتظر الإجابة: عن حصاد سنوات الدراسة السابقة.. عن خطة المستقبل.. وبالطبع نصائح مطلوبة للقادمين إلى سجال الثانوية العامة الأعوام المقبلة.
صديقة الصفحة منى أحمد سعد تحدثت مع مجموعة من أبطال الثانوية العامة.. يخوضون امتحاناتها فى الأقسام المختلفة بين الحيرة واليقين..وبين التوتر والأمل.. يحكون عن تجاربهم بصدق ويصفون سباقا ينتظرون إشارته النهائية.. يتحدثون عن دور الأسرة.. ويشكون من الضغوط ويقدمون للدفعات القادمة رسائل تشجيع ونصائح تحفيز.
المذاكرة عادة
محمد مصطفى جميل «علمى علوم»: رغم أنها آخر سنواتى المدرسية لكنها الأصعب على الإطلاق.. من أول يوم أشعر أن الحمل ثقيل، وكأن تعب السنين تجمع فى سنة واحدة.. أهلى كانوا سندا ودعما.. لكن الضغط النفسى صعب..الشعور أن عاما واحدا يحدد مصيرا ومستقبلا.. استيقظ مبكرا، أراجع الجدول، وأبدأ المذاكرة.. أذاكر 7 ساعات يوميًا، أقسمها على فترات حفاظا على التركير.. الثانوية علمتنى الصبر، والمثابرة وصولا للهدف وهدفي: كلية الصيدلة، كلما شعرت بالإرهاق تذكرت الهدف حتى أكمل السير. رسالتى لطلاب أولى وثانية ثانوي: ابدأوا من الآن، لا تعتبروا سنوات ما قبل ثالثة ثانوى فترة راحة أو استرخاء بل هى لوضع الأساس السليم. والمذاكرة ليست «بالعافية»، اجعلوها عادة يومية تتسهل عليكم مهمة الثانوية.
الخروج من دائرة الضغوط
عبد الرحمن حسن الطنانى «علمى علوم»: ثالثة ثانوى مختلفة عن كل ما رأيته أو مررت به من قبل.. تشعر أنك أمام مسئولية كبيرة.. كل دقيقة لها ثمن،ولابد أن أذاكر طول الوقت. تتجمع الضغوط وكأنها دائرة لا تنتهي.. قادمة من كل اتجاه: من البيت، الدروس، والمحيطين الذين يسألون «نفسك تدخل كلية ايه؟».
تعلمت أتحكم فى وقتي. أذاكر بطريقة المحاضرات والتسجيل، وأسمّع لنفسى وأشرح لها. والدى ووالدتى موجودان معى بالنصيحة والتحفيز وهذا يصنع الفرق… أمنيتى كلية الطب، وأصبحت هدفا أفكر فيه وأخطو نحوه منذ المرحلة الإعدادية. أنصح القادمين لمعترك الثانوية بالاستعداد المبكر «اللى يبدأ بدري، يخلص بدري» اكتشف نفسك «ميولك -قدراتك» فى أولى وتانية تجدها بالفعل على الطريق الصحيح فى ثالثة ثانوي.
كل سنة لها دور
أروى محمد الهيشه «علمى علوم»: الآن عندما أنظر ورائى أجد المشوار الذى قطعته ليس سهلا.. مررت بمحطات توتر ولحظات خوف، لكنى تعلمت منها الكثير… أمى كانت دائمى معى تدعمنى بكلام التشجيع والدعاء الطيب… اخترت أن تقوم مذاكرتى على الفهم أولًا ثم التكرار. قابلتنى لحظات انكسار ومواقف ضعف، لكنى كنت أتذكر دوما أن محطة الوصول اقتربت بعد 13 سنة فى مراحل التعليم وصولا لهذه المحطة. هدفى كلية طب أسنان. توجه حديثها إلى الطلاب الجدد قائلة: «لا تجعلوا ثالثة ثانوى سنة الحسم أو الرعب قسموا مجهودكم وتعاملوا مع كل سنة بجدية وكل سنة لها دور وصولا للثانوية».
زحمة مواد ومشاعر
أحمد طارق «علمى رياضة»: لأننى أحب الرياضيات والتكنولوجيا اخترت قسم علمى رياضة ومن بداية ثالثة ثانوى أشعر بزحام فى المواد وفى المشاعر وتراكم الضغوط. أواجه ذلك بجدول أسبوعى بحيث ألتزم به مهما حدث ومن بعيد توجهنى والدتي.. ترتب لى وقتى وتساعدنى للتركيز فى المذاكرة بعيدا عن التشتت.. كلية الهندسة مازالت الحلم والهدف الذى وجدته قبل سنوات وجاء الوقت لأسعى نحوها وأخطب ودها.
