الضربة التى وجهتها أمريكا أمس ضد المنشآت النووية الإيرانية رغم أنها دفعت بالحرب فى الشرق الأوسط إلى كل دوائر الخطر.. بل الخطر الداهم إلا أنها حققت أيضا ما هو أهم وأهم.. أو أنها كشفت للعالم كله مدى العلاقات الوثيقة جداً جداً بين أمريكا وإسرائيل والتى كانت كل من الاثنتين تعترفان فى خجل مقدمتين حيثيات ومبررات غير مقنعة..
>>>
لكن بالأمس وقف الرئيس دونالد ترامب بملء فيه كعادته وعادة سفاح القرن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ومعهما رئيس الجيش الأمريكى والجنود الأمريكيون والإسرائيليون الذين قال عنهم ترامب إنهم قدموا جميعا ملحمة من البطولة والشجاعة أدت ضمن ما أدت إلى كسر ظهر زعماء الإرهاب فى إيران الذين طالما تسببوا فى إسالة دماء المواطنين المدنيين شرقاً وغرباً والآن سوف يعم الأمن المنطقة كلها ومن يجاورونها.
إذن بعد ذلك فليصمت هؤلاء القادة إلى آخر المدي.
>>>
على الجانب المقابل لقد تعود الأمريكان أن القوة الإيرانية قد ذهبت إلى غير رجعة.. فإذا بهم يطلقون صواريخ أكثر عنفاً وأبلغ تأثيراً ورغم أن ذلك يزيد ترامب ونتنياهو غضبا وحيرة إلا أنهم يقولون كفاهم أن الطلاسم والأسرار تتكشف دقائقها وتفصيلاتها أكثر.. وبالتالى فهم يتوقعون أن تكون الضربة القادمة هى التى سوف تنهى نووى إيران.. بما يريح كلا من الأمريكيين والإسرائيليين ومعهما كافة شعوب العالم.
>>>
ثم..ثم .. يثور السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
وهل تنتهى الأوضاع عند هذا الحد أم سوف يدور الجميع فى دوامة لا تحقق لهم نفعاً ولا تجلب خيراً.
واسمحوا لى أن أعود إلى كلمات د. بدر عبدالعاطى وزير خارجيتنا الهمام والتى ألقاها خلال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادى الذى عقد اجتماعه أمس الأول فى اسطنبول بتركيا..
وأؤكد مسبقا أننى أؤيده فيما يقول.. إذ قال د. عبدالعاطى إن مصر تؤكد على عدم وجود حلول عسكرية للأزمة القائمة كما تدين الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المنشآت النووية الإيرانية والتى تنتهك القانون الدولى الإنسانى ويجب أن تضع فى اعتبارها أنه لا حل مستدام للأزمات المختلفة التى تواجهها منطقتنا دون معالجة جذورها ومسبباتها.. من خلال إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. لا شك أنه كلام واضح وصريح ومكرر ومعاد على مدى نصف قرن.
لذا.. لابد أن تدرك اسرائيل أن هذه القضية لن تموت بمضى المدة بل بالعكس كلما مرت الأيام كلما تمسك أصحاب الحق بأرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وإن غداً لناظره قريب والأيام بيننا..
>>>
و.. و.. شكراً