والآن هذا أقول لدفعات الثانوية المقبلة: تذكروا أن سنوات ما قبل ثالثة ثانوى لها دور كبير فى بناء شخصيتك وتنظيم وفتك وجهدك.. تعلموا التنظيم مبكرا تحصدوا ثماره فى الحياة.
لا للمقارنات
ياسمين محمد شحاته «علمى رياضة»: حلمى أن أكون مهندسة معمارية.. أصمم المبانى وأرسم تفاصيلها،، منذ الصغر أحب التصميم والرسم، لذلك تخصصت علمى رياضة. الثانوية العامة ليست سنة عادية بل طويلة ومرهقة وإذا شعرت بالزهق فى نصف المشوار لن تكمله ولذلك كنت دوما أعتمد على دعم أمي.. بجانبى فى كل لحظة..أشعر بتعبها ولا أريده أن يضيع هدرا.. أذاكر وأرسم فى الفاصل بين المواد.. هكذا أستعيد تركيزى وأشحن لأذاكر من جديد.. أهم درس تعلمته وأريد مشاركته مع الطلاب القادمين «لا تضيعوا نفسكم ولا تشغلوا بالكم بالمقارنات، كل واحد عنده طريقه وله طريقته فى الوصول إليه.. وثق أنك طالما تجتهد وتتعب فتعبك لن يضيع «على الفاضي».
الرياضة لاستعادة النشاط
عبد الرحمن محمد النجار «علمى رياضة»: اخترت علمى رياضة لأنى استشرف المستقبل فى هندسة الاتصالات.. أحب فهم الدروس وحل المسائل الرياضية كثيرا.. وأستفيد من تجربة ودعم أخى الأكبر بنصائحه المفيدة عن المذاكرة وتنظيم الوقت.. واكتشفت أن ممارسة الرياضة تساعد على بداية اليوم بنشاط وتفتح الذهن واستقباله للمعلومات وبالتالى يكون التركيز أكبر والاستيعاب أعمق. وأعتقد أن نصيحتى للأصدقاء الذين يخوضون سباق الثانوية الأعوام المقبلة تتلخص فى الاعتماد على النفس والتركيز عليها بحيث يقدمون أفضل نسخة منهم وتنظيم الوقت هو السر.
بداية الاختيار
منة الله السيد «أدبي»: لأننى أحب الإعلام من صغري.. أفضل إدارة الحوار مع الآخرين والتعبير عن نفسى بالكلمة . حلمت كثيرا بدخول كلية الإعلام من بوابة القسم الأدبى حيث رصيد من المعارف يضيف لى كإعلامية المستقبل. تالتة ثانوى ليست مجرد دروس فى الكتب بل فى الحياة.. تتعرف فيها على نفسك.. تعلم مدى قوتك ومواطن قوتك.. اعتمدت فى المذاكرة على التسجيل، وأعيد سماع المعلومة أكتر من مرة. وأمى تدعمنى وتسمعنى . أنصح الأبطال الجدد بحب المواد التى يذاكرونها.. وأن يختاروا تخصصهم حسب رغبتهم وليس لإرضاء الآخرين وهكذا تكون الثانوية بداية الاختيار.
أرض الأحلام
سارة محمد حسن «أدبي»: أعشق السياسة جدًا.. أتابع ما يحدث فى العالم وأرغب أن أكون من المؤثرين والفاهمين للأحداث.. قررت من أولى ثانوى أن كليتى هى سياسة واقتصاد،ولذلك ركزت فى المواد التى تقودنى للمجال واعتمدت القراءة لتوسيع مداركى وأيضا للخروج من دائرة التوتر.. أذاكر وأحل بانتظام وأيضا أقرأ خارج المنهج.. أهلى منحونى الحرية ومعها المسئولية ولذلك أريد أن أحقق حلمى لأسعدهم. أنصح للحالمين مثلى بالتمسك بأحلامهم وألا يسمحوا بالضغوط أن تغير وجهتهم.. وكما أن الثانوية ميدان تنافس وتوتر فهى أيضا ساحة لتحقيق الأحلام
وقفة مع النفس
سحر علاء «أدبي»: دراسة علم النفس أمل يراودني..كنت دوما أحب الحديث مع الناس وفهم مشاعرهم.. الثانوية تتويج لرحلة طويلة فى التعليم.. كبرنا مع كل سنة وزادت مخاوفنا وهمومنا..تعلمت أن أسجل مشاعرى على الورق وهذا ساعدنى جدا لفهم هذه المشاعر وتجاوز السلبى منها والتمسك بالإيجابي.. ووسط حيرة الثانوية أمى حضن الأمان فى كل لحظة خوف… لذلك أقول بصدق لمن يأتى عليه الدور «الإيمان بنفسك وتصديق حلمك سيجعلك تصل مهما طال الطريق» فالثانوية بحق.. خطوة بألف ميل